نحن بحاجة إلى إعادة تأهيل تربوي للوالدين لمواجهة مشكلات الأبناء

بي دي ان |

30 أكتوبر 2020 الساعة 09:00م

يجهل الكثير من الآباء والأمهات الأساليب التربوية الصحيحة لتنشئة الأطفال بل ويغفلون أحياناً عن دورهم التربوي في حياة أبنائهم ، وما نشاهده من سلوكيات غريبه عن حياتنا تحدث بشكل يومي تدلل بما لا يدع للشك يقين أن المنظومة التربوية تحتاج الي تعديل وتغيير مستمر من قبل جميع المتخصصين التربويين لمواجهة المشاكل بكفاءة وقدرة ، ولقد نصحت مراراً وتكراراً من خلال اللقاءات الإعلامية المختلفة بضرورة إخضاع المقبلين على الزواج لمجموعة دورات تأهيلية وتدريبية قبل الزواج من قبل أخصائيين مهرة، وعلماء اجتماع وتربية وأخصائيين نفسيين من أجل رفع مستوى الوعي والقدرة لديهما لمواجهة المشكلات الأسرية وإدراك الطرق والاساليب التي تقلل وتحد من المشكلات الاسرية التي بدورها تنعكس بشكل سلبي على تنشئة الأطفال .

هناك دليل واضح على أهمية التربية والتدريب المبكر، من أجل ترسيخ السلوك الإسلامي عند الأطفال ، خصوصا ونحن نعيش ضمن اطار مجتمعي متغير ومنفتح علي العالم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي التي فرضت نفسها علينا رغم عن أُنوفنا فأصبح لها دور مخيف خصوصا بعدما تزامن استخدامها مع غياب دور الاسرة التي تعتبر الحاضنة الاولي للتربية. وان تطرقنا لأساليب التنشئة الاسرية الصحيحة فإنني دائماً ما أردد مقولة سفيان الثوري التي أري فيها ملخص لطرق التربية والتعامل الصحيح مع الأبناء والتي يقول فيها " لاعب ابنك سبعاً وأدِّبه سبعاً وصاحبه سبعاً ثم أتركه للتجارب" فبذلك تبدأ أول سبع سنوات بالحب والملاطفة والملاعبة والاحتواء فقط، ثم تأتي سبع سنوات أخري أي من سبع الي أربعه عشر عاما للتأديب والتعليم والتقويم والإرشاد والنصح وفيها ممكن أن يتدخل العقاب كأسلوب تربوي إن أضطر الأمر لذلك، والسبع الأخرى أي من أربعة عشر سنه حتي إحدي عشر سنه للمصاحبة فيكون لك أبنك فيها صاحباً يحضر معك المناسبات والصلوات والمنتديات والدروس ومجامع الخير والحفلات؛ فإذا بلغ الواحدة والعشرين فأتركه فقد بلغ رشده، إن إهتدى فبها ونعمت، وإن ضل فقد سلمت ، لأنه قد أصبح ذا فكر وذا بصيرة والله يتولاه. إذن لابد من أن يكون دور الأسرة حاضراً بالدرجة الأولي بمساعدة كل من المدرسة والمسجد والنادي والأقران .

والمعروف انه كلما دُعم بنيان الطفولة بالرعاية والإشراف والتوجيه، كانت الشخصية ثابته وراسخة أمام الهزات المستقبلية التي ستعترض الإنسان في حياته.

حيث أن ما يحدث للطفل في الطفولة المبكرة يرسم الملامح الأساسية لشخصيته المقبلة، فيصبح من الصعوبة إزاحة بعض هذه الملامح مستقبلاً سواء كانت سوية أو غير سوية، وفي هذا الشأن تقول مارغريت ماهلر: «إن السنوات الثلاث الأولى من حياة كل إنسان تعتبر ميلاداً آخر. أي أن السنوات الأولى هي مرحلة الصياغة الأساسية التي تشكل شخصية الطفل.

أحد الناس أتى إلى عالمٍ من العلماء وقال: أشكو إليك، إبني ضربني على وجهي.
قال: أعلمته القرآن؟ قال: لا.
قال: أعلمته السنة؟ قال: لا.
قال: أعلمته آداب العرب؟ قال: لا.
قال: ظنك ثوراً فضربك.
أي: يستحق؛ لأنه هو المسئول ولذلك لماذا يشكو الإنسان العقوق ويقول: عقني ابني؛ لأنك عققت أباك وما علمت ابنك بر الوالدين.
إن حماية الأطفال ورعايتهم لا تتم عبثاً وإنما من خلال العناية والاهتمام وزيادة البحث والاستشارة عن الوسائل والأساليب الفاعلة التي تساهم في خلق و إيجاد البيئة المناسبة للطفل، والتي تسهم في إيجاد منظومة حياتية متكاملة لرعاية الطفل في حياة طبيعية خالية من العنف الجسدي واللفظي والنفسي والمعنوي، من خلال تكاثف و تعاضد مجتمعي شامل تشترك فيه الأسرة والمدرسة والروضة والمساجد والجامعات والمؤسسات الإعلامية والجمعيات والهيئات الحقوقية المختصة على صعيد المجتمع الأهلي. مع ضرورة المراجعة والمتابعة الدائمة من أجل التعديل المستمر والتصحيح من قبل الأطر العلمية المختصة والمؤهلة للقيام بهذا الدور الاجتماعي الكبير.