اطلقوا سراح ناصر

بي دي ان |

13 يناير 2022 الساعة 01:08ص

قصة الأسير البطل ناصر أبو حميد لها طابعها الخاص، رغم انها تتقاسم المشترك مع الاسيرات والأسرى المرضى الابطال، الذين يعانون من اثار التعذيب، والإهمال الطبي، وسوء التغذية وانتفاء الشروط الإنسانية بحدها الأدنى للاعتقال. ولمجموع تلك الأسباب أصيب جنرال الحرية بمرض السرطان، الذي تفشى في جسده. رغم انه في شهر تشرين اول / أكتوبر 2021 خضع لعملية استئصال لورم سرطاني، وخضع لجلستي علاج كيمياوي، الا انه تعرض مجددا لنكسة صحية نقل على اثرها لمستشفى "برزلاي" الإسرائيلي، والسبب الرئيس يقع على سلطات السجون الإسرائيلية، التي لم توفر له عوامل الاستشفاء. وحتى الان تماطل وترفض اطلاق سراحه والسماح له بالعلاج في الخارج في الأردن او مصر او حتى احدى الدول الأوروبية، مع انه في حالة اغماء منذ اكثر من أسبوع مضى.
لكن سلطات السجون الإسرائيلية لم تستجب للبعد الإنساني لاسير حرية يعاني من تداعيات الالتهاب الجرثومي الحاد جدا، المرض الخطير والمهدد لحياته، وهي تعلم وتتابع حالته الصحية، وتعرف انه موصول بأجهزة التنفس الاصطناعي، وتعلم ان تلك الأجهزة لا تف بتأمين العلاج المناسب له، لذا مازال وضعه الصحي حرج جدا، ورغم ذلك ترفض دولة الاستعمار الإسرائيلية الافراج عنه، والسماح له بالعلاج في احدى الدول الشقيقة او الصديقة. ما يكشف مجددا عن الوجه القبيح والاجرامي لتلك السلطات وللقضاء الصهيوني المتورط في الجريمة جنبا إلى جنب مع اجهزة الامن الاستعمارية.  
ولا اضيف لذاكرة القارىء جديدا، حينما اذكره، بان الأسير الشجاع ناصر اعتقل في العام 2002، وحكم اربع مؤبدات وثلاثين عاما بتهمة تأسيس كتائب الأقصى التابعة لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح. وما تقدم يميط اللثام عن حقد وكراهية سلطات الاستعمار على رموز البطولة والفداء من أبناء الشعب، وتتعاطى بلا مبالاة وغطرسة وعنجهية وعنصرية متوحشة مع الأسير العملاق أبو حميد. رغم حملات التضامن الشعبية والعربية والدولية مع الأسير الجنرال، الا ان دولة التطهير العرقي الإسرائيلية تغلق اذانها، ولا تريد ان تسمع، او ترى او تلتفت لابسط المعايير الإنسانية، وتفرج عن البطل القديم الجديد أبو حميد. لانها باتت تخشى من هزائمها المتكررة امام إرادة وعظمة اسرى الحرية، وتعتبر الإذعان لارادة الأسير او الشعب الفلسطيني كسرا لصورتها الاسبارطية الاستعمارية، وهدما لجدران إضافية من مشروعها الكولونيالي، وانزلاقا في تيه وتصحر الأفق المسدود والمغلق امام تراجيديا الصمود البطولي للشعب العربي الفلسطيني، وعريا وانكشافا غير مسبوق امام الرأي العام العالمي ومنظماته الأممية الداعمة والمؤيدة لخيار السلام.
  وللاسير الفارس أبو حميد واشقائه اسرى الحرية الاخرين وشقيقهم الشهيد ووالدتهم ايقونة الصمود والتحدي، وعنوان المرأة الفلسطينية حارسة نيران الثورة والشعب والقضية نموذجا خاصا، تتجلى فيه عظمة وفولاذية الاسرة الفلسطينية المناضلة، النواة الأولى لشعب الجبارين. هذه الاسرة التي تتجلى فيها روح العطاء والفداء والتحدي البطولي، ليست حالة فريدة في الشعب، بل هي انعكاس لظاهرة واسعة في أوساط الشعب المجبول بقيم الكفاح والحرية والاستقلال والسلام، لذا تخشى دولة التطهير العرقي من منح اسيرها المريض الافراج الفوري لمواصلة العلاج الآمن في احدى الدول، للاعتبارات المذكورة سابقا. مع ان جنرال الصمود ناصر يعاني لحظة حرجة جدا في حياته.  
وعليه مطلوب من كل المؤسسات العربية والإسلامية والأممية تكثيف ضغوطها للافراج الفوري عن جنرال الحرية المريض ناصر أبو حميد. كما على انصار السلام في إسرائيل الضغط على حكومتهم الفاشية للاستجابة العاجلة لاطلاق سراح الأسير المريض. لان وفاته داخل باستيلات الموت الإسرائيلية، لن يمر مرور الكرام، وسيكون للشعب كلمته العليا في الرد على جريمة موت رمز من رموز الكفاح البطولي. فهل تقف وتفكر حكومة بينت / لبيد ومنصور وشاكيد وساعر وتعيد النظر بخيارها اللانساني لمرة جديدة قبل فوات الأوان؟.