الأزرق تكشف لـ« بي دي ان» فحوى رسالة المنسق الإسرائيلي.. وهذا ردها على تصريحات الزهار

بي دي ان |

28 نوفمبر 2020 الساعة 12:42ص

أكدت خولة الأزرق، نائب أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح، أنه لا يوجد أي علاقة ما بين التغير الذي حصل في الإدارة الأمريكية أو موافقة السلطة الوطنية الفلسطينية على استلام أموال المقاصة، وبين ما جرى في الحوار الوطني في القاهرة.

وقالت الأزرق في تصريح خاص لـ« بي دي ان» "حركة فتح ترى في الحوار الوطني الذي جرى في القاهرة هدف إستراتيجي وليس آنياً، نحن في حركة فتح مصرون على مواصلة الحوار حتى نصل إلى صيغة وحدة وطنية مع حماس ونخرج من هذا المأزق الذي دفع الشعب الفلسطيني ثمنه كثيراً في السنوات الماضية".

وأضافت: "كان هناك خلافات برزت خلال الحوار، حول توقيت الانتخابات سواء التشريعية أو الرئاسية أو المجلس الوطني، هل تأتي تتم بالتتالي أو التزامن، ونحن نرى في حركة فتح أن هذه الانتخابات يجب أن تكون متتالية وليست بالتزامن، وكذلك هناك قضايا أخرى، مشيرة إلى أن هذا الخلاف برز قبل إعلان السلطة استلامها لاموال المقاصة".

وأشارت الأزرق إلى أن حركة فتح تتعامل مع إتمام المصالحة على أنه مصلحة وطنية، لافتة إلى أن ما جرى في الإدارة الأمريكية من سقوط ترامب ومجيء بايدن، هذه قضايا ليست لها علاقة بموضوع الحوار الوطني.

وكانت الفصائل الفلسطينية قد استهجنت إعلان السلطة الوطنية الفلسطينية، إعادة العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي، معتبرة ذلك ضربة لملف المصالحة، وانقلابا على اجتماع الامناء العامين الذي جرى ما بين بيروت ورام الله.

وعقبت الأزرق على ذلك بالقول: "هذا موقف فيه مزايدة كبيرة، لأنه في الاجتماعات المغلقة للجنة التنفيذية كان هناك ضغط على فتح وعلى الرئيس بضرورة استلام أموال المقاصة، حيث أن هذه الأموال حق للشعب الفلسطيني، ونحن لا يمكن أن نقدم تنازلات مقابل الحصول على هذه الأموال التي هي من حقنا".

وأضافت: "ما جرى هو كان نتاج لاتصالات مع الجانب الإسرائيلي، تقول أن إسرائيل لديها الاستعداد للعودة للالتزام بالاتفاقيات الموقعة مع الجانب الفلسطيني، وبناءً على ذلك تمت الموافقة على استلام المقاصة".

وأكدت الأزرق: "ربط حركة حماس عرقلة الحوار الوطني، مع ما جرى بخصوص استلام أموال المقاصة، هو ذريعة للتنصل من مسؤولياتهم، للوصول إلى مصالحة حقيقية، وبالتالي لا يوجد أي ربط بين القضيتين".

وحول الرسالة الإسرائيلية التي جاءت من منسق أعمال الحكومة كميل أبو ركن إلى السلطة الفلسطينية، أوضحت نائب أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح، أن المنسق هو موظف في الشؤون المدنية الإسرائيلية، والتنسيق كان مدنياً يتعلق بأموال المقاصة وليس تنسيقاً امنيا.

وأضافت: "حسين الشيخ هو رئيس هيئة الشؤون المدنية، وليس له دورا في المجال الأمني، وبالتالي الموضوع كان متعلقا باستلام أموال المقاصة، هذا يعني أن يكون هناك تواصل مع الطرف الذي يحتجز هذه الأموال ".

ومن ناحية أخرى، عقبت الأزرق على تصريحات سابقة للدكتور محمود الزهار، القيادي في حركة حماس، عبر موقع « بي دي ان»، الذي أكد فيها أن الذين بالغوا في التفاؤل بموضوع المصالحة لم يكونوا على صواب"، حيث قالت: "كلام الزهار ليس على صواب، لأنه من الواضح أن موقف الزهار منذ البداية، ضد المصالحة والحوار مع حركة فتح، وأنه مرتاحون للكارثة التي تسود في قطاع غزة، وهم يعتبرون أن هذه الامارة التي تدر لهم أرباحا ليس بالساهل أن تعود إلى حضن الوطن وأن يسلموها".

وتابعت: "الزهار معني بكل الطرق أن يشوه قيادات حماس التي وافقت على الحوار الوطني، ونحن نكن لهم كل الاحترام والتقدير ونرى فيهم أنهم يتحلون بالمسؤولية الكافية، أما الزهار هو من الشخصيات المعروفة مواقفها، فهو شخص حاقد يحمل برنامج الإخوان المسلمين، وليس في ثقافته أي شيء يمس بالقضية الفلسطينية والنضال الوطني أو تحرير فلسطين، وبالتالي من الطبيعي أن يصدر مثل هذه التصريحات".

واستدركت بالقول: "نحن في حركة فتح، ما زلنا نراهن على التيار الوطني في حماس بأنهم سيغلبون وطنيتهم، وسيستمرون في الحوار مع فصائل العمل الوطني، حتى الوصول إلى الاتفاق".

وبالبقاء مع الزهار، الذي قال: "العلاقة داخل السلطة الفلسطينية متوترة، فقد أصبح جبريل الرجوب يسير في اتجاه، وحسين الشيخ يسير في اتجاه آخر، وكل له جهة تدعمه"، أكدت نائب أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح، أن هذا كذب وافتراء، حيث أن اللجنة المركزية مجتمعة ومتوافقة على ضرورة الإستمرار في الحوار الوطني حتى النهاية.

وقالت الأزرق: "المصالحة قرار استراتيجي في حركة فتح، وموافق عليه من اللجنة المركزية والمجلس الثوري وفي كل الأطر القيادية للحركة، وبالتالي ما يتشدق به الزهار هو افتراء لا يمس للحقيقة بصلة، وهذا الكلام ينحسب عليه وليس على قيادة فتح".

وفي سياق متصل، عقبت الأزرق على تصريحات روحي فتوح، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، الذي قال فيها: أن وفد حركة حماس في قطاع غزة، هو من أفشل جولة الحوار الأخيرة بالقاهرة". قالت "هناك تيار وطني يقوى في حركة حماس، ونحن معنيون بتعميق الحوار مع هذا التيار، ونحن جميعا ندرك بأن هناك جزءاً مرتبط بمصالح تدفع باتجاه ابقاء الأوضاع على ما هي عليه الآن، نحن مصرون على استكمال الحوار حتى النهاية، وسنراهن على وطنية بعض قيادات حركة حماس".

وحول متابعة حركة فتح للانتخابات الرئاسية الأمريكية، أشارت الأزرق إلى أن السياسة الأمريكية محكومة بأهداف ومصالح إستراتيجية، وهذا مرتبط بشخصية دونالد ترامب الذي حكم البيت الأبيض، والذي يحمل هذه العقلية العنصرية والفاشية والتعدي على حقوق الآخرين.

وقالت: "منذ استلامه الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية، اتخذ خطوات ضد الشعب الفلسطيني، سواء بتشريع الاستيطان ودعم الاحتلال غير المسبوق ونقل السفارة الأمريكية للقدس ورعاية عملية التطبيع العربي المجاني مع الاحتلال، فكل هذه الخطوات تعني انحياز كامل للاحتلال".

وأضافت الأزرق: "نحن سعدنا بأن هذا الشخص غاب عن الإدارة الأمريكية، وأن هناك رئيساً جديداً قادماً، ورغم ذلك لا نعول كثيرا على ذلك، ولكن نقول بأننا سنستكمل نضالنا السياسي والوطني، بغض النظر من هو الشخص الذي سيكون على الإدارة الأمريكية، فنحن لسنا ضد الحوار مع أحد ولسنا ضد المفاوضات ولكن هذه المفاوضات يجب أن تكون برعاية دولية وضمن الرؤية التي طرحها الرئيس محمود عباس، ولا تبقى حقاً فردياً للإدارة الأمريكية، وإنما يجب أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته".
المصدر:بي دي ان