لماذا يعجزون عن الفهم؟

بي دي ان |

20 نوفمبر 2021 الساعة 07:26م

في السابق قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية في افتتاحيتها إن إسرائيل تقتل الفلسطينيين من دون خوف أو عقاب من أحد، فضلا عن أنها تكذب دون قلق من العواقب. وأشارت الصحيفة إلى ضحايا الجيش الإسرائيلي الذين يقتلون بشكل أسبوعي من أطفال ونساء وشيوخ فضلا عن صحفيين".

اليوم .. وبعد القرار الاخير، ممكن للشياطين ان يستأنفون حياتهم من جديد بعد اشعال الكثير من النيران، وبدون  ان يطلب منهم  احد ان يكفوا عن الخطيئة. نعم .. اعتداء آخر غير مبرر على الشعب الفلسطيني؛ بريطانيا من وراء هذا القرار، وإن كان غير مستغرب من بريطانيا المؤسس الفعلي للاحتلال.

اليست اساءة كبرى إلى حقوق الانسان والحق والعدل والحرية؟ لماذا يعجزون عن الفهم، والرؤية، والنزاهة؟ لماذا يثنون على الحق والحرية والعدالة وحقوق الانسان، ثم لا يستطيعون أن يفعلوا ما يمتدحون؟ لماذا ينادون جميعا بالمثل والنظريات التى لا حياة لهم الا بالخروج عليها؟ لماذا يتلوثون وهم يهتفون بالنظافة ويركعون للطين وهم يطمسون النجوم؟ لماذا تسخر هذه الدول من الانسان لماذا تأمر موطئها ومواطنيها بالعدل والحق والحرية وحقوق الانسان .. بالرحمة والاخلاق ، ثم تفعل هي غير ما تقول؟ لماذا تصنعه على غير ما تأمر به .. لماذا؟

أن من شأن ذلك أن يشجع حكومة اسرائيل ، التي سارعت الى الترحيب بقرار وزيرة الداخلية البريطانية على مواصلة اعتداءاتها على الشعب الفلسطيني وانتهاكاتها للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وأن يضاعف مسؤولية بريطانيا عن الجرائم التي تتواصل بحق الشعب الفلسطيني منذ صدور وعد بلفور البريطاني قبل اكثر من مئة عام؛ و الان  تهبطون الى اردا مستويات الخطاء والظلم ، إنه لا يستحق غضبنا او اقل من ذلك، انه لا يستحق الاحترام مهما جاء التعبير قاسيا ، وتخسر الكلمات احتجاجا على التفاهات والإلام ،التى لا يجد لها تفسير من حكمة الامبراطورية حين غابت عنها الشمس وتحت الغيوم التى لم تجد لها تصريح عن الاعتذار الاليم ازاء نكبتنا؛ كل الطغاة يسقطون من عينك ..كل القتلة كل الجبارين كل اللصوص كل الملوثين كل قتلة النساء والاطفال كل صانعي الحروب والخصومات .. عيناك لا تنفجران؟

وبرغم من ذلك انسياق البرلمان في المملكة المتحدة وراء مثل هذه المواقف الغبية والمستهجنة وإصداره تشريعا  يتزامن مع مرور ذكرى وعد بلفور الإجرامي، فهو تأكيد على استمرار بريطاني في إرهاب الضحية ودعم الكيان المجرم ، و يجرم اصحاب الحق والارض وكل من يدعمها او يتضامن معهم علنا!! لكن علينا ان نقول: أصمت.. اخرس .. أصمت أيها الخامل، ومر كل المتحدثين عنك بالصمت بل أوصيهم بالخرس لئلا يتحدثوا أو يرووا عنك قرارت الشجب والادانة او الاستنكار المعهود؛ فالصمت أستر لك ، بل لا ساتر لك الا الصمت الشامل مقابل دمارنا الشامل، اى ان تختفي عن كل العيون والاذان والضمائر والعقول والمحاكمات والمحاسبات والجرائم، هل توجد جريمة او وقاحة او جهالة او بلاهة تنافس وقحتك او بلاهتك؟ فتفعل وتقرر وتقول بكل خسة والجهر والرضا عن النفس دون ان يتقاطر شئ من العرق على جبينك تعبيرا عن شئ من الخجل! كم اتمنى ان تتعلم شئنا من العدل والاستقلال او الوقار والتهذيب او التواضع ان تتعلمه من أنزق وأسفه واوقح القتلة المتوحشين الذين لا يتجرؤون ان يفعلوا او يقولوا هذا الذي تقوله وتفعله وتجامل بها، وتفعله  بكل الجرأة والجهر والتكبر.

هذه ليست افتراضات يراد بها السخرية من القرار, انها صور تروي سلوكهم المشهود سلوكهم الدائم في التاريخ انها تحكي بتواضع اخلاقهم ، لقد امن البعض بالفلسفات العنصرية بكل شئ لقد برر كل شئ , لقد دافع عن كل الاخطاء والحماقات والمظالم في كل زمان، واخرها قصيدة امبراطورية .. سوقية ليتملق بها كيان فاسد، ان الذي يتملق الارهاب الصهيوني ليس اقل من جريمة من الذي يتملق، مقابل الحافز هو نفس الخطاء، اننا لا نستطيع أن نفرض شيئا ما غير المتوقع من امبراطورية الشر غير الوقاحة الحقيقية.

نفس سياق صدور وعدهم الباطل، بتمكين العصابات الصهيونية من فلسطين، بسبب هذا ،عاش شعب بأكمله مرارة القتل والتشريد منذ اكثر من سبعين عاما ... ان هذه الرسالة كانت مسئولة عن  الحروب ’واراقة الدماء بلا نهاية في الشرق الاوسط؛ وبالتالي كانت سببا في كل الويلات المتلاحقة ، التى عانتها شعوبنا، ولا تزال تعانى اثار هذا الوعد المشؤم وانتزاعه  لهذه الارض بالقوة الغاشمة ..بالدهاء.. وبضع خرافات مبهمة .. مغمورة بالوهم، "لو كان الموتى يتكلمون, لما اصبح التاريخ مجموعة من الاكاذيب السخيفة".

بنفس طريقة  لص المسجد الاقصى ومسجد قبة الصخرة  المارشال الإنجليزي  تشارلز جوردون. عام 1878 م عندم كان في الأراضي المقدسة في فلسطين وكان يعانى ازمة مالية كبيرة بعد ان استدان الكثير من الاموال هذا ما جاء في خطاباته الى اخته، يوكد انه يعنى ويوضح لها جوانب من الازمة ومن اغرب الحوادث التي يسجله التاريخ بصدق ما فعله جوردون في القدس . فقد تسلل جوردون الى مسجد قبة الصخرة وتسلق سلما خشبيا وراح ينزع الكثير من القطع ويضعها في صندوق ..ويعود بها الى بيته، وفى اليوم التالي يذهب الى نفس القبة او الى مكان اخر ويواصل عمليات السرقة طول مدة اقامته التي استغرقت 11 شهرا ، وبعد ذلك باع هذه الاثار الهامة من هذا المكان المقدس باعه لكى يسدد ديونه!!

هذا نهج السرقة الصارخة مستمرا حتى اليوم . فاحد المؤرخين واسمه "ليبتون استراتشى", قد ذكر في كتاب له بعنوان (عظماء العصر الفيكتوري ) ان المارشال جوردون كان سكيرا، وجبانا وانه لا يستحق هالات المجد ولا تيجان الغار .مثله مثل لورنس الصحراء فقد قال: انه لا يشعر الا بالهوان والعار, والشعور بالهوان والعار هو متعته الحقيقية ! بعد خداعة لبعض العرب. 

لقد كان آرثر جيمس بلفور يريد الموت بطل مثل لورنس وجوردون وغيرهم  الكثير، لان الموت يشبه النار التى يشعلها الصوص بعد عمليات السطو فالنار تمحو بصمات اصابعهم وتخفى معالم الجريمة وتضلل العدالة، فلم يكونوا ابطال ولا شبه كان مطلوب ان يكتب التاريخ عنهم ؟ابدا انما هؤلاء رجال شواذ، جاء منهم الكثير لإخفاء شذوذهم في البلاد العربية وافريقيا ليكون بطلا هو ولورنس وغيرهم الكثير, ولابد ان كلا منهم قد استراح الى ان سره مصون , حتى جاء المؤرخون الانجليز فكشقو السر وفضحوا ابطالهم . ونقلوهم من كشف الابطال المقدسين ،الى سجل الشواذ المخنثين.