حمد شريك في اغتيال عرفات

بي دي ان |

20 فبراير 2022 الساعة 10:09م

للقتل بصنوفه ومسمياته المختلفة أساليب وأدوات متعددة ومتشعبة أحيانا، وفي بعض الأحيان تقتصر على قاتل ومجرم واحد. بيد ان اغتيال الزعماء السياسيين تتسم عموما بتعدد الجهات والاساليب والسيناريوهات لعملية التخلص من الضحية، لان عملية القتل تكون عادة مركبة، وتحتاج إلى اكثر من أداة لبلوغ الغاية، ولا تقتصر عمليات الاغتيال لزعماء الدول والشعوب على الأدوات المحلية صاحبة المصلحة المباشرة، وانما يكون لحلفائهم من دول وأجهزة امن الإقليم والعالم وفقا لمنظومة العلاقات الناظمة بين المكونات المتعددة لعملية الاغتيال دور المهندس وصاحب القرار في التنفيذ. وبالنتيجة وبغض النظر عن حجم وعدد القوى الواقفة خلف عملية الاغتيال، فإنهم وبالمنطق عادة يبحثون عن اقل العمليات كلفة، وتداعيات سياسية واجتماعية. واحيانا تتم عمليات الاغتيال والاقصاء للزعماء بشكل هجمي ووحشي وبتدخل عسكري مباشر من قبل دولة عظمى كالولايات المتحدة كما حصل في عملية اغتيال مصدق في ايران مطلع خمسينيات القرن العشرين، ونورييغا في بنما في أواخر ثمانينات القرن الماضي، وغيرهم مثل سوكارنو وسوهارتو في اندونيسيا مع الفارق الكبير بين الرجلين في الخلفيات الفكرية السياسية والحزبية ... إلخ
ما تقدم له علاقة عميقة بما تجرأ وصرح به حمد بن جاسم رئيس الوزراء، ووزير الخارجية القطري السابق عن التخطيط والتدبير لعملية اغتيال الزعيم الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات في مكتبه، وبالاشتراك معه، ومما اعلن عنه، يتضح انه كان عراب عملية الاغتيال، التي اكدها بالفم الملآن في مقابلة مع احدى القنوات التلفزيونية، ونشرت مؤخرا على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي. ووفق ما اعلن بن جاسم، احد عناوين واعمدة أجهزة الCIA والموساد والمخابرات البريطانية وغيرها من أجهزة الامن الغربية، التي هيأت له الوصول إلى الموقع المركزي في صناعة القرار القطري في عهد الأمير السابق حمد بن خليفة آل ثاني حتى نهاية عهده في عام 2013.
وتمظهر الغرور والتبجح والصلافة في اعترافه الوقح بالمشاركة في عملية الاغتيال البشعة وعلى شاشة احدى الفضائيات والتي اكد اثناءها اعترافه بوجود شركاء فلسطينيين وإسرائيليين له، وباوامر وضوء اخضر أميركي. ولم يكن مستغربا، ولا مستهجنا اعتراف رجل أعداء الامة العربية بما ارتكبه من جريمة بشعة بحق زعيم ورمز الشعب العربي الفلسطيني أبو عمار. لانه كان من الوقاحة والغطرسة الدونية عندما اعترف بشكل علني على فضائية BBC بانه ومن والاه من العرب الرسميين مولوا عملية تدمير سوريا ب137 مليار دولار أميركي، ومن أموال عرب الخليج الرسميين وبقرار أميركي إسرائيلي. كما مولوا عمليات الحروب الاهلية في ليبيا والجزائر قبلها، وتونس ومصر والصومال وتمزيق وحدة السودان وحدث ولا حرج عما حصل في العراق والدور التخريبي الذي ارتكبه بعض اهل النظام الرسمي العربي ضد البعض الاخر ولحساب واجندات العدو الصهيو أميركي، وبهدف حماية كراسي حكمهم مقابل تبعيتهم المطلقة.
هذا الاعتراف الذي ادلى به حمد بن جاسم يعتبر وثيقة هامة لادانته، وتقديمه لمحكمة العدل العليا او محكمة الجنائية الدولية لمحاكمته على الجريمة البشعة، والتي يندى لها الجبين، وأيضا مطالبته بالاعتراف عن كل من ساهم في عملية الاغتيال من فلسطينيين وإسرائيليين واميركيين ومن العرب الاخرين في حال مشاركة بعضهم، لا سيما وان دوائر القرار الأمني السياسي تكون متشابكة عادة، ويتم تبادل القرارات والتوجهات والتمويل والمساهمات في وضع السيناريوهات لتنفيذ عملية الاغتيال او التغطية عليها. وبالتالي مطلوب من نقابة المحامين الفلسطينيين والعرب والامميين انصار السلام تشكيل فريق قانوني واسع وقادر على رفع دعوى دولية على رئيس الوزراء القطري السابق، ليس لمحاكمته على اغتيال رمز الشعب الفلسطيني الأول فقط، وانما على جرائم الحرب في سوريا وليبيا والعراق والسودان والصومال والجزائر وحيثما تورط في ارتكاب جريمة اغتيال، او تمزيق وحدة الشعوب العربية، وتمويل الحروب الاهلية لخدمة اهداف دولة المشروع الصهيوني الاستعمارية. لوقف تغولهم الاجرامي على من تبقى من الزعماء الوطنيين والقوميين.
وآن الآوان لابناء الشعب العربي الفلسطيني واشقاءهم العرب من المخلصين لقضاياهم الوطنية والقومية تشكيل اطار قومي هدفه الأساس القصاص من عملاء العدو الصهيو أميركي أولا بالقانون والمحاكمات الدولية او داخل حدود الدول العربية ان امكن؛ وثانيا بتجييش وتحشيد قطاعات جماهيرية من مختلف اقطار ودول العالم العربي ومن الجاليات في أوروبا والاميركيتين لفضح وتعرية تلك الشخصيات الممسوخة والقزمية والمأجورة، والتي ساومت على مستقبل الامة وشعوبها، وباعت ارض وتاريخ العرب بابخس الاثمان مقابل رضى الأعداء؛ وثالثا ملاحقة أمثال بن جاسم حيث يقيم في لندن او اميركا او غيرها وتنظيم فعاليات جماهيرية امام مقر اقامته ورفع الدعاوي القضائية عليه حيث يقيم، وابتداع ما يمكن انتاجه من أساليب كفاحية لمحاصرته وامثاله في عقر قصورهم.