لماذا المصالحة الفلسطينية لا تقدم ملحوظ رغم التصريحات الايجابية؟

بي دي ان |

06 نوفمبر 2020 الساعة 06:36ص

حالة من الترقب وأجواء من التفاؤل سادت الشارع الفلسطيني، إزاء إمكانية تطبيق مخرجات اجتماع الامناء العامون للفصائل، او ما سمي بلقاء رام الله- بيروت، وعلقوا عليها امال وطنية تنتظر التنفيذ.

لكن التفاؤل سرعان ما تبخر فجأة، وعادت حالة اليأس من جديد، بعد البطء في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه،، بعد اجتماعات ثنائية تمت مؤخرا  بين مسؤولي حركتي "فتح" و"حماس" بشأنها في اسطنبول، وتلاها الاجتماع الذي عقده وفد من "حماس"، مع المسؤولين المصريين في القاهرة.

لا تزال المصالحة الفلسطينية تراوح مكانها، ولم يحدث أي اختراق يذكر في هذا الصدد، رغم بعض التصريحات الايجابية التي تصدر من الطرفين، وبالأخص تلك التي تصدر من أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" اللواء جبريل الرجوب.

وقال الرجوب، في بيان صحفي مؤخرا "شعبنا الفلسطيني غادر مربع الانقسام، ونعمل على تجسيد وبناء شراكة وطنية حقيقية عبر الحوار المستمر مع حركة حماس، وباقي فصائل العمل الوطني".

وشدد الرجوب على أن هدف هذه الشراكة هو إنهاء تداعيات الانقسام جميعها، وتحقيق الوحدة السياسية والجغرافية للوطن الفلسطيني، وأن نعمل جميعاً بروح الوحدة من أجل بناء دولتنا الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، وتحقيق كامل حقوقنا الوطنية المشروعة.
 
وأوضح أن الوحدة الوطنية كانت إحدى أهم الركائز التي انطلقت بها فتح بالثورة عام 1965، وأنها ليست خياراً بل هي هدف استراتيجي ثابت.

وبشأن الانتخابات، شدد الرجوب على أنّها شأن داخلي فلسطيني، وأن عملية إجرائها لا تتأثر بالعوامل الخارجية، بل يتم انضاجها بهدف إصدار المراسيم الرئاسية التي تحدد موعدها، مؤكداً على أن هناك حالة توافق مع حماس وباقي الفصائل.

ولكن مؤخرا تم تسريب تسجيل حصري لمكالمة خاصة أجراها قياديين من حركة فتح لوسائل الإعلام وتدل على خيبة الأمل الشديدة التي تسود صفوف فتح بسبب أداء حماس في إطار جهود المصالحة بين الحركتين.

وجاء في المكالمة المسربة أن عضوي اللجنة المركزية روحي فتوح وتوفيق الطيراوي يوجهان بشكل مباشر انتقادات إلى حماس بدعوى أنها لا تستطيع التقدم في مساعي المصالحة نتيجة صراعات داخل غزة. 

ويقول الطيراوي إن الخلافات الداخلية بين قيادتي حماس في غزة والخارج أدت فعلاً إلى شلّ مباحثات المصالحة، فيما روحي فتوح أكد أن حماس تخدع حركة فتح ولا قدرة لها في تقديم التنازلات خلال المفاوضات وأشار إلى تزايد الأصوات الفتحاوية الداعية إلى وقف المصالحة طالما لم تقدم حماس التنازلات بناء على ما تم الاتفاق عليه في إسطنبول.

من جانبه، أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس محمود الزهار أن المصالحة الفلسطينية لا تشهد حراكاً، بسبب رهان السلطة الفلسطينية على الانتخابات الأمريكية.

وذكر الزهار أن "المصالحة لا تشهد أي حراك بسبب مواصلة السلطة الرهان على التغييرات الخارجية، خاصةً فيما يتعلق بالانتخابات الأمريكية".

وذكر الزهار أن سلوك السلطة في الضفة المحتلة يشي بأنها لاتزال تراهن على الولايات المتحدة الأمريكية، على الرغم من كل المآسي التي لحقت بالقضية الفلسطينية، جراء الدعم الأمريكي المتواصل من قبل الولايات المتحدة لـ"إسرائيل".

وشدد الزهار على أن أي رهان فلسطيني على الانتخابات الأمريكية هو رهان خاسر، قائلاً: "بايدن وترامب وجهان لعملة واحدة، غير أن ترامب كشف الوجه الحقيقي للسياسة الأمريكية القبيحة".

وقالت حركة فتح أن "الخطوات المقبلة ستكون عملية لإتمام المصالحة، في مقدمتها إصدار المرسوم الرئاسي الخاص بالانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني".

وأشارت حركة فتح إلى أن الخطوات تتضمن "حوار وطني شامل يتبع الانتخابات، والبدء بتشكيل لجنة وطنية لدراسة وتقديم آليات على أسس وطنية، لحل كافة المشاكل العالقة"، المتعلقة بتبعات الانقسام المستمر منذ 2007.

ويقول المحلل السياسي المصري أسامة خليل إن الطرفين أوهما الشعب الفلسطيني بأن المصالحة باتت قاب قوسين أو أدنى، ولكن ما على الأرض يشير إلى عكس ذلك تماما، مشيرا إلى أنه يجب أن تخرج الحركتان للإعلان عن أسباب عدم اتمام هذه العملية لحد اللحظة.

وأضاف أن تسريبات فتوح وتصريحات الزهار تؤكد أننا بعيدين كل البعد عن انهاء الانقسام وانجاز المصالحة، مبينا أن حماس تتحمل جزءا أكبر من فتح نتيجة عدم ردها إلى اليوم على رسائل فتح بخصوص المرسوم الرئاسي.
المصدر: بي دي ان