مجرد كلمات؟

بي دي ان |

19 أكتوبر 2021 الساعة 12:56م

يقول أفلاطون : "بوسعنا بسهولة أن نسامح الطفل الذى يخاف من الظلام.. لكن المآساة الحقيقية بالحياة فهى عندما يخشى الرجال النور" هناك من يفضل أن يعيش فى الوهم على أى محاولة للتفكير قد تؤدى إلى إيقاظه من غفوته.

سأل صديقى .. المتحمس بشدة لحوار الوحدة  الوطنية، إلى متى؟ ألا ترى أن هناك تغييرا يمكن ان يحدث؟ نتحد ولا نختلف في وقت نحن احوج الناس الى الوحدة .. عن نفسي إنني شعرت بالإساءة حين وجدت قضيتي و مستقبلي ومستقبل أبنائي وبلدي، يحدد بمثل هذا الاستخفاف، دون أن تكون لي، كمواطن، كلمة ولا رأي، ودون أن يصل صوتي عن طريق القنوات التي صاغتها تجاربُ طويلةٌ للشعوب، والتي تتيح للناس في المجتمعات التي تحترم مواطنيها أن يختاروا من سيتحمل مسئولياتهم في مستقبل الأيام. كل مواطن شريف، غنيٍّا كان أو فقيرًا، عالمًا أو جاهلًا، فلا يجوز أن يحرم أحد من حق المساهمة في تقرير مصيره، وإلا نزلنا به إلى مستوى الجماد أو الآلة التي تستغل. وهذا وضع لا يقبله البشر إلا مرغمين، وما إن تسنح لهم الفرصة حتى يحطموه، فتضطرب الحياة العامة، اكثر وتفسد القلاقل، قدرتها على الكفاح والتقدم والحرية والاستقلال.



- الوصول إلي نظرية أن ما يجري قد شوه وعي البعض ، عندما طرح علي هذا السؤال ، كنت أسال عن الزاوية التي ينطلق منها فى سؤاله، ذلك بان هناك من ذهبوا بعيدا حد الاعتقاد بأن ما حدث مخطط ، والبعض كان سؤاله ينطلق من فكرة الحفاظ على القضية والوحدة الوطنية من الضعف والانهيار، وربما التبخر! ولم تكن عدم المبالاة  بمألات الأمور إلا عجزا عن الإصلاح، و استسلام أكثر مما هو رضى بالمكتوب او المخطط له.


صديقي واحد من أولئك الذين عاشوا طويلًا في جو الاستخفاف بعقول الناس والاستهانة بهم. فهناك دائمًا مسحةً من الدجل السياسي، والاستخفاف والمتناقضات والمفارقات التي تستخفُّ بعقل الموطن وتهين ذكاءه، ولا يمكن أن يقتنع بهذه الرواية المهلهلة، ومن يلفق إجابة لا تقنع أحدًا. كما حدث من قبلُ، وكما سيحدث فيما بعدُ؟


لم اصدم مشاعره، لكن الأمر يدعو حقا إلى الحزن. ويؤلمني ذلك السؤال الذي طالما سألته لنفسي وللآخرين: إذا كنا قادرين على الوحدة فلماذا الانقسام وتدمير قضية شعب؟ واذا كنا قادرين على العظمة، فلماذا التفاهة والانقسام؟! في مواجهة المخطط الصهيوني؛ فالحل الصهيوني، الوحيد يكمن في أن يسرق بيتك وأملكك او أن يقتلك انت واطفالك !! فالإرهابي الصهيوني لا شأن له بكل ما توصل إليه البشر من أفكار حول شرف السلاح أو حقوق الانسان أو احترام الأسير؛ فالإرهابي الصهيوني شخص مصاب بخلل عقلي لا يعفيه من المسؤولية الجنائية الدولية، هو شخص تحركه غريزة واحدة هي غريزة الموت والدمار. بوصفه ايضا نصابا ولص عالمي لا يشق له غبار ولا يخجلهم إعلان ذلك لأن القتل يمثل الفكرة الصحيحة التي توصل إليها الصهاينة على هذه الأرض!!



هناك كتاب وأدباء ساسة ومثقفين، معظم الناس  فسروا كيف أنحدرت هذه المخلوقات الحثالة على هيئة بشر الى القتل ، وكيف ساقوا الدافع والمبرر النفسى للإنخراط فى القتل .. قتل النساء والاطفال الابرياء ،وتحولت العصابة الى كيان مسخ متوحش، كيان دموي ، وحوش باسم دولة مسخ ،تقتل وتنهب وتعيش بجانب جثث ضحاياهم . درس فى التدميرية البشرية يكتبه أدبا  ليكملوا دراسات "إريك فروم" العميقة حول التدميرية البشرية .. المقصود هنا كيف يملك العقل الوضيع والدنيئ ادراك اختراع " استحقاق " زائف ، يدفعه الى فعالية اجرامية عنفية وكراهية ، هذا السلوك الذى مارسته مخلوقات مسلم بدنائتها ووضاعتها هو بالضبط ممارسه من قبل الوحش النازي والمسخ الفاشي،والان.. يملكون صفحات ومواقع الاعلام، يصرخون ليل نهار باستحقاقات كاذبة وأفكار منحطة .ويدفعون للجريمة بلا أى درجة من القلق ، فقد حمتهم آليات المجتمع الدولي المنحطة و خلق عقيدة الاستحقاق من الضمير والوعى والعقلانية.


هل شعرت بالألم أو بالغضب، أو الشفقة على حالنا يا صديقى؟ بينما كنا نريد أن نرسو بقضية شعبنا، على شط الوحدة الآمن. فى مواجهة اسفل قتلة فى التاريخ؟ على كل حال.. مجرد كلمات...كلها تدور حول محور واحد هو أن خطة الانقسام لم تكن عفوية، بل مصنوعة على نحو ما، صنعتها أيادٍ حقيرة وعقول جبارة ونساجون متآمرون ظلوا يعملون لأعوام طويلة قبل التنفيذ. وهي طريقة تستند إلى قاعدة قديمة تقول إن وراء الأكمة ما وراءها. حقا.. أنني أشعر بالغيرة على وحدة  شعبنا، و أدافع عن نقاء سيرتها ، فإنني أنبهك إلى أن الناس، وأنا منهم، عاجزون عن رؤية الخير في هؤلاء. سوف تسمع أقوالًا متضاربة..و سيدلي كل فريق. بما يؤكد أنه الحق بينما ينطق عن هواه.



غير أنني لا أقبل بهذه الحالة،  في ظل وجود، هؤلاء، كما لا أقبل بالعواصف والأعاصير والزلازل. بعد كل ذلك؛ فإنه من الخطر على صحة الناس النفسية أن يأتي من يقول لهم: ان هؤلاء لم يكونوا أكثر من عرائس "ماريونيت" في لعبة السياسة، وأن مخطط الانقسام نسجت كل خيوطها منذ سنوات طويلة في مصانع الغزل التابعة للمخابرات الصهيونية والأمريكية..وليس معنى ذلك أن هؤلاء كانوا على وعي بأن هناك من يحركهم، لا طبعا، لقد رسمت لهم أجهزة الغرب الطريق فساروا فيه.. وبالتالي يجب أن نكف عن الكذب على أنفسنا. "اللي ما يشوفش من الغربال يبقى أعمى"؟ والمؤمن لا يلدغ من الجحر الواحد مرتين، فكيف إذا لدغ منه مرات عدة.!
هات وأحد ينسون لصديقي .. كنت أتصور أن الحزن يمكن أن يكون صديقًا.. لكنني لم أتصور أنه يمكن أن يكون وطنًا.. نسكنه ونتكلم لغته ونحمل جنسيته!