بسبب ارتداء الكوفية..

فصائل ومؤسسات حقوقية تدين وتطالب بالتحقيق في حادث اعتداء شرطة غزة على طلاب جامعة الأزهر

بي دي ان |

22 سبتمبر 2021 الساعة 02:48ص

أدانت فصائل ومؤسسات حقوقية، حادثه اعتداء أفراد من شرطة الجامعات على طلبة وموظفين في جامعة الأزهر صباح اليوم الثلاثاء داخل حرم الجامعة،  مطالبة الجهات الرسمية بالتحقيق. 

وجاء في بيان صادر عن جامعة الأزهر "تستنكر جامعة الأزهر بغزة وتشجب قيام شرطة الجامعات بالاعتداء على طلبة وموظفين من أمن الجامعة؛ صباح اليوم الثلاثاء الموافق 21/9/2021، وتعتبر الجامعة أن هذا السلوك مرفوض داخل الحرم الجامعي الذي يحمل قدسية العلم. وبناءً على ما سبق فإن جامعة الأزهر-غزة تطالب جهات الاختصاص والمسئولين بضرورة التدخل لحماية الجامعة وطلبتها وعامليها، ومنع أي تدخل في الحرم الجامعي لغير جهات الاختصاص".

من جانبها أصدرت قيادة الشرطة في غزة بياناً توضيحياً جاء فيه "تتابع قيادة الشرطة مع رئاسة جامعة الأزهر بغزة ما حدث صباح اليوم في حرم الجامعة، من إشكالية بين أحد الأطر الطلابية وبعض موظفي أمن الجامعة مع مكتب شرطة الجامعة، 

وعبرت قيادة الشرطة عن استغرابها للبيان الصادر عن إدارة الجامعة، والذي حمل اتهامات غير صحيحة بحق ضباط الشرطة وتضمّن قلباً للحقائق، في حين أن التواصل مستمر بين قيادة الشرطة ورئاسة الجامعة لمعالجة ما حدث. 

وأكدت قيادة الشرطة أن المحافظة على أجواء السكينة والنظام داخل الجامعات هدف نسعى جميعاً لأجله".

                    ادانات حقوقية

مركز الميزان لحقوق الإنسان قال أنه ينظر بقلق بالغ للإشكال الذي وقع في جامعة الأزهر ويطالب جهات الاختصاص بالتحقيق في حادث اعتداء أفراد من شرطة الجامعات على طلبة في جامعة الأزهر صباح الثلاثاء داخل حرم الجامعة. 

وأضاف أته يتابع بقلق هذا التطور الخطير الذي يأتي بعد سنوات من الاستقرار في جامعة الأزهر، مستنكرا الاعتداء على طالبين من الجامعة، فإنه يطالب بالتحقيق في ملابسات المشكلة التي تخللها مشادات بين أمن الجامعة وبين الشرطة واتخاذ التدابير الكفيلة بمنع تكرار مثل هذه الحوادث.

وشدد الميزان، على أن تدخل الشرطة داخل حرم الجامعة يكون دائماً بطلب رسمي من إدارة الجامعة، وهو أمر معمول فيه منذ فترة طويلة ويحترمه أطراف العلاقة.

وأكد على ضرورة تحييد الجامعات عن المشكلات والصراعات السياسية، وأن يكفل العمل النقابي لجميع الكتل الطلابية على قدم المساواة.

بدوره، قال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، أن الشرطة اقتحمت اليوم  الحرم الجامعي الرئيسي لجامعة الأزهر بغزة وأمرت الطلبة بعدم ارتداء الكوفية الفلسطينية، بحجة وجود أوامر لديهم بحظر ارتداء الكوفية، ومن ثم قامت الشرطة بتوقيف كل من رفض خلع الكوفية وأخضعتهم للضرب والمعاملة الحاطة بالكرامة. 

وأدان المركز الفلسطيني، اقتحام الحرم الجامعي لجامعة الأزهر، والاعتداء على الطلبة، ويؤكد أن لبس الكوفية يعتبر من الحريات الشخصية التي لا يجوز بأي حال التعرض لها تحت أية ذريعة.  

وطالب المركز النائب العام في غزة بالتحقيق في هذه الواقعة وإحالة المتورطين فيها للعدالة.

