بدون عنوان!

بي دي ان |

14 ديسمبر 2021 الساعة 11:10م

قال : عندما يكون لسان المقال عكس لسان الحال فلا بيان ينفع ولا تبيين؛ لسان الحال أكثر بلاغة ووضوحا ودلالة من لسان المقال .. لسان الحال نادرا ما يكذب ولسان المقال غالبا ما يكذب.

قلت"بينما الطيور لا تهتم لوجود الحفر، والحمير لا تعترف بوجود الحفر، تستغل الثعالب وجود الحفر!" .. بالحق .. أخبار التطبيع ايه؟ قال: اذا كان النقد للسلطة/ اى سلطة / شبه سلطة/ أمرا عالمي فهو علي الدوم جزء من التراث العربي، فالعرب منذ القدم يتمتعون بوخزهم لغطرسة السلطة واشباه المسؤولين المنتفخين ، النافخين المنفوخين، كما يسعد الناس عندما تنال سخرية والنقد من هؤلاء الاشباه. فالسخرية من، سادة الدجل السياسي، تعد تطهير عظيم لأنها تعطي الناس فرصة اطلاق بخار الاستياء الحار على المتشبهين بالرموز الكبيرة.

و بعد أن وصل احساسنا- شعور- عام باليأس، الذى ينبع من عجزنا الكامل عن ابعاد موالسة الدجل السياسي، وكل من جعل من البؤس سلعة، الى مصاف العداء، لعدم وجود طريق في التخلص من كوارث هؤلاء ومشغليهم ، مثل عداءنا للصهاينة القتلة سفاكي الدماء، فالمجازر الصهيونية تحرق الأبرياء..والكيماويات الصناعية تؤدى الى التلوث، والمخدرات تدمر، وتؤدى الى الانتحار، كما أن طبول المؤتمرات تدق لبدع وكذب لا معني له، والامور الكبيرة- كلها توحي باحتمال ان تكون الثورة  هي  السبيل المنطقي الوحيد للتغلب على هذه الابتلاءات والعجز والغباء.

قلت: اهو.. كدا .. فيه شعوب من الاصل والحضارة والتاريخ، لكن حظهم مايل زينا كدا. بسبب وجود كيان نازي متوحّش، ولا مثيل له في الكون؛ واشباه مسؤولين .غير مسؤولون . وفيه شعوب مجرمة .. لا اصل لها ولا فصل لا تاريخ ولا حضارة حظهم حلو .. يلا هنقول ايه ربنا انعم علينا بالصبر والنسيان. عشان نستحمل غباوة هؤلاء، لكن علينا مع هذه اللفتة المتميزة أن نؤمن بأن البعض  يتمتع بروح الفكاهة والدعابة، السمجة. إضافة إلى صفة الإصرار وعدم اليأس، والدليل على ذلك أنه بعد مشاهدة هؤلاء، أيقنت أن الناس هنا، يستحقّون الجنّة، لسبب أساسي، هو أنهم يتعرضون لمسرحيات ساسية والكذب والنفاق والخديعة كلّ يوم وعلى مدى سنوات طوال.

قال: بدأ المسرح في بلاد الاغريق بممثل واحد في اليونان يرتدى تشكيلة مختلفة من الأقنعة ويلعب الأدوار كلها، وفن الاضحاك يحتوى على ما يقرب من عشرين قناعا رئيسيا متميزا، ومع ذلك يختار كل كوميديان واحد فقط من هذه الأقنعة، بخلاف اقنعة اشباه الساسة المتخفين. مضت سنوات في حقل الكوميديا السياسية متباطئة، غيرانهم لم يكفوا عن العمل وخوض مغامرات الإنتاج مسرحيات سياسية, التي كانت تنتهي دائما بالمزيد من الفشل، غير أنهم استطاعوا تقديم عروض أنا أرى أنها كانت رديئة بالفعل  ولم تنجح في تغطية المطلوبة لتسديد الحسابات القديمة.

طيب .. ماعندكش مشروع مصلحة يكون جديد؟ من أجل انتخابات حرة من النوع الذي يستخدم مرة واحدة؟! من اجل استمرار حكم موالسة الدجل السياسي , وشبه سلطتان؟.. طيب ..فيه أمل؟ إيه فيه أمل ..أحيانا بيطلع من الملل.. وأحيانا بيطلع من الخلل.

فالمتأمل لأوضاع الناس سيلحظ ان هناك اربعة امور كلها ذات علاقة بقيام الثورة، سلوكيات الاحتلال الصهيوني والحصار النازي ومجاز الوحش الصهيوني النازي، وتصرفات المسؤولين التى لم تعد مقبولة, واستمرار مخطط الانقسام الاسود ، والفساد المتفشي وازدياد حالات الفقر والبطالة، وتراجعالحوار الكاذب  للوحدة الوطنية .. فلا تصدق الطائر الذي فرط في جناحيه اذا تحدث عن رغبته في الطيران.

قلت: أخشى أن الجوابَ مؤلمٌ كغسيل الجُرح، وأن مسألة الوحدة والانتخابات والديمقراطية ما كانت لتثأر بكلِّ هذا الإلحاحِ، وتتواردَ في كل هذه الخواطرِ، لو لم يكن الجميع قد استشعر في نفسه، على اختلاف الدرجة، أنَّ الوطن مريضٌ وأنَّ غياب الوحدة الوطنية والديمقراطية لسنوات طويلةٍ ربما يكون وراء هذا الداءِ الذي أصابنا، والهُزالِ الذي ألمَّ بنا. لقد امتُحِنت القضية  في نفسها امتحانًا قاسيًا كشف أن ثقلها في الميزان هيِّنٌ، وأوراقها في المُلِمَّات بل على الطاولة قليلة، لقد تراكمت عليها الواجباتُ إذن وأصبح عليها أن تفعلَ أشياءَ كثيرةً على المدى الطويل، وأصبح عليها مهامُّ جسامٌ لا بد من القيام بها, إن كان لها أن تستردَّ شيئًا من عافيتها المُهْدَرة، وتستعيدَ شيئًا من إبائها الجريح. بالانقسام. فربما تكون قلةٌ مِنَّا هي القادرة على وضع السياسات، لكننا جميعًا نملِك القدرةَ على الحُكم عليها
 
قال :أسأل لله أن يهب لأهل العافية الشكر، ولأهل البلاء الصبر..و سلام على فلسطين أم البدايات أم النهايات وجزى الله .أهلها خيرا، ولله الآمر من قبل ومن بعد.