خلال مشاركتها في وقفة نظمتها وزارة الأسرى:

حشد: ندعو كافة المؤسسات الدولية للتحرك لإنقاذ الأسير ناصر أبو حميد

بي دي ان |

13 يناير 2022 الساعة 06:57م

شاركت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد”، اليوم الخميس، في وقفة تضامنية مع الأسير الفلسطيني المريض ناصر أبو حميد، والتي نظمتها وزارة الأسرى والمحررين، بالتعاون مع لجنة أهالي الأسرى في سجون الاحتلال، أمام مقر المفوض السامي للأمم المتحدة في مدينة غزة، بمشاركة فصائل وقوى وطنية وإسلامية.
بدوره قال رئيس الهيئة الدولية “حشد” المحامي د. صلاح عبد العاطي: إن ” الأسير ناصر حميد واحدًا من أولئك الذين يُجمعون ما بين ألم السجن والسجّان والمرض، فيزداد الوجع وتتفاقم المعاناة ويتسع الألم، ألم الأسير وأسرته، مضيفًا: ” نُدرك أن الأسرى ليسوا وحدهم ضحايا الاعتقال، وإنما أفرادُ عائلاتهم، هم ضحايا مثلهم، حيث اعتقلت قوات الاحتلال ناصر أبو حميد (50 عاماً) في 22 نيسان/أبريل 2002 برفقةِ أخيه نصر في مخيم قلنديا للاجئين، وتعرّض لتحقيق قاسٍ، وتعذيب جسدي ونفسي، وبتاريخ 24 كانون الأول/ديسمبر من العام نفسه، أصدرت المحكمة المركزية في القدس بحقه حكماً بالسجن المؤبد المفتوح سبع مرات، بالإضافة إلى 50 عاماً أُخرى، وبعد اعتقاله أصبح من قادة الحركة الأسيرة”.
وتابع: ” تمضي الأيام والسنين و الأعمار في السجون، ليمضي ناصر عما يزيد عن ثلاثين عاماً في سجون الاحتلال، وهو بذلك يكون قد أمضى في السجن عمراً يفوق ما أمضاه خارجه، ولا يزال أسيراً مع أربعة أشقاء آخرين يقضون جميعاً أحكاماً بالسجن المؤبد (مدى الحياة)، على خلفية الانتماء إلى حركة “فتح” ومقاومتهم الاحتلال، وهم: نصر، المحكوم بخمسة مؤبدات، ومحمد، المحكوم بمؤبدين وثلاثين عاماً، وشريف، المحكوم بأربعة مؤبدات، وإسلام، المحكوم بمؤبد وثمانية أعوام. عدا عن ذلك، هو شقيق الشهيد عبد المنعم أبو حميد الذي اغتالته قوات إسرائيلية خاصة في 31 أيار/مايو 1994″.
وأشار إلى أنه في آب/أغسطس من العام الماضي، طرأ تدهور خطير على الوضع الصحي للأسير ناصر، ليتبين أنه مصابٌ بمرض سرطان الرئة وفي مرحلة متقدمة، هذا المرض الخبيث أصابه خلال فترة سجنه الطويلة، جرّاء ظروف الاحتجاز الصعبة وسوء المعاملة وتدنّي مستوى الخدمات الصحية المقدمة وغياب الفحوصات الدورية واستمرار سياسة الإهمال الطبي المتعمد. وبعد مطالبات المؤسسات الحقوقية وخطوات احتجاجية من الأسرى، أُجريت له في تشرين الأول/أكتوبر عملية جراحية لاستئصال الورم، و10سم من محيطه، إلّا إن إدارة السجون – كعادتها- أعادته إلى السجن قبل تماثله للشفاء من دون أن توفر له الرعاية اللازمة، الأمر الذي أدى إلى تدهور حالته الصحية مجدداً، وبصورة خاصة بعد تلقّيه الجرعة الثانية من العلاج الكيميائي، وهو ما اضطر إدارة سجن عسقلان إلى نقله، مؤخراً، إلى مستشفى “برزلاي” الإسرائيلي القريب من السجن.
وأردف عبد العاطي: ” لكن هذه المرة كان وضعه الصحي خطيراً للغاية، فأُدخل مباشرة إلى العناية المكثفة تحت أجهزة التنفس الاصطناعي، إذ يعاني جرّاء التهاب حاد أصاب رئتيه بسبب تلوث جرثومي أدى إلى انهيار عمل الرئتين وجهاز المناعة لديه، الأمر الذي أدخله في غيبوبة، بحسب أقوال الطبيب لأسرته التي تمكنت من زيارته صباح يوم الجمعة الماضي، فيما لا يُمكن الحديث عن الأسير ناصر أبو حميد من دون التطرق إلى عائلته المناضلة، التي تعتبر العائلة الفلسطينية الوحيدة التي تضم خمسة أشقاء أسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي يواجهون حكم السجن المؤبد (مدى الحياة)، وقد حُرمت والدتهم الحاجة لطيفة زيارتهم أعواماً طويلة، ومُنعت كذلك من السفر، وتوفي والدهم الحاج محمد “أبو يوسف” صباح يوم السبت الموافق 13 كانون الأول/ديسمبر 2014، من دون أن يتحقق حلمه باحتضانهم في رحاب الحرية، ومن دون أن يُسمح لهم بإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على والدهم. كما تعرّض منزل العائلة للإغلاق مرة، ثم للهدم أربع مرات على يد قوات الاحتلال، كان آخرها سنة 2019.”
وأكد على ضرورة العمل على تدويل قضية الأسرى وخاصة في ضوء انضمام دولة فلسطين كعضو مراقب في الأمم المتحدة بما يضمن تعزيز الاستفادة من الآليات التعاقدية وغير التعاقدية كون دولة فلسطين قد انضمت وبمقدورها الانضمام إلى الأجسام والاتفاقيات الدولية ، بما يضمن إطلاق حركة تضامن دولي وإعلامي وطني وقانوني ودبلوماسي لمتابعة النضال من اجل تحرير الأسيرات والأسرى ، ومحاسبة وعزل ومقاطعة دولة الاحتلال الإسرائيلي ، استناداً لاستراتيجية واضحة، تعيد لقضية الأسرى والمعتقلين اعتبارها الواجب، وتكون أكثر تأثيرا ونصرة لقضاياهم، وعلى السلطة ومؤسساتها والفصائل والمنظمات الحقوقية و وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة المحلية والعربية، منح قضايا الأسرى المساحة الكافية ، وإبراز حجم المعاناة التي يعانيها الأسرى وذويهم، وحجم الانتهاكات الخطيرة التي يتعرضون لها ، والتي ترتقي في كثير من الأحيان إلى مصاف الجرائم التي تستوجب الملاحقة والمحاكمات الدولية ، والاستفادة من دور المؤسسات الدولية، فإطلاق سراح الاسيرات والمعتقلين في السجون الإسرائيلية بحاجة إلى كل جهد فلسطيني وعربي ودولي.
وجدد رئيس الهيئة الدولية، دعوته إلى الأمم المتحدة وكافة المؤسسات الدولية الحقوقية والإنسانية، بضرورة التحرك الفوري والضغط الفاعل والمؤثر من أجل ضمان الإفراج عن الأسير ناصر أبو حميد، وتقديم العلاج اللازم له لإنقاذ حياته قبل فوات الأوان. ونحمّل حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياته وحياة كافة الأسرى المرضى الذين يعانون أمراضاً خطيرة ويواجهون أوضاعاً صحية مقلقة وأُخرى مشابهة، مطالبًا ببذل المزيد من الجهود العاجلة للضغط على السلطات الإسرائيلية لجهة ضمان الإفراج عن المعتقل ناصر حميد ، التي تعرض لإهمال طبي بشع ومتعمد، وإلى تعذيب وسوء معاملة بما تشكل مخالفة جسيمة لأدنى حقوق الإنسان وحقوق الاسري، آملًا سرعة التحرك انسجاماً مع المبادئ الدستورية المستقرة عالمياً وولايتكم القانونية والأخلاقية والدولية.
من جانبه، أكد بهاء المدهون وكيل وزارة الأسرى والمحررين، أن ما يُمارسه الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسير المريض ناصر أبو حميد يُشكّل تجاوزًا للقوانين الدولية، مشيرة إلى أن حالة الأسير أبو حميد هي واحدة من الحالات التي يُمارَس بحقها الإهمال الطبي في سجون الاحتلال، لافتًا إلى أن الإهمال الطبي داخل السجون أدى إلى تدهور الحالة الصحية للأسير أبو حميد، في الوقت الذي يستمر فيه الاحتلال بانتهاكاته ضد الأسرى، وعلى رأسهم الأسرى المرضى.
واعتبر أن سياسية الاحتلال ضد الأسرى تُمثّل كافة المواثيق القانونية والدولية، مشددًا على أن سياسة الاحتلال العنصرية تتطلب وقفة جادة من الجميع لإنقاذ الأسير أبو حميد، داعيًا منظمة الصليب الأحمر للضغط على الاحتلال للإفراج عن الأسير “أبو حميد” وكافة الأسرى المرضى في سجون الاحتلال.