وأكد لمركز إن الاعتداء على الحريات الشخصية والتعذيب جريمتان لا تسقطا بالتقادم بموجب القانون الأساسي حيث نصت المادة (32) على: “كل اعتداء على أي من الحريات الشخصية أو حرمة الحياة الخاصة للإنسان وغيرها من الحقوق والحريات العامة التي يكفلها القانون الأساسي أو القانون، جريمة لا تسقط الدعوى الجنائية ولا المدنية الناشئة عنها بالتقادم، وتضمن السلطة الوطنية تعويضاً عادلاً لمن وقع عليه الضرر.” كما نصت المادة (13) على: “لا يجوز إخضاع أحد لأي إكراه أو تعذيب..”

كما أن تصرف السلطة يخالف التزامات فلسطين بموجب العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية حيث نصت المـــادة (9) على: “1. لكل فرد حق في الحرية وفى الأمان على شخصه. ولا يجوز توقيف أحد أو اعتقاله تعسفا. ولا يجوز حرمان أحد من حريته إلا لأسباب ينص عليها القانون وطبقا للإجراء المقرر فيه.” كما نصت المادة (7) على: “لا يجوز إخضاع أحد للتعذيب ولا للمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو الحاطة بالكرامة.”

كما أكد  أنه لا يجوز للشرطة اقتحام الحرم الجامعي إلا في حال طلبت إدارة الجامعة ذلك، وأن مخالفة ذلك يعتبر تعدٍ خطير على الحياة الجامعية والحق في التعليم وقدسية الحرم الجامعي.

وعبر المركز عن استهجانه الشديد لقيام أفراد شرطة بمنع ارتداء الكوفية في جامعة الأزهر فإنه يطالب النائب العام بفتح تحقيق فوري في الموضوع وتقديم المسؤولين للعدالة.  

كما يطالب قيادة الشرطة في غزة باحترام الحقوق والحريات، واحترام القانون الفلسطيني وإعلاء سيادة القانون، وعدم اقتحام أي حرم جامعي.

من جانبها، أدانت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد" اقتحام الشرطة بغزة صباح اليوم حرم جامعة الأزهر بغزة في مخالفة لأحكام القانون  والاعتداء على بعض الطلبة والعاملين في الجامعة وتوجيه أوامر بعدم ارتداء الكوفية الفلسطينية، وتوقيف كل من رفض خلع الكوفية والاعتداء عليهم،

واعتبرت الهيئة الدولية "حشد"،  كل ما سبق الإشارة له انتهاكات لسيادة القانون وإهانة للشعور الوطني عدا عن كونه اعتداء على الحريات الأكاديمية..

وطالبت"حشد"، وزارة الداخلية والنيابة العامة بغزة بفتح تحقيق في هذه الانتهاكات ومحاسبة مقترفيها، ومنع أي اعتداء على الجامعات الفلسطينية وتعزيز احترام سيادة القانون والرموز الوطنية ومن بينها العلم  والكوفية الفلسطينية.

                     موقف الفصائل

حركة الشبيبة الفتحاوية في المحافظات الجنوبية، تدين وبشدة السلوك الغير مسبوق واللامسؤول من قبل شرطة جامعة الأزهر، التي قامت بمنع الطلبة من إرتداء الكوفية الفلسطينية، التي تمثل إرثًا تاريخيًا وتراثًا فلسطينياً ورمزية وطنية للفلسطينيين في كل العالم.

وأكدت، إن قيام شرطة الجامعة بمنع وملاحقة الطلبة الذين يتوشحوا بالكوفية والاعتداء على موظفي أمن الجامعة يُعتبر عمل غير مقبول ومُدان جملة وتفصيلا، ويُمثل خروج عن قيمنا الوطنية وكوفيتنا المُعبدة بدماء الشهداء وعذابات الأسرى.

وأضاف البيان، لقد كانت ولازالت كوفيتنا الفلسطينية هي صورة الفدائي وبوصلة شعبنا ورمزيته أمام العالم، الذي يتضامن بالكوفية كأعظم رسالة مناصرة لشعبنا الفلسطيني وحقوقه المسلوبة.

ودعت حركة الشبيبة الفتحاوية في المحافظات الجنوبية شرطة الجامعة ومن إصدر وتبنى هذا القرار  التراجع الفوري عنه، والاعتذار لطلبتنا ولجامعتنا ولكوفيتنا التي ستظل قنديلاً وطنيًا نتوهج بها فخرًا وزينةً وعزةً وكرامة.

بدورها، أدانت جبهة العمل الطلابي التقدمية في جامعة الأزهر الحادث المؤسف الذي وقع صباح اليوم في حرم الجامعة بين عناصر من جهاز الشرطة وأفراد من أمن الجامعة، على خلفية منع عناصر الشرطة لعدد من الطلبة الذين يرتدون وشاحات تدل على انتماءهم السياسي والنقابي.

كما واستنكرت الجبهة الاعتداءات التي مارسها أفراد الأمن وعناصر الشرطة على بعضهم البعض مما خلق حالة من الفوضى والإرباك في ساحة الجامعة.

ودعت جبهة العمل الطلابي التقدمية في جامعة الأزهر إلى ضرورة تحييد الجامعة عن الخلافات والمناكفات السياسية ورفع يد الأجهزة الشرطية عن الجامعة، وعدم انتهاك حرمة الجامعة. 

كما وطالبت الجبهة بضرورة توسيع هامش الديمقراطية والسماح للطلبة بالتعبير عن آرائهم بغض النظر عن إنتمائهم ولونهم السياسي، وضرورة عدم التدخل في شؤون الجامعات فيما يتعلق بالقضايا الطلابية.

من جانبه، أدان اتحاد لجان كفاح الطلبة الفلسطيني في جامعة الأزهر، الحادث المؤسف الذي وقع صباح اليوم الثلاثاء في حرم الجامعة، على خلفية منع عناصر الشرطة لعدد من الطلبة من ارتداء "وشاحات" تدل على انتمائهم السياسي والنقابي.

واستنكر الاتحاد في بيان له، هذه الاعتداءات معتبرا انها تخلق حالة من الفوضى في ساحة الجامعة خاصة في ظل بدء العام الدراسي الجديد الذي يفترض أن يسوده مناخ تعليمي هادئ.

ودعا إلى ضرورة اعتبار أن الجامعات صروح اكاديمية تخدم الطلبة مما يتطلب تكثيف كافة الجهود من اجل دعمها ورفدها بكافة مقومات التطور والازدهار.

وأضاف الاتحاد، إنه ينظر الى هذا الحادث بخطورة بالغة، مطالبا باستبعاد الجامعات عن دائرة الاحداث والتجاذبات السياسية التي تضر بمستقبل طلبتنا ومجتمعنا الفلسطيني وتلحق اضرارا بمؤسساتنا التعليمية التي يتوجب المحافظة عليها وحمايتها. 
افادة الطلبة
 
                   أفادت الطلبة

وقد افاد أحد الطلاب، 21 سنة، لباحثة المركز الفلسطيني لحقوق الانسان: أنه ”في حوالي الساعة 8:30 من صباح اليوم، وأثناء دخولي من بوابة الجامعة الشمالية (الحرم الشرقي)  نادى عليَ مدير الشرطة في الجامعة وطلب مني نزع الكوفية لوجود قرار بمنعها من الشرطة، وعندما رفضت أخذني افراد الشرطة إلى غرفة الشرطة الموجودة بجوار بوابة الجامعة، وانهال عدد من افراد الشرطة علي بالضرب باستخدام أيديهم والعصي، وأخذوا الكوفية، وطلبوا مني كتابة تعهد بعدم ارتداء الكوفية فرفضت، واستطعت الوصول إلى داخل الحرم الجامعي، واستمروا بضربي حتى تجمهر الطلبة واستطعت الانسحاب.”

كما افاد طالب آخر، 21 عاماً، “في حوالي الساعة 9:00 من صباح اليوم، وبينما كنت أقف على مدرج مبنى الهندسة في الجامعة، حضر عدد من افراد الشرطة وطلبوا مني نزع الكوفية الفلسطينية، ولكني رفضت، فأخذوني إلى غرفة الأمن، وقام افراد الأمن بالاعتداء عليّ بالضرب وتوجيه كلمات غير لائقة لي، وقام بسحب الكوفية من عنقي ومصادرة هاتفي النقال.  وطلب مني الانتظار على باب الغرفة، وعدم التحرك، واعادوا لي هاتفي بعد نصف ساعة، واعادوا لي الكوفية وطلب مني عدم ارتدائها.”