يوم الأستقلال.. لماذا لم يصل الحلم لنهايته؟

بي دي ان |

15 نوفمبر 2020 الساعة 04:12ص

يوم الأستقلال 
لماذا لم يصل الحلم لنهايته

 ألقى الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في 15 نوفمبر 1988 في المجلس الوطني الفلسطيني من الجزائر خطاب إعلان الاستقلال وأعلن فيه قيام دولة فلسطين فوق أرضنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وهي دولة لكل الفلسطينيين في كل أماكن تواجدهم ونظام هذه الدولة ديمقراطي برلماني يقوم على حرية الرأي وتكوين الأحزاب. يذكر أن الشاعر الفلسطيني محمود درويش هو من صاغ وثيقة إعلان الاستقلال وبعد الاعلان زاد الدعم الدولي المطالب بحق الفلسطينيين في الاستقلال واعترفت 135 دولة بفلسطين بالإضافة الى اعتراف الأمم المتحدة كدولة غير كاملة العضوية ويشكل ذلك أكثر من 71% من نسب الدول في العالم لكن السؤال لماذا لم يصل الحلم إلى نهايته. الاعلان هو خطة وطنية معلنة لترسيخ سيادة الدولة على أرض فلسطين المشكلة كانت ومازالت في تنكر اسرائيل لحقوق الشعب الفلسطيني رغم عشرات القرارات الدولية وكل الاتفاقات والمبادرات والضغط على حلفائها الدوليين بعدم اجبارها على الانصياع للإرادة الدولية وحقوق الشعب الفلسطيني كما أن اختلال موازين القوى الدولية والاقليمية لصالح اسرائيل ساعد على اطالة الاحتلال وعدم اقامة الدولة فبعد الاعلان بسنوات قليلة انهار الاتحاد السوفيتي وانهارت معه المنظومة الاشتراكية التي جعلت العالم تحت سيطرة القطب الواحد الحليف الاستراتيجي لإسرائيل وفي ظل التنافس الصناعي في العالم بين قوي انتاج اخرى برزت كالصين وأوروبا دخلت أمريكيا في حروب مباشرة في الاقليم من أجل السيطرة على منابع الطاقة والممرات الحيوية. ثم قامت عبر وكلاء في المنطقة بزعزعة الاستقرار في الاقليم واثارة الحروب والمشاكل وخلق تجاذبات حادة ساهمت في ضعف الاقليم والبيئات الحاضنة للمشروع الوطني الفلسطيني العربي والاسلامي ومحبي العدالة والسلام في العالم. وفي الشأن الفلسطيني وقعت اتفاقية اوسلو وكانت خطيئة سياسية اولاً لجهة الاعتراف وثانياً الراعي الدولي المنحاز وثالثاً عدم تحديد سقف زمني أما الاعتراف المتبادل كان بين اسرائيل ومنظمة التحرير والأصل تعترف اسرائيل بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران 1967 وتعمل على ازالة كل المعوقات وهي اجراءات الاحتلال على أرض الدولة الفلسطينية التي تمنع بسط سيادة الفلسطينيين على أرضهم ودولتهم ومن ثم يتم الاعتراف بإسرائيل وليس الاعتراف بدولة مقابل الاعتراف بمنظمة مهمتها تحررية تنتهى عندما تنتهي المهمة أو قد تتعرض للتشويه أو خلق كيانات موازية وثانياً الراعي يجب أن يكون دولي وبضمانات دولية على رأسها الأمم المتحدة تعمل على انفاذ قرارات الأمم المتحدة والارادة الدولية وثالثا لا توجد اتفاقية بدون سقف زمني يمكن الطرف المتضرر من الاعتراض او الانسحاب اثناء سياسة التسويف كما أن نشأة نظام سياسي فلسطيني على ارض فلسطين بعد أوسلو "وهي السلطة الوطنية الفلسطينية" رافقه انتهاكات لجانب الشراكة السياسية  واستشرى  الفساد في المؤسسة كما جاء في تقرير هيئة الرقابة العامة حينها وحضر الاسلاميون في المشهد بدون اتفاق معهم على التمثل في النظام السياسي يعترف بالفكر الذي أوصل هذا النظام للتشكيل ودخلت القوى الاسلامية النظام  وأصبح الهدف السياسي غير واضح والخطاب السياسي متعدد والنظام السياسي معطل ومشوه وانتهاك الحريات خلال الانقسام الذي ساهم في تعطيل حلم الدولة وكل ذلك كان من صناعة قوى اقليمية بدفع دولي وقوى دولية مهيمنة على النظام الدولي بما فيه هيئة الأمم المتحدة لذلك يجب إعادة صياغة المفاهيم وبناء البيئات الحاضنة للقضية من جديد العربية والاسلامية والاقليمية والدولية   حتى نتخلص من اتفاق كامبل وزير خارجية بريطانيا في اجتماع مع ممثلي أوربا عام 1907 الذي اعطى الضوء الأخضر لزرع كيان في المنطقة بهدف ضرب الاستقرار والسيطرة على ثرواتها وجاء وعد بلفور مكملاً والانتداب البريطاني منفذاً لكل السياسيات السابقة واسرائيل تقوم بدورها نحو حلفائها وطموحها ولا يجوز تحويل الصراع العربي الاسرائيلي الى صراع عربي فارسي او عربي آخر المشكلات الاقليمية الاخرى يمكن حلها بالحوار  والتفاهم حول المصالح المشتركة إن هذا الخلل الذي اصاب البيئات الثلاثة السياسية والاقتصادية والاجتماعية يحتاج الى اعادة بناء وترميم والا سيطول الحلم وقد ينتهي وتحقيق الأهداف يجب أن تتوفر له عناصر النجاح

. د.حسن حمودة أ. العلوم السياسية
 الأمين العام لتجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة