الشيخ جراح مجددا للواجهة

بي دي ان |

16 فبراير 2022 الساعة 10:55م

حرب يهود الخزر الصهاينة على العاصمة الفلسطينية، القدس تسير بخط بياني متصاعد، وتحمل هجماتهم وارهابهم متعدد الاشكال والأساليب ابعادا خطيرة تهدد بانفجار الوضع الشعبي الفلسطيني ليس في حدود العاصمة الأبدية، وانما في كل الأرض الفلسطينية العربية بما في ذلك الجليل والمثلث والنقب والمدن المختلطة. وهو ما ترمي اليه حكومة بينت لبيد وعصاباتها من مختلف المسميات والعناوين وفي مقدمتهم قطعان المستعمرين بقيادة خليفة الإرهابي كهانا وغولدشتاين القاتل المجرم، ايتمار بن غفير، زعيم "القوة اليهودية" الفاشية.

إرهاب دولة اليهود الخزر على أبناء الشعب الفلسطيني في القدس العاصمة لا حدود لها، وتستهدف كل الاحياء والمقدسات المسيحية والإسلامية وعلى رأسها المسجد الأقصى. ولن تتوقف الا بكنس الاستعمار مرة والى الابد من فلسطين العربية، وتطهير الوطن من ارهابهم ووحشيتهم المنفلتة من كل عقال. ويخطىء من يعتقد للحظة ان بالإمكان صناعة السلام مع دولة الابرتهايد الصهيونية ما لم يدفع استعمارها للأرض الفلسطينية ثمنا غاليا، ويقف العالم إلى جانب الحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة وفي مقدمتها الانسحاب الإسرائيلي الكامل من أراضي دولة فلسطين المحتلة في الخامس من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وضمان عودة اللاجئين الفلسطينيين لديارهم على أساس القرار الدولي 194، والمساواة الكاملة لابناء الشعب في ال48.  

ومن مظاهر الحرب المتواصلة على الشعب ما يجري في حي الشيخ جراح، الذي عاد مجددا الى واجهة الاحداث، رغم انه لم يغب عنها لحظة. لكن مع اقتحام النائب الصهيوني الإرهابي، ايتمار بن غفير للحي الفلسطيني العربي مع مجموعة من قطعان المستعمرين القتلة اول امس الاحد الموافق 13 فبراير الحالي، واصراره على فتح مكتبه البرلماني في الحي، واطلاق نهديداته بالحرق والقتل لابناء الشعب الصامدين في حي الإباء والبطولة بالتلازم مع هجمات قوات جيش الموت والشرطة الإسرائيلية وجهاز الشين بيت وباقي أعضاء المنظمات الإرهابية الصهيونية على أبناء الشعب المتضامنين مع انفسهم، ومع عائلة فاطمة سالم المهددة بمصادرة بيتها وارضها، مما ضاعف من حدة التوتر والعنف في احد احياء العاصمة الفلسطينية الأبدية، القدس.

وكانت العصابات الاجرامية من يهود الخزر قد اعتدت يوم السبت الماضي على عائلة الحاجة فاطمة سالم (74 عاما)، وطالبوها وأولادها باخلاء بيتهم وارضهم، واعتدوا على أبنائها، واعتقلوا احدهم. وهددوها بحرق البيت ومن فيه ان لم يخلوه. كما واعتدى غفير هو والعصابات المرافقة له على النائبين من القائمة المشتركة احمد الطيبي واسامة السعدي اللذين كانا بحي الشيخ جراح واثناء توجهها لزيارة منزل الحاجة فاطمة تضامنا معها ومع عائلتها المهددة بالطرد.

ولم يتوقف الامر عند حدود ذلك، بل ان الجيش والشرطة استقدمت قوات احتياطية حوالي خمسين ناقلة وسيارة عسكرية للاعتداء على الجماهير الفلسطينية المتصدية للفاشي زعيم القوة اليهودية ومن لف لفه من الفاشيين والعنصريين، وقد أصيب عدد من أبناء الشعب الفلسطيني، وتم اعتقال احدهم. والمواجهات لم تنته حتى اعداد هذا المقال مساء الاحد.

اذا معركة القدس العاصمة الأبدية واحياءها الستة وفي مقدمتها حي الشيخ جراح، وهو من ارقى الاحياء لن تنتهي. لان حكومة التغيير الهزيلة مصرة على مواصلة جرائم حربها بسبب انحياز الولايات المتحدة لها، وعدم اتخاذ دول العالم عموما والاتحاد الأوروبي موقفا حاسما من سياسات وجرائم التطهير العرقي في القدس ومدن الضفة الفلسطينية وقطاع غزة، ولاعتقادها ان تلك الدول لن تتخذ اية مواقف جدية اكثر من اصدار بيانات الاستنكار والشجب، التي على أهميتها لا تسمن ولا تغني من جوع. وكونها ليست اكثر من ابر ومسكنات مهدئة يزول تأثيرها فورا مع توزيعها ونشرها. لان حكومة الإرهاب والابرتهايد اسوة بالحكومات السابقة متعودة على هذا الخطاب السطحي، والذي لا يعنيه أصحابه كثيرا.

مع ذلك معركة القدس تحمل في طياتها تداعيات خطيرة، لا تقل عن هبة أيار / مايو 2021، لا بل ستفوقها قوة وضراوة وستتواصل لزمن اطول وباشكال وفعاليات متعددة الاشكال والأساليب. وعلى العالم ان يتحمل مسؤولياته كاملة وخاصة أدارة الرئيس بايدن الأميركية.