القطاع يمر بمرحلة خطيرة..

أخصائي أوبئة يتحدث لـ « بي دي ان»: كورونا ينتشر بسرعة كبيرة في غزة لهذه الأسباب!

بي دي ان |

22 نوفمبر 2020 الساعة 02:52ص

أكد الدكتور محمد أبو ريا، استشاري الصحة العامة وعلم الأوبئة في قطاع غزة، أن هناك ناقوس خطر يدق قطاع غزة، وأن الإصابات بفيروس (كورونا) تتزايد، والمنحنى الوبائي يتصاعد بطريقة ملحوظة وحادة، وهناك تمدد في الحالات من اقصى الشمال الى أقصى الجنوب.

وقال أبو ريا في حديث لـ« بي دي ان»: "تمدد الحالات يعود الى عدة اسباب، الأول عدم وجود وعي مجتمعي في قطاع غزة من خلال تحقيق التباعد الجسدي وتطبيق موضوع لبس الكمامة، بالإضافة إلى القوانين الحاكمة والناظمة التي تفرض على المستهترين، والتي تحمي المجتمع الفلسطيني".

وأضاف: "يمر قطاع غزة في مرحلة حساسة وخطيرة جدا، حيث أن هناك ازياد ملحوظ في اعداد الاصابات، واعداد المخالطين على التوالي، وبالتالي نحذر بأنه اذا لم نكن مستعدين لهذه المرحلة، فسنعاني من ازدياد وبائي يصيب كل أركان مناحي الحياة في القطاع".

وفي السياق ذاته أوضح أبو ريا، أن الإغلاق الشامل في القطاع، من ضمن السيناريوهات والحلول المطروحة على طاولة صناع القرار، متمنيا أن يكون هناك وعي مجتمعي وتطبيق قوانين الصحة العامة من خلال قوانين ناظمة وتشريعية ومخالفة المستهترين، لافتا إلى ان جزء من مقدرات وزارة الصحة تذهب الى هذه الفئة المستهترة.

وأشار أبو ريا إلى أن الاغلاق الشامل يحتاج الى تهيئة مجتمعية، حيث ان الاقتراح الأمثل هو فصل قطاع غزة إلى مناطق جغرافية، لمدة من 48 الى 72 ساعة، لترتيب الأوراق وتهيئة المجتمع لموضوع الإغلاق الكامل، من 14 يوماً الى 21 يوماً.

وقال: "ولكن السؤال، هل بعد أن يتم الإغلاق سيتم السيطرة على الحالات؟، وبالتالي أعتقد أن قطاع غزة أصبح كله منطقة حمراء، وعدد المسحات التي يتم أخذها يوميا وعدد الإصابات الايجابية وصلت إلى الرقم القياسي، فهي أكثر من الضفة الغربية والكثير من الدول".

وأضاف أبو ريا: "الإغلاق يحتاج الى تعزيز صمود المجتمع الغزاوي، من خلال توفير المأكل والمشرب والدواء".

وفيما يتعلق بالمصابين بفيروس (كورونا)، أوضح أخصائي الأوبئة، أنه بناء على منصات منظمة الصحة العالمية، فإن 80% من المصابين بالفيروس قد لا تظهر عليهم أي أعراض، اما 20% المتبقية، منها 15% يحتاجون الى عناية صحية متوسطة، و5% من يحتاجون الى العناية المكثفة.

وأشار إلى أن فيروس (كورونا) يتميز بسلاحين، الأول سلاح التخفي بعدم وجود اي اعراض على المصاب، والسلاح الثاني هو سرعة الانتشار والفتك بالمجتمع.

وحول ما إذا كان هناك تشابه بين أعراض فيروس كورونا والانفلونزا، قال أبو ريا: "نحن على أبواب فصل الشتاء، وهذا الفصل يشكل تحدي وصعوبات على العالم أجمع، ومنظمة الصحة العالمية، قد اشعرت واعلنت أنه قد يكون هناك ارتفاع في عدد الاصابات بفيروس (كورونا)، والانفلونزا الموسمية، والاصابة بأمراض الجهاز التنفسي".

وأضاف: "هناك تشابه في بعض الاعراض بين كورونا والانفلونزا، ولكن التمييز الوحيد بينهما هو اجراء فحص (PCR)، والذي يميز بينها، بالاضافة الى خبرة الطواقم الطبية العاملة في هذا المجال".

وفيما يتعلق باللقاحات التي تم اكتشافها مؤخرا مثل (فايرز) و(موديرنا) لفيروس كورونا، أوضح أبو ريا، أن هناك استباقاً محموماً بين الشركات العالمية من ناحية استثمارية ومن ناحية الحصول على براءة اختراع، لافتا إلى أن كل هذه التجارب التي أثبتت فعالياتها، أعطوا نتائج ايجابية، ولكن حتى اللحظة لم يحصلوا على تراخيص من منظمة الصحة العالمية.

وقال: "نحن في قطاع غزة والضفة الغربية، في ظل تزايد الإصابات بفيروس كورونا، نتمنى الوصول الى هذه اللقاحات، فمن له اليد العليا والمال في ظل القرصنة من بعض دول العالم، فنتوقع أن نجد بعض الصعوبات في الحصول على هذه اللقاحات، وبالتالي يجب أخذ حصتنا من قبل منظمة الصحة العالمية".
المصدر:  بي دي ان