ما وراء "الديجاڤو"... أحداثٌ بالحاضر قد وقعت في الماضي !

بي دي ان |

24 أكتوبر 2021 الساعة 11:59م

هذا الشخص يبدو مألوفًا وحدثناه من قبل؟!  مهلآ .. لقد خضت هذه المحادثة من قبل ماذا يحدث لك؟!  هل تناولت طعام مع أصدقاء وناقشت موضوعاً ما، وحينها كان لديك شعور بأنك مررت بهذه التجربة من قبل؟ الأصدقاء أنفسهم والطعام نفسه والموضوع نفسه..! إذن..  ماذا يحدث في الدماغ ويجعلنا نشعر أننا رأينا مكانًا أو شخصًا من قبل؟ تساؤلاتٌ قد لا نستطيع تذكر أو إيجاد إجابة عليها. 

شعورٌ غريبٌ متواصل، وإحساسٌ مخيف، بالتأكيد إنه يزورنا في بعض الأحيان؛ ليُخبرنا بأن ما نقوله أو نفعله الآن؛ هو تمامًا ما قلناه وفعلناه سابقًا؛ تلك الوجوه ذاتها التي كنّا مُحاطِين بها منذ زمن بعيد تحاصرنا اليوم، ومع ذلك، قد يكون الشعور الذي نعيشه قويًا جداً بل وحقيقيًا جدًا، لدرجة أننا قد نعرف ما سنجده عند دخولنا لمكانٍ ما للمرة الأولى. 

"شُوِهَد من قبل، Déjà Vu"..

وهي عبارة فرنسية، تعني "شُوِهَد من قبل"، ذلك الشعور بأن مانراه ومانفعله أو نحس به قد حدث من قبل بحذافيره.
والديجاڤو يقابله بالانجليزية "already seen"، هي ظاهرة منتشرة، ولكنها غير مفهومة الأسباب، وتصيب نحو ثلثي البشر، وبالأخص بين عمر الخامسة عشر والخامسة والعشرين. 

مواقف وتجارب بلا تفسير واضح..

يقول العلماء والخبراء المختصون أن ما يقارب اثنين من كل 3 أشخاص قد مروا بهذا مرة واحدة على الأقل، أما أولئك الذين عاشوا هذا الشعور يصفونه بأنه إحساس مغمور بالألفة لشيء لم يروه من قبل. 

ولـ "بي دي ان" تروي شروق المسارعي، 21 عاماً، أن هذه الظاهرة تكررت معها خلال سنوات عمرها الماضية، فكثيرًا مرت بمواقف شعرت بأنها حدثت معها من قبل وتكمل تفاصيلها، موضحةً أنها حين كانت تتعرض لهذا تشعر أنها تعيش حلماً وأن هذه المواقف قد رأتها من قبل بشخوصها وتفاصيلها، لكن شروق التي لا تعرف اسم ظاهرة الديجاڤو التي تتعرض لها ولا تعلم تفسيرها العلمي ولا كيف تحدث، لا تتذكر الآن أياً من تلك المواقف التي شعرت بأنها عاشتها في حياتها مرتين. 

ويتذكر الأستاذ عماد البكري، 30 عاماً ،مدرس اللغة الانجليزية، أنه عندما كان في عمله وأتاه أحد المشرفين للإشراف على إحدى دروسه، شعر وكأن هذا الموقف تكرر معه من قبل رغم أنه لم يحدث معه من قبل وتذكر كيف كان يشعر بأن تلك الحصة الدراسية قد تمت من قبل بالخطوات نفسها والنتيجة ذاتها، لافتًا أنه كان يستغرب حينذاك و لا يعرف شيئاً هو الآخر عن مسمى الديجاڤو، ولا أن يفرق بينها وبين غيرها من الظواهر النفسية، كالتخاطر. 

ماوراء الديجاڤو !

الدكتورة أزهار زينو، الإخصائية الاجتماعية والمحاضرة في علوم التنمية البشرية والبرمجة العصبية، تؤكد لـ"بي دي ان" أن الديجاڨو ظاهرة تطرق إليها علماء كثر من خلال دراسات من دون أي دليل مادي وعلمي محسوس، ولكن لها عدة تفسيرات وأول محاولة لتفسيرها كان ربطها بالإجهاد ، الذي يسبب تأخرا في استجابة المخ، مما يؤدي للشعور بأن مايحدث حدث من قبل بالفعل". 

وتشير إلى أن هذا لم يكن التفسير الوحيد، نظريات أخرى  ربطت الديجاڤو بالصرع، أو لوجود خلل بالعصب البصري ، وهو أحد الأعراض التي تواجه المصابين به، مع تغيرات في نقل الإشارات للمخ. 

وتنوه د. زينو إلي أن أطباء المخ والأعصاب لم يكونوا وحدهم المهتمين بالظاهرة، فالأطباء والمحللون النفسييون أدلوا بدولهم أيضًا ومنهم فرويد الذي ربط الديجاڤو بالرغبه المكبوتة، ويونچ الذي رأى فيها تواصلاً مع اللاوعي، لكن كل هذه النظريات لم تنجح في تقديم تفسير حاسم ويمكن اثباته. 

وتستكمل د.أزهار حديثها، "ولكن التفسير الأقرب للمنطق هو تأخر في نقل الصورة من الجزء الأمامي للخلفي داخل المخ فيشعر الشخص أنه شاهد هذا المشهد قبل الآن في أقل من الثانية".

النظرية العلمية السائدة..

وتضيف زينو أن التفسير السائد الآن مدعوم بتجارب نجحت في تخليق ظاهرة اصطناعية، هي أن ديجاڤو تتعلق بالذاكرة سواء كيفية استخدامها او تخزيينها داخل المخ أو استداعائها منه، وكل مايحدث يرتبط بالذاكرة وتداخل الحاضر مع الماضي. 

وفي مقابل التفسير العلمي، تؤكد الأخصائية النفسية، آلاء راضي، لـ"بي دي ان"، أن علماء الباراسيكولوجي يقولون إن الديجاڤو تتعلق بحوادث ماضية قد عشناها بالفعل قبل مجيئنا إلى الحياة الدنيا في هيئتنا الحالية. 

وتطمئن الأستاذة آلاء أن من يتعرضون لهذه الظاهرة إلى أنها لا ترتبط على الاطلاق بأي مرض نفسي، مشيرةً إلى فشل بعض العلماء في الربط بين الديجاڤو وبعض الأمراض النفسية، كالفصام في الشخصية والقلق, فهي لا ترتبط على الإطلاق بأي مرض نفسي، ولا يوجد لها أي علاج ما.

إذن.. هل سيكون أحد هذه التفسيرات هو التفسير الصائب للظاهرة بدلائل ملموسة وحاسمة؟! وهل أحسست من قبل بالديجاڤو ؟!