ما وراء الانفراجة الحاصلة في مباجثات حماس بالقاهرة؟

بي دي ان |

06 أكتوبر 2021 الساعة 06:38ص

يترقب الشارع الفلسطيني، عن كثب الاجتماعات التي تعقدها حركة حماس بالقاهرة، وهي الاجتماعات التي باتت تمثل أهمية استراتيجية واضحة خاصة في ظل الأهمية الإقليمية لما يمكن ان تمثله نتائج هذه الاجتماعات على مصير الكثير من القرارات السياسية المختلفة. 

وبات من الواضح الأهمية الاستراتيجية لهذه الاجتماعات، خاصة وأن وضعنا في الاعتبار أن الكثير من القيادات الفلسطينية تشير إلى أن وضع حدود يمكن وصفها بالنهائية لوقف إطلاق النار يمكن أن يطرح بها ويتم الاتفاق عليه. 

وكشف مصدر بحركة "حماس" ، أن تقدماً جرى في مباحثات قيادة الحركة، مع قيادة جهاز المخابرات العامة المصرية، على صعيد تفاهمات تثبيت التهدئة في غزة، وتسريع وتيرة إعادة الإعمار، وجهود تخفيف الحصار.

وأضاف المصدر أن الجانبين اتفقا على ضرورة تثبيت التهدئة الحالية، بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل.

وبخصوص ملف إعادة إعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي الأخير في مايو/أيار الماضي، أفاد المصدر أن مصر أكدت لقيادة حماس، جديتها في هذا الملف، وأن المرحلة القادمة ستشمل خطوات في هذا المجال.

كما أوضح المصدر أن مصر وعدت باتخاذ خطوات، في تحسين الأوضاع الاقتصادية في غزة، ومنها السماح بإدخال العديد من البضائع عبر معبر رفح.

وبحسب بيان صادر عن حركة حماس، جرى خلال اللقاء تناول التطورات التي تشهدها القضية الفلسطينية والمنطقة بشكل عام، وأكدت قيادة الحركة المواقف الواضحة والثابتة في إطار مشروع التحرر الوطني.

وبحث الطرفان تطورات الملفات الساخنة وسلوك الاحتلال فيها، خاصة قضية القدس بشكل عام، والشيخ جراح وما يجري في المسجد الأقصى المبارك من ممارسات ومخططات الاحتلال بهذا الخصوص، وسبل التعامل لكبح سلوك الاحتلال وإجراءاته في القدس والأقصى.

كما تناول اللقاء قضية الأسرى في سجون الاحتلال بشكل عام، والأسرى الإداريين بشكل خاص، والمعاناة التي يمرون بها، مؤكدين الدور المصري بشأن التوصل إلى اتفاق تبادل للأسرى في ظل تعنت الاحتلال وعدم التقدم في هذا الملف.

وذهب موقع middleeastmonitor في تقرير له لهذه النقطة مشيرا إلى دقتها، خاصة مع تواصل غضب الشارع الفلسطيني جراء الاحتلال ورغبته في إصلاح الكثير من الأزمات التي يعيشها عن طريق اشعال منظومة المقاومة.

بدوره، قال الصحفي ياسر مناع، أن مصر وبدورها المحوري في القضية الفلسطينية سيما فيما يتعلق بقطاع غزة تحاول أن تحقق انجازاً ملموس على أرض الواقع خصوصاً فيما يتعلق بتثبيت التهدئة بين غزة والاحتلال واعادة الاعمار وهذا من الوارد جداً أن تكون هنالك اتفاقيات وتفاهمات بشكل نسبي وليس تام، لان الاحتلال يعتبر ملف الاعمار ورقة للضغط والمناورة وبالتالي لن يسلمها كما ليس شرطاً أن تظهر على الاعلام ذلك في اطار ان كلاً من غزة و"اسرائيل" لا يبحثان عن مواجهة في الوقت الحالي.

 اما في ما يتعلق بملف صفقة التبادل اعتقد المناع، أن مصر تبذل جهوداً لإحداث خرق حقيقي في موقف الطرفين الذي يتسم بالجمود. بالاضافة الى أن حماس سعت إلى عقد اجتماع لمكتبها السياسي الجديد وهذا مريح لمصر لأن اجتماعاً برعايتها أو على ارضها أفضل من أي دولة أخرى مثل تركيا أو قطر.

وأشار إلى عودة مشاهد قديمة متجددة، وهي المشاهد التي باتت تحتل المشهد اليومي الفلسطيني لا سيما في الآونة الأخيرة، كما أن المتابع لوسائل التواصل الاجتماعي يدرك أثر استحواذها على السلوك الشعبي وإلى أي مدى عاد اهتمام الشارع الذي لم يندثر أصلًا بها وتفاعله معها. 

وتابع، حتى اللحظة تبقى فكرة اندلاع انتفاضة ثالثة في ظل الانقسام المؤلم والفصل السياسي بين الضفة وغزة بعيدة عن الواقع على الرغم من تسارع الأحداث، ولا تخرج الأحداث الحالية رغم أهميتها عن هيئة هبات شعبية لها ما بعدها، لأن الانتفاضة بحاجة إلى قيادة موزعة في جميع الأماكن قادرة على الاستثمار السياسي من خلال المواجهة وهذا مفقود في المرحلة الحالية، لكن الديناميكيات المتطورة في مجتمعنا تخلق أحيانًا أوضاعًا غير متوقعة.

عموما فإن تطورات هذا الملف باتت واضحة للغاية في ظل التطورات السياسية المتعلقة به وتاثيرها على المنطقة.

والأحد، وصل وفد رفيع وموسّع من قيادة "حماس" في غزة والخارج إلى العاصمة المصرية لإجراء مباحثات مع قيادة المخابرات العامة حول مجمل القضايا الفلسطينية والمشتركة، وعقد اجتماع شامل لأعضاء المكتب السياسي الجديد للحركة.