24% من الأطفال في غزة يعانون من مرض السمنة

بي دي ان |

19 ديسمبر 2021 الساعة 10:35م

تُعد السمنة في مرحلة الطفولة من الحالات الطبية الخطيرة التي يصاب بها الأطفال والمراهين ، فهي بالتحديد مقلقة لأن الوزن الزائد يضع الأطفال عادة على بداية طريق المشكلات الصحية التي كانت تُعد فيما سبق مشكلات خاصة بالبالغين، مثل السكري ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول، كما يمكن أن تؤدي السِمنة في مرحلة الطفولة إلى عدم تقدير الذات والاكتئاب .

أخصائية التغذية في عيادة القلوب الرحيمة، د. سماح وادي قالت، في حديث : "إن أعداد المصابين بمرض السمنة في فلسطين بلغت نحو 24%"مؤكدة أن مرض السمنة في غزة يتزايد سنويًا خاصة لدى الأطفال ما دون سن الخمس سنوات .

وحذرت وادي في حديثها ، من خطورة سمنة الأطفال، بقولها: "إن الطفل الذي يعاني من السمنة اليوم يمكن أن يعاني منها عندما يكبر كذلك".

 وتابعت: " إن ارتفاع نسبة الإصابة بالسمنة لدى الأطفال يرجع للواقع الذي يعانيه أهالي قطاع غزة، واعتماهم على الوجبات السريعة والخفيفة، وتناول الحلويات والعصائر الذي يتجه لها الأطفال خاصة بشكل كبير دون توعية من الام والأب، ومكوث الأطفال لفترات طويلة امام التلفاز او الهواتف، مما يقلل الحركة لديهم مما يترتب عليه السمنة المفرطة". 

وعي صحي..

ونوهت وادي إلى أهمية نشر الوعي الصحي لدى المواطنين، وتنبيههم بضرورة بذل مجهودات جادة لمواجهة سمنة أطفالهم بوقت مبكر، وإلا فسيترتب عليها عواقب وخيمة في الطفولة وفي الكبر أيضا.

وأكملت:" نحرص دائما بدورنا كأخصائي التغذية على إعطاء الإرشادات والنصائح ما أمكن للمواطنين جميعا دون استثناء في كيفية اتباع نظام غذائي صحي وسليم لأطفالهم، وذلك من خلال برامج عدة نقوم بعملها في أماكن مختلفة كـالمدارس والعيادات وبعض المراكز الصحية الحكومية".

 نمط غذاء..

وبينت أخصائية التغذية، أنه للوقاية من مرض السمنة، يتعين على الأم عند تفاقم حالة ابنها اتباع نظام غذاء صحي ومتوازن؛ يهدف الحفاظ على صحة الطفل ووزنه الطبيعي، وذلك بجعله يتناول الأطعمة الصحية كالفواكه الطازجة بأنواعها، فهي مهمة في نمو الأطفال وصحتهم، إذ تحتوي على السكريات والفيتامينات وتعتبر مرغوبة لدى الأطفال، وكذلك إعطاءه الخضراوات والمأكولات النباتية، وجعله يتناول المأكولات التي تحتوي على البروتينات "كالمأكولات البحرية واللحوم"، وإعطاءه العصائر الطبيعية بدلا من الجاهزة التي تحتوي على المواد الحافظة، وتناوله منتجات الألبان.

نفسية الأم و الطفل..

وقالت وادي في:" إن مرض السمنة لدى الأطفال يؤثر بشكل كبير على نفسية الأم و الطفل"، وأضافت في حديثها أنه يجب على الأم بهذه الحالة أن تعزز وتدعم طفلها من خلال التخفيف عنه ما امكن بشتى أنواع الطرق، ولكن إن كانت نفسيتها سيئة لا تظهر له ذلك، ولا تضغط عليه نفسيا واتباع نظام غذائي صحي معه بشكل لا يلاحظه أي دون حرمان، وتطلع أكثر على الأنشطة المختلفة والنشرات التي توضح لها كيفية التعامل مع طفلها بشكل يضمن حمايته وحمايته، وفي المقابل إهمال الام لطفلها المصاب، وعدم إتباع نظام غذائي صحي معه قد يسبب له الاكتئاب في بعض الأحيان، واستمرار المرض معه حتى الكبر. 

وعن نسبة المقبلين لعيادتها من الأطفال للتخلص من السمنة، أوضحت وادي ان النسبة قليلة وقليلة جدا مقارنة بنسبة الأطفال الذين يعانون السمنة، إ لا تصل إلى 3% من الأطفال، فالغالبية العظمى هي فئة الشباب، وتابعت أن هذا يمكن أن يرجع لعدة أسباب أهمها الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها أهالي القطاع المحاصر.

ودعت أخصائية التغذية الام المصاب طفلها بمرض السمنة إلى الاهتمام بصحته وبالغذاء الذي يتناوله، كما ونوهت خلال حديثها إلى ضرورة إخضاع الطفل للفحص الطبي، واستشارة طبيب أطفال مختص من أجل التحقق مما إذا كان وزن الطفل طبيعيا ام لا، والكشف عن سبب سمنته المفرطة التي يمكن أن تكون اضطراب في عملية التمثيل الغذائي أو اضطراب في الهرمونات.

وشددت وادي على ضرورة مراقبة الطفل من قبل والديه؛ إذ لا يجعلوه يقضي فترات طويلة امام الهاتف النقال او التلفاز، وجعله يمارس الرياضة لو ساعة في اليوم على الأقل.

وأشارت إلى أن اهتمام الوالدين بالوقاية اتجاه طفلهم من جميع النواحي، سواء الغذائية أو الجسدية او النفسية ضرورية ولا يمكن إهمالها لأنه يترتب عليه عواقب وخيمة، مؤكدة ذلك بجملتها الأخيرة:" الوقاية خير من قنطار علاج".