أزمة المجتمع الدولي

بي دي ان |

16 نوفمبر 2021 الساعة 08:20ص

يُصِرّ المجتمع الدولي أن تظل مواقفه تخدم أجندات الاحتلال الصهيوني، وتبقى شعاراته التى يُطلقها صباح مساء حول الديمقراطية والعدالة الانسانية وحق تقرير المصير للشعوب فارغة المضمون بلا معنى، ويحاول المجتمع الدولى تطبيقها فى كل ربوع الدنيا ولكن بالمقلوب حسب ما ترتأيه مصالحه، ويفرض عقوبات على كل نظام يتجاوز هذه الشعارات إلا على دولة الاحتلال فإنه لا يستطيع خدشها او توبيخها على ما ترتكبه من جرائم يندى لها جبين الانسانية، وبالرغم مما يعيشه الشعب الفلسطيني نتيجة الاحتلال الصهيوني من مآسىي ونكبات وكوارث وغربة وتشتت وحصار وقتل ودمار واستيطان وتهويد وترويع للأطفال، والمظلومية الواقعة على الشعب الفلسطيني واضحة جلية كما الشمس فى وضح النهار.. أى مجتمع دولي هذا الذى يدّعى الحضارة والمدنية ولم يتحرك ضميره اتجاه الاطفال والنساء الذين تُقطع أجسادهم إرباً على مرأى ومسمع العالم كله بطائرات أمريكية وبسبب صمت هذا المجتمع الدولي الذى يرى الشيوخ الذين يبكون دماً وقد طال بهم العمر ولم يعيشوا لحظة أمن وسعادة جامعة مع أبناءهم وأحفادهم... أى مجتمع دولى هذا الذى لم يستطع حماية وصيانة وتنفيذ قراراته واتفاقياته الأممية والتى صيغت بعد جهد جهيد وسهر وتعب وتصويت وتحالفات فى أروقة الامم المتحدة والمحاكم الدولية ومجالس حقوق الانسان واللجان والهيئات الدولية المختلفة والمئات منها لصالح الشعب الفلسطيني والاحتلال لا يزال معربداً.. أى مجتمع دولى هذا الذى يريد ان يدمر صرحاً صنعه بيديه وحافظ عليه عقوداً طويلة وبقيت أموال المانحين تُضخ لوكالة الاونروا التى أقرها المجتمع الدولى بنفسه من خلال قرار ٣٠٢ الصادر عن الجمعية العامة للأمم عام ١٩٤٩ إلى أن جاء الرئيس الامريكى ترامب وبدأ بتقويض أساساته وللأسف ان المجتمع الدولى نفسه يساعد فى تدمير هذا الصرح الذى حافظ على استقرار المنطقة منذ عقود طويلة وهم لا يدركون عاقبة عملهم.. سيُعقد مؤتمر المانحين  فى بروكسل بحضور سبعين شخصية من أكثر من ثلاثين دولة ليكون المجتمع الدولى أمام امتحان تاريخى صعب إما ان ينجح فى تحصين صرح الاونروا الذى بناه بإتقان منذ اكثر من سبعين عاما وأحاطه برعايته وقدم ما عليه من التزامات حتى تبقى تؤدى الاونروا دورها الذى قامت من اجله وهو إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بدون عراقيل العجز فى الميزانيات وعدم التزام الدول المانحة بدفع ما عليها من استحقاقات والمال السياسى المشروط الذى يرفضه الشعب الفلسطينى ليبقى سيفا مسلطا على رقبته لينسى قضيته ويتخلى عن حقوقه التى أقرتها المواثيق الدولية والتى قدم من اجلها التضحيات الكبيرة وليرفع الراية البيضاء ويقبل بالاحتلال، وإلا على المجتمع الدولى أن يجهز جوابه لمئات آلاف تلاميذ مدارس وكالة الاونروا الذين لن يكون لهم مأوى وتوجه إلا هناك ، وما أدراك ما هناك.. يافا وحيفا وعكا وبئر السبع واسدود وبيت دراس والبطانى والمسمية والقسطينة والفالوجا وهربيا وبربرة وبرير ومئات القرى والبلدات والمدن التى لا تزال فى ذاكرتنا مغروسة ولن يستطيع احدٌ ان يمنع حقنا فى عودتنا إليها، هذا حق مقدس، وتبقى وكالة الاونروا تؤدى دورها حتى تحقيقه، هذا ما يجب أن يدركه المجتمع الدولى، فإنْ عُدنا فلا حاجة بعدها إلى الأونروا ولا غيرها.. أما عن معركتنا مع الاحتلال الصهيوني فإنها مستمرة ولن تنتهى حتى تحقيق أهداف شعبنا بالحرية والعودة "إنهم يرونه بعيداً ونراه قريبا " صدق الله العظيم.