"حلا شباط" .. شابة فلسطينية مذهلة بإلقاء الشعر رغم إعاقتها!

بي دي ان |

02 ديسمبر 2021 الساعة 09:55م

رغم فقدانها لبصرها، إلا أن بريق الأمل يتزايد في عينيها، فتحملها رغبة في نجاحٍ مستقبليٍ يليق بحجم موهبتها الفطرية إلى ماتريده وتسعى إليه؛ فيكفي أن تنساب كلمات على لسانها في سلاسة وتلقائية، فتجهر بصوتها الرنان بإيقاع مختلف، لإلقاءٍ عفوي للشعر، لافتة الأنظار مؤكدة أنها طاقة لا إعاقة لكل من حولها.

حلا شباط، 33 عامًا، خريجة جامعية، بتخصص خدمة اجتماعية، تمكنت من أن تتغلب على اعاقتها البصرية التي لازمتها منذ تخرجها، وتبدع في فن إلقاء الشعر، والتعليق الصوتي، وغير ذلك من تقليدها للأصوات وكأنها مقطوعات موسيقية جذابة. 

إرادة وطموح..

وتروي حلا قصتها لـ"بي دي ان" : قائله "حين تخرجت من الجامعة فقدتُ بصري تدريجياً فلم أرغب أن اكون أسيره لأعاقتي البصرية ، بعد أن كنته مبصرة وهذا ما دفعني لأطور من ذاتي في موهبتي وأغير نظرت المجتمع لأصحاب الإحتياجات الخاصة وأبين أن لديهم قدرات فائقة وطاقات إبداعية كامنة كغيرهم".

وتمتاز حلا بشخصيتها الجذابة وتواضعها وتفكيرها العميق وقوة إرادتها وتصميمها على أن تقوم بدوره في مجتمعها كالأفراد العاديين، من خلال التحاقها في أحد برامج تدريب العمل الحر، الأمر الذي جعلها أن تكتسب خبرةً مكنّتها من معرفة أساسيات تسجيل الصوت ودوبلاج الأنيميشن والتعليق الصوتي كذلك، حيث برعت في ألوان التعليق الصوتي شتّى، ووجدت نفسها في "الأنيميشن" وقراءة القصص، والشعر، والإعلانات، والڤيديوهات التحفيزية أيضًا، ثم أنشأت حسابات لها على منصات العمل الحر، ورفعت عليها نماذج أعمالها.

وتتابع وعلى محياها ابتسامة عريضة: "فوجئت بالاستحسان الكبير الذي لاقته أعمالي، وحصلت على فرصة عمل مؤقتة مع شركة محلية، حيث قامت بعمل الإعلانات الصوتية لها، إلا أنها لم تستطِع ممارسة ذلك بعد الانتهاء من التدريب والاحتضان، وذلك لحاجتها لاستوديو منزلي تمارس فيه ما تعلمته. 

معيقات وتحديات.. 

وتكمل شباط حديثها،"واجهتُ معيقات عدة كان أكبرها عدم توافق برامج المونتاج والهندسة الصوتية مع برنامج الناطق الذي يستخدمه ذوو الإعاقة البصرية "برنامج ناطق قارئ للشاشة، تستخدم فيه اختصارات عبر لوحة المفاتيح"، هذا بالإضافة إلى أن الموقع المتخصص بالدوبلاج والتعليق الصوتي لا يقبل بتسجيلات الهاتف المحمول؛ لأنها ليست على مستوى عالٍ من الجودة" 

ولكن هذه المعيقات لم تقف أمامها فحاولت جاهدةً إيجاد منفذٍ آخر يساعدها على المضي قُدُمًا نحو حلمها، وبالرغم من أنها وجدت برنامجًا بديلًا إلا أنها ما زالت تسعى حتى اللحظة لإيجاد من يدربها على استخدامه. 

وتوضح أنها، "مبدئيًا أنشأتُ لي قناة في موقع يوتيوب، أنشر فيها ما أكتبه من خواطر وشعر وسيناريوهات كنتُ قد سجلتُها عبر هاتفي المحمول، وعملت على مونتاجها وهندستها الصوتية بنفسي" تردف الشابة، مؤكدةً أنها أيقنت بعد تجربتها في هذا المجال أن السعي لتطوير النفس لا تحده عوائق، وأن الإنسان إذا رَغِب استطاع.

وتطمح حلا بأن يكون لديها استديو خاص في منزلها، لتبرز جميع مواهب ذوي الإحتياجات الخاصة، مؤكدة أن إعاقتها البصرية هي سر نجاحها وابداعها، إذ أنها أصبحت قادرة على تحدي الجميع فلا إعاقة مع العزيمة والاصرار. 

الإعاقة ليست عثرة..

واختتمت حلا، قائلة: "الإعاقة ليست عثرة في أن يحقق الإنسان كل ما يتمناه فالمجمتع مليئ بمواهب وقدرات من ذوي الاحتياجات الخاصة، تلك المواهب تغلبت على الصعاب وحققت ما عجز عن تحقيقه الأصحاء مُتوَجين بقصص نجاح وكفاح وبإدارة وعزيمة".