خاص -"بي دي ان":

بعد إطلاق صاروخين من القطاع.... هل سينجح الوسطاء بمنع اندلاع " تصعيد" في غزة مع إسرائيل؟

بي دي ان |

01 يناير 2022 الساعة 03:32م

قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي صباح اليوم السبت، إنه تم رصد إطلاق صاروخين من قطاع غزة، سقطا قبالة سواحل "غوش دان"، لافتاُ إلى أنه لم يتم تفعيل أي إنذار أو اعتراض، فيما ذكر مصدر مطلع في المقاومة الفلسطينية، بغزة، أن الصواريخ التي انطلقت من القطاع كانت نتيجة الأحوال الجوية.

بدوره، قال الصحفي، حيزي سيمانتوف، من (القناة 13) العبرية ، إن مصر تتوسط لمنع التصعيد في القطاع، في وقت تستعد فيه إسرائيل للرد.

ووفق الصحفي، فإن الوسطاء المصريين قالوا لحركة حماس: إن "إسرائيل لا تقتنع بهذه الحجج القديمة، قدموا دليلاً على أن الصواريخ خرجت بفعل الطقس".

هل ستشهد الساعات القادمة توتراً في الأوضاع الأمنية؟ وهل سينجح الوسطاء في احتواء الموقف ومنع التصعيد؟ وحال اتجهت الأوضاع نحو التصعيد كيف سيكون طبيعة هذا التصعيد؟.

الكاتب والمحلل السياسي الدكتور مصطفى الصواف، استبعد الدخول في مواجهة بين المقاومة والاحتلال نتيجة هذه الصواريخ التي سقطت في البحر كما تقول المقاومة بفعل العوامل الجوية .

وأضاف الصواف في تصريح خاص لـ "بي دي ان"، الاحتلال ليس في وارده الدخول في معركة وهو يتهيأ لعمل ما ضد إيران ولديه قناعة أن المواجهة مع المقاومة لن تكون سهلة وهو يؤجلها ، وربما اقصى ما يمكن ان يفعله الاحتلال هو رد شكلي هنا او هناك .

واستدرك، في نفس الوقت المقاومة على جهوزية تامة للرد على الاحتلال حال ارتكاب حماقه بحق قطاع غزة، وهذا أيضا يجعل الاحتلال يفكر أكثر من مرة .

وأشار الصواف، إلى أن الاحتلال قد يستغل محاولة الوسطاء ويبيعهم موقف للحصول على مواقف من المقاومة ، مؤكداً أن هذا حلم للاحتلال ولا اعتقد ان المقاومة يمكن ان تدفع شيء للوسيط وتبقى على تبريرها بأن إطلاق الصواريخ يعود لعوامل جوية.

من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور حسن عبده، إن الصواريخ الفلسطينية مصنوعة محلية بظروف صعبة وتعمل بطريقة شبه بدائية، وحدثت في مرات سابقة أن انطلقت صواريخ بالخطأ أو نتيجة الأحوال الجوية وأصابت أهداف ودمرت مباني عند الجانب الإسرائيلي، لذلك ما حدث صباح اليوم يندرج في هذا الإطار.

وأضاف عبده في تصريح خاص لـ "بي دي ان"، إسرائيل تقول بأنها تريد أن تقيم الأوضاع وترد، بينما المقاومة تقول أن الصواريخ لم تطلق عمداً بل بفعل عوامل خارجة عن الإرادة.

ولفت إلى، أن بعض القيادات الإسرائيلية تربط إطلاق الصواريخ بالتهديدات التي صدرت عن حركة الجهاد الإسلامي بالرد حال المساس بحياة الأسير هشام أبو هواش، حيث أنهم اعتبروا الصواريخ التي أطلقت هي بمثابة رسالة تقول أنه ربما يتم إطلاقها المرة القادمة على تجمعات سكانية حال استمر التنكيل بالحركة الأسيرة داخل السجون.

وقال عبده: لا أعتقد أن يكون هناك رد إسرائيلي على إطلاق الصواريخ، ولكن في حال اتجه الاحتلال نحو الرد سيكون محدود ومحسوب بدقة بحيث لا يستجلب رد إضافي من المقاومة، لأنه في حال كان هناك رد قوي ستعتبره المقاومة اختراق للتهدئة وبالتالي سترد هي أيضاً بقوة.

وأكد عبده، أن الوسطاء يبذلون تحركات متواصلة وجيدة لاحتواء الموقف، مشيراً إلى أن الصواريخ التي سقطت لم تحدث أضرار عند الجانب الإسرائيلي، وهذه العوامل جميعها تجعل الاحتلال لا يذهب باتجاه التصعيد.

بدورها، اعتبرت الكاتبة والمحللة السياسية الأستاذة ريهام عودة، أنه طالما أعلن أحد عناصر المقاومة رسمياً بأن الصواريخ التي تم إطلاقها من قطاع غزة على أحد شواطئ تل أبيب خرجت بسبب خلل فني نتيجة الصواعق وسوء الأحوال الجوية و لم يتبنى أي فصيل عملية اطلاق هذين الصاروخيين، فإن ذلك يدل على عدم رغبة المقاومة بالتصعيد العسكري.

وأضافت عودة في تصريح خاص لـ "بي دي ان"، لذا هناك احتمال كبير أن تستمع إسرائيل للوسطاء و أن لا تصعد الأوضاع حتى لا تشتعل مرة أخرى، ولكن ربما يكون هناك قصف اسرائيلي محدود وقصير لبعض مواقع المقاومة الخالية كرد اعتبار للجيش الإسرائيلي أمام شعبه و لتأكيد مبدأ الرد الإسرائيلي على أي صاروخ يخرج من قطاع غزة.

وأشارت عودة، إلى أنه في نفس الوقت أعتقد أيضاً أنه لا زال هناك عامل آخر ومهم قد يؤدي إلي العودة للتصعيد العسكري مرة أخرى بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية غير عملية إطلاق الصاروخين، ألا وهو احتمالية استشهاد الأسير أبو هواش الذي يخضع للعلاج في إحدى المستشفيات الإسرائيلية وحالته الصحية خطيرة جدا.

وأكدت عودة، أن ففي حال استشهد الأسير أبو هواش هناك احتمال كبير بأن تنتقم فصائل المقاومة لاستشهاده، وعلى رأسهم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، والتي هددت إسرائيل بشكل مباشر وصريح حول نيتها الرد والتصعيد في حال استشهد الأسير أبو هواش.