أخد الحق صنعة

بي دي ان |

22 ديسمبر 2021 الساعة 05:25م

قلت: اعتبرني، ضيق الأفق، غير واقعي...اعتبرني كيفما شئت. ولكني أظل دائمًا أؤمن أن الأرض عرض، وأن العزاء لا يقبل إلا بعد الثأر، وأن التطبيع خيانة للعقيدة والتاريخ والرجولة؛ والانقسام مخطط صهيونيا.. حقا. وعندما نعرف بجرائم / اشباه / النظم السياسية، ينتفض الجميع "الزعماء والمثقفون والنخب السياسية والحزبية"، ويقولون إنهم لم يروا شيئا ولم يعرفوا شيئا، وأن لا علاقة لهم بأي شيء مما حدث، وأن ضمائرهم نظيفة ومستريحة تماما! وهذه محاولة جديدة منهم للمناورة من أجل الحفاظ على مساحة جديدة للبقاء في مناصبهم والإبقاء على مكاسبهم الضئيلة والرخيصة، استعدادا لتدشين حقبة جديدة من الفساد والاستبداد.
 
قال: إن من فتح الابواب يغلقها .. ومن أشعل النار يطفئها " ..فهل يتخلى تاجر عن مكاسبه إذا كان مشروعه او تجارته تدر عليه ارباحا وفيرة ؟ الإجابة بالطبع لا . خاصة اذا كان يمتلك وسائل المزادات والمناقصات  قويه .. أو إذا كانت سلعته مرتبطة ارتباطا وثيقا بواحده من حاجات الإنسان الأساسية.. وطن ، فلكل انسان قضية، ولكل قضية جائزة، ولكل جائزة ثمن ، والمواطن دفع الثمن كاملا. فالكيان الصهيوني الوحشي لم يكفيه اللحم الذي اقتطعه من الجسد الفلسطيني، وبعد التطبيع العربي المؤسف المخزي يلزمه مزيد من الدماء. فمن له الان؟ وفي مثل هذه الحالة من الضعف والتفكك، لا بد ان يتزيد اعتماد اشباه الحكام على مخطط الانقسام الصهيوني. 

اصبح الاشتباك مع ما يأتي من شبه/ السلطة هنا / وربع سلطه / هناك ، هو بمثابة تضييع وقت وبؤس شديد ..فالسلطة هنا وهناك اشباه / ومتشاهبي حكاما فلا تسمع ولا تريد أن تسمع ...ولن تري الا ما تريد أن تراه...ومحاولة إقناع ديكتاتورية حزبية عنصرية انها ديكتاتورية هو بؤس شديد ! وانتظار التطوير من يد رجعية هو بؤس اشد...وانتظار  نشر الوعي بالوحدة الوطنية الحقيقية بعيد عن كذب الكاذبين/ و دجل الدجالين  ممن وقوده التغييب هو بؤس اكبر.

ديكتاتورية الانقسام هنا وهناك، ستأخذ دورة حياتها الطبيعية ..فهي باقية معنا الي حين ...إلي أن يصبح فاتورة بقاءها باهظة ...إلي أن تصبح أضعف ..وتذهب وكأنها لم تأتي ابدا ..فلا اعرف صدقا أحد يتذكر ما اتي علي المخطط الصهيوني ، يقينا لا اتذكر ! 

لذلك فأنا اري ، أن الاكثر حصافة ، هو الاعداد لما بعدها ...ولندع من يظن أنها باقيه الي الأبد وأنها ،يسعد بقناعته بعيدا عن عنا..ولا ينشغل من هم غيرهم في بؤس إقناعهم أو محاولة إقناع من لا يود الا يري.

لدينا وقت حقيقي للإعداد بعيدا عن الاندهاش او المفاجأة و البحث عن المؤامرة ! رغم أنه لا توجد أي مفاجأة ، هي طبيعة دورة حياة معتادة اصلا ! المفاجأة ستكون لو وجدت المفاجأة من استعد لها ! 

لدينا وقت لنعد قادة لما بعد هذا الزمن ...لدينا وقت لايجاد اجابات لأسئلة الديموقراطية الفاعلة ..لدينا وقت لايجاد رد علي أسئلة موالسىة الانقسان ، وصيانة الاقتصاد، المياة  ، السياسة الخارجية ...لدينا وقت حتي لا يسقط في ايدينا مرة أخري وندمر معانا الخلق مرة أخري ! 

قلت: ان تلك الكلمات، ليست فقط كلمات مواطن يتألم مما يراه أمامه في مجتمعه وقضية وطنه، ولكنها كلمات مواطن ينبه، ويستنجد ، ويصرخ ، ويحذر من خطر ملح يراه على قضية شعبه.. كلمات رجل يري الانقسام والفساد وقد امتد من السياسة الى القضية الي المجتمع ، ولآن الذين وصلوا الى شبه سلطة بالقوة يخشون دائما من فقدانها بالقوة، فقد اصبح الاستمرار في شبه حكم، بأي ثمن ولأطول مدة، هو الهدف في حد ذاته. هل لنا أن ننتظر يوما، يُجز فيه صوف الفاسدين، بدلاً من سلخ جلود المواطنين؟.