سقوط عباس المدوي

بي دي ان |

17 ديسمبر 2021 الساعة 11:31م

مجددا زعيم كتلة "راعم"، منصور عباس الاخواني الإسلامي يسقط في مستنقع اسياده الصهاينة اليمينيين المتطرفين، ويبيع نفسه بابخس الاثمان مقابل "رضا" بينت وشاكيد وساعر وسيموتريتش وبن غفير، وينزلق انزلاقا مشينا ومعيبا ورخيصا عندما انضم إليهم يوم الخميس الماضي الموافق 16 كانون اول / ديسمبر الحالي في الدفاع عن قطعان المستعمرين الصهاينة بتصريحه ردا على موقف الوزير عومير بار ليف حول "إرهاب المستوطنين" وجرائم حربهم ضد أبناء الشعب العربي الفلسطيني، الذي يدعي انه "جزء منه"، و"يمثل قطاعا منه" بالقول "يجظر التعميم تجاه المستوطنين"
جاء ذلك التصريح في مقابلة مع الإذاعة العامة الإسرائيلية "كان" تعقيبا على تصريح وزير الامن الداخلي بالقول انه "يحظر التعميم تجاه أي جمهور، لا المستوطنين ولا الحريديين ولا العرب"؟ ماذا تبقى لك أيها الرجل المأجور من كرامة واحساس بالمسؤولية؟ وكيف تجرؤ على المساواة بين الضحية والجلاد؟ وهل لتصريحك منطق سوى منطق الإسرائيليون الصهاينة الفاشيون، الذين نكبوا الشعب الفلسطيني (شعبك ان كنت تنتمي أصلا لفلسطين، رغم مولدك لعائلة فلسطينية) بإقامة دولتهم المارقة والخارجة على القانون، والذين سرقوا ونهبوا ميراث وموروث الشعب الحضاري والتاريخي، ويسعون ليل نهار لتزوير كل التاريخ والهوية والأرض والهواء والماء والاكل والشرب واللبس، وآخرها القرصنة على الثوب الفلسطيني المطرز عندما البسوه لملكات جمال العالم، وانت واضرابك من الاخوان ومن لف لفكم فاتحين افواهكم تبتسمون؟
لا ادري كمواطن فلسطيني، ما هو معيارك أيها المهزوم؟ لانه لا علاقة لك باسمك من قريب او بعيد، ولا تمثل الا نفسك ومجموعتك المارقة والمرتبطة بأجهزة امن دولة الاستعمار والجريمة المنظمة الإسرائيلية. الم تقرأ قرارات الشرعية الدولية، وما نصت عليه من مواقف؟ وهل لعاقل فلسطيني طفلا ام شيخا، امرأة ام رجلا ان يقبل بالمساواة بين الفلسطيني العربي المنهوبة ارض وطنه، والذي يتعرض على مدار الساعة لابشع جرائم الحرب الإسرائيلية وبين قطعان المستعمرين القتلة، والذين ينتهكون ابسط حقوق الانسان للفلسطيني تحت سمع وبصر جيش الموت الإسرائيلي، وبرعايته ودعمه المطلق لهم، وبتخطيط مسبق من قبل منظومة البناء الفوقي الإسرائيلي، كل مكونات دولة المشروع الصهيوني التشريعية والتنفيذية والقضائية والثقافية والدينية والإعلامية والتربوية؟
لا يمكن اعتبار ما صرح به زعيم الحركة الإسلامية الجنوبية (الاخوان المسلمين) سقطة عفوية، او هفوة غير مقصودة، انما هو انعكاس وترجمة عملية لدور وظيفي استعمالي لشخص فاقد الاهلية الوطنية، وتاجر رخيص، مستعد ان يبيع فلسطين، كما ذكر الأسبوع الماضي بأن "إسرائيل دولة يهودية"، وتنكر لدور الأقلية الاصلانية الفلسطينية العربية في ارضها وتاريخها، وهو يعلم ان دولة إسرائيل لا تشبه شيئا في فلسطين، ولن تشبه يوما فلسطين مهما سرقت وزورت من الاثار والتراث والموروث الحضاري والتاريخي لفلسطين وشعبها العظيم.
يا رجل احفظ بعض ماء وجهك، وكرر على الأقل تصريح وزير الأرمن الداخلي، بار ليف، او حتى تصريح يئير لبيد، وزير الخارجية حلفاءك في الائتلاف الحاكم. اعلم ان الاخوان المسلمين في ارجاء الدنيا لايؤمنون بالاوطان وبالدولة الوطنية والقومية، ولكن بالكذب حاول ان تداهن أبناء شعبك، أصحاب الهوية والأرض المسلوبة، جاملهم ولا تتنكر لحقوقهم، وقل بعض الحقيقة، نصفها او ربعها على اقل تقدير.
لكن امثالك من قبلوا الهوان والذل، والبيع الرخيص لانفسهم لاعدائهم، لا يمكن ان يكونوا الا في مستنقع الأعداء، وتجار دين ودنيا، تجار في سوق النخاسة السياسية. ومع ذلك ورغم تذللك وانسحاقك الخطير، تذكر لن يقبلوك الصهاينة، ويضحكون علىك في سرهم وعلنهم، ويشتمون امثالك الجبناء، واذا كنت معنيا بالدين وتعرف بعض نصوصه العامة، فإن القرآن الكريم يقول لك تلك الحقيقة.
من حق كل مجموعة حزبية ان تمارس التكتيك والمناورة، ولكن لذلك شروط ومحددات، لا يجوز تجاوزها، والقفز عنها. غير انك لا تفقه لا في التكتيك ولا في الاستراتيجية، لان امثالك من قبلوا العمالة لإسرائيل، لا يملكون سوى التنفيذ لاوامر اسيادهم، أي انك ومن هم على شاكلتك عبيد عند فاشيو العصر الصهاينة.
[email protected]
[email protected]