خاص: محللون يرصدون أهمية التحركات المصرية من أجل الوصول إلى حل لمسيرة التسوية

بي دي ان |

14 سبتمبر 2021 الساعة 09:11م

جاءت الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إلى مدينة شرم الشيخ المصرية، والتي التقى خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي، ليزيد من أهمية التحركات الإستراتيجية التي تقوم بها القاهرة دعما لمسيرة التسوية. 

واستضافت القاهرة، يوم 2 سبتمبر، قمة ثلاثية جمعت مصر والأردن وفلسطين،  أكدا القادة الثلاثة خلالها على مركزية القضية الفلسطينية القضية العربية الأولى وعلى مواقف مصر والأردن الثابتة في دعم الشعب الفلسطيني الشقيق وحقوقه العادلة والمشروعة، وفي مقدمتها حقه في تجسيد دولته المستقلة. 

ويقول الكاتب الصحفي اللبناني زياد سنكري رئيس تحرير صحيفة بيروت أوبزرفر اللبنانية التي تصدر بالولايات المتحدة لـ"بي دي ان" أن أهمية هذه الزيارة تتزامن مع اللقاءات التي عقدها الرئيس المصري أخيرا مع عدد من القادة والمسؤولين، وعلى رأسهم العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي جمعتهم الثلاثة قمة في العاصمة المصرية.
 
وأشار سنكري إلى أن اللقاء الثلاثي للسيسي عبد الله الثاني. من الأردن وأبو مازن دليل قوي على الثقة الكاملة بين الدول الثلاث. 

وأضاف: أن الاجتماع الثلاثي تم تنظيمه ونجاحه بسبب السياسة الدبلوماسية المصرية الفعالة والقائمة الرئيسية التي تلعبها مصر في منطقة الشرق الأوسط.  

وقال، إنه يرى بداية عودة مصر للعب الدور التقليدي لها بصفتها أكبر وأقوى الدول العربية، لافتًا إلى أن هذا الدور ينطلق من القضية المركزية للعرب "القضية الفلسطينية".

 وأضاف أن مصر بدأت من خلال جهاز المخابرات فتح الخطوط مع جميع الفرقاء الفلسطينيين؛ ما يمهد لها بلعب دور الوسيط وامتصاص التوترات التي قد تحدث بالمنطقة.

وتابع سنكري أن الدور المصري تخطى القضية الفلسطينية، بل تعداه إلى الملف الليبي الذي ظهر في دورها الفعال في عملية التسوية السياسية الليبية، وتشكيل الحكومة اللبنانية، خصوصًا رئيس المخابرات عباس كامل، الذي يتمتع بثقة كاملة من الرئيس السيسي، حيث أجرى سلسلة اتصالات مكوكية بالتنسيق مع الفرنسيين للضغط باتجاه وضع خارطة طريق للخروج من الأزمة، لافتًا إلى أن هذه المعطيات تؤكد عودة الدور المصري للعب دور محوري في المنطقة.

بدوره قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني بالداخل نظير مجلي أن مصر وخلال الفترة الأخيرة تحاول لعب دور سياسي لحل الأزمة الفلسطينية والوصول إلى تحقيق المصالحة غير المشروطة بين فتح وحماس من خلال وضع إطار وجدول زمني لتحقيق هذه الأهداف ـ الأمر الذي يزيد من دقة هذه النقطة. 

وأوضح مجلي، لـ" بي دي ان"، أن القاهرة تهدف إلى استقرار الهدوء وتحسين الوضع الإنساني وإعادة التأهيل الاقتصادي ومستوى الحياة في غزة وإعادة إعمار القطاع والعودة إلى طاولة مفاوضات السلام.

ويوم أمس، أعلن المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المصرية، تفاصيل لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت.

وقال عبر صفحته، أن  الرئيس عبد الفتاح السيسي، استقبل اليوم بمدينة شرم الشيخ رئيس الوزراء الإسرائيلي "نفتالى بينيت" وذلك بحضور السيد سامح شكري وزير الخارجية والسيد عباس كامل رئيس المخابرات العامة، والدكتور آيال هولاتا رئيس مجاس الامن القومي الاسرائيلي والفريق أول آلي جيل السكرتير العسكري لرئيس الوزراء والسيدة شيمريت مائير كبيرة المستشاريين والسفيرة الاسرائلية بالقاهرة.

وصرح المتحدث الرسمي لرئاسة جمهورية انه عقدت جلسة مباحثات ثنائية بين الجانبين تم خلالها بحث تطورات العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، فضلاً عن مستجدات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، خاصةً ما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

وقد أكد الرئيس دعم مصر لكافة جهود تحقيق السلام الشامل بالشرق الأوسط، استنادا إلى حل الدولتين وعلى أساس قرارات الشرعية الدولية، بما يسهم في تعزيز الأمن والرخاء لكافة شعوب المنطقة.

كما أشار الى أهمية دعم المجتمع الدولي جهود مصر لإعادة الإعمار بالمناطق الفلسