الإرادة تصنع المعجزات..

عماد العقاد يُنشئ "استوديو" كامل للتصوير من مخلفات البيئة

بي دي ان |

25 فبراير 2022 الساعة 12:17ص

التفكير خارج الصندوق، مهارةٌ نادرة لا يمتلكها سوى المبدعين ذوي الخيال الواسع، من لم يلتزم بالمعايير والممارسات المعتادة وخرج عن النطاق المألوف، فأنتج أفكارًا مميزة وفريدة من نوعها ليسخرها في مجال عمله، متميزًا عن غيره لا يشبه من حوله.

امتلك عماد العقاد، البالغ من العمر 47 عامًا، من محافظة خان يونس جنوبي قطاع غزة، هذه المهارة، فكان التميز والخيال يجريان في عروقه منذ أن كان شابًا، ليعمل في تصميم الديكور، مشهودًا له بالإبداع والذوق الفني، فعلى الرغم من عدم إكماله تعليمه الدراسي تغلَّب على من هم في مجال عمله.

"استوديو المها"، استطاع تكوين هذه اللوحة الفنية الراقية من مخلفات بيئية اعتاد الناس على التخلص منها، لكنه صنع من اللاشيء شيئاً، فأعاد تدويرها لينشئ هذا الجمال من ناحية ويخدم البيئة ويحافظ عليها من ناحية أخرى.

كان العقاد جالسًا مع صديقٍ له في أرض "بور"، بمعنى غير صالحة للاستخدام والزراعة، واقترح على الفور بتحويل هذه الأرض لمكان جمالي، فاعترض صديقه في بادئ الأمر قائلًا: " سنحتاج إلى تكلفة مادية كبيرة ونحن عاجزون عن توفيرها"، فتحدَّاه بتحويلها إلى لوحة جمالية بتكلفة بسيطة.

بدأت الأفكار الإبداعية تتزاحم في عقله، ليسارع على الفور بتنفيذها، حاملًا ما يحتاجه من أدوات ومخلفات بيئية إلى غرفته المتواضعة، مُمسكًا ريشته التي لم تعد كذلك بالنسبة إليه؛ لأنها صديقته الملازمة له على الدوام، ليشرع بالاستصلاح والتلوين والانغماس في عالمه الفني، متذوقًا متعة العمل وجماله، مُنتهيًا بنتيجة مبهرة لا تصدقها الأعين.

يقول العقاد: " بدأتُ بجمع الأخشاب والحديد وعجلات السيارات والدراجات الهوائية التالفة وغيرها من المخلفات، وأعدتُ تدويرها لأبدأ برسم لوحتي الفنية، واستطعتُ تحويل هذا المكان بفترة زمنية قياسية "6-8 شهور" إلى مكان جمالي أبدى دهشته كل من ألقى نظرة واحدة عليه".

ويشير إلى أن جميع الاستوديوهات الأخرى يتم إنشاؤها بتكلفة باهظة، بَيْد أنها لا تحتوي على أكثر من ثلاثة مناظر جمالية اعتيادية، لكن هنا في استوديو المها أينما ذهبتَ تجد لمسة فنية لم يعتاد الناس على رؤيتها.

ويؤكد العقاد على أنه يطمح في المستقبل القريب إلى تصميم ديكورات لن يستطيع أن يتخيلها أحد، لكنهم سيرونها على أرض الواقع لأول مرة في قطاع غزة.

ويضيف: "الإرادة تصنع المعجزات، ولولا الحب والشغف والرغبة في إنجاز هذا الأمر لما وصلت إلى هنا".

ويختتم العقاد حديثه بتوجيه رسالة إلى الشباب الفلسطيني قائلًا: " تميزوا وأبدعوا فأنتم في مقتبل عمركم، واستغلوا طاقاتكم ومواهبكم لتنسجوا اسمكم؛ ليبقى عالقاً في أذهان الجميع". 

وجدير بالذكر أن المواطنين في قطاع غزة يعانون من أوضاع معيشية واقتصادية صعبة؛ جراء الحصار الإسرائيلي المفروض عليهم منذ أكثر من 15 عامًا، ولذلك فَهُم يسعون لخلق أفكار إبداعية بأقل الإمكانيات لتوفير قوت يومهم.