حركة فتح.. وجرد الحساب

بي دي ان |

01 يناير 2022 الساعة 09:31م

يحتفل الفلسطينيون كل عام في الأول من يناير بذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية والتي أشعلت شرارتها نخبة من الفدائيين الفتحاويين الذين شكلوا عصب الثورة حينها وامتدادا لها فيما بعد فكانوا بمثابة الملهمين للأجيال المتتالية، الفدائيون الأوائل وضعوا اللبنات الأولى لكل ما جاء عبر تاريخ الثورة المعاصرة من اعتراف دولي وأممي بفلسطين وبالحق الفلسطيني على أرضه وإقرار العالم أن هنا شعبا اسمه الفلسطينيين وأن فلسطين أرضهم ولهم حق الوجود والبقاء والديمومة عليها، وقد أخذ أولئك الفدائيون مسؤولية استمرار الثورة وما يترتب عليها وصولا إلى التحرير، وهم وجميعنا مدركون أن التحرير لن يكون عبر اتفاق مع عدو يستخدم أعتى أنواع القوة المادية من أسلحة دمار ومحرمة، ومال واعلام ويستخدم أدواته المختلفة ورواياته الكاذبة وكل ما أوتي من أدوات بشرية ومادية ليلغي الحق الفلسطيني في الوجود على أرضه، فتارة يسرق التراث ويزور التاريخ، وهو مستمر بالأساس في قتل الفلسطينيين واعتقالهم وهدم بيوتهم وسرقة المياة ووضع الحواجز والجدران الاسمنتية بين المدن وفي المدينة الواحدة  ليقسم المدينة ويقطع الأواصر  لخلق واقع جديد عله يجعل بمقدور هذا الاحتلال ضعف وخلخلة الحالة الفلسطينية والعبث بعزيمة شعب لم يكل ولن يمل في بذل الغالي والثمين في سبيل كنس احتلال غاشم يغتصب أرضه ويعكر صفو الحياة لديه. 

ولكل ما سبق من بدايات الثورة الفلسطينية التي قادتها حركة التحرير الفلسطيني فتح، واجهت حركة فتح عبر سنوات النضال العديد من المؤمرات من القريب والبعيد ومازالت تتلقى ضربات موجعة وطعنات في الظهر، إضافة لخسرانها للمئات من خيرة قادتها وكوادرها سواء كان اغتيالًا أو اعتقالا، أو تشتتا في الأرض. 

طعنة أخرى تلقتها ليست فتح هذه المرة وإنما القضية الفلسطينية بالعموم "الانقسام" الذي كانت مفاعيله  أقسى وأصعب من مفاعيل الاحتلال مما شكل صدمة للفعل الفلسطيني والبرنامج الوطني الموحد والذي أصيب بعطل فادح، والذي بدوره شجع الأنظمة العربية للدخول في بوابة التطبيع دون أي خجل أو استحياء ، ضاربين بعرض الحائط كل المواثيق العربية  والقومية المكتوبة منها وما ينبغي احترامه كالتزام أدبي وأخلاقي وعروبي. 

متغيرات إقليمية ودولية كثيرة باتت تتحكم في القضايا العربية وتتحكم في مساراتها مع ثانوية القرارات العربية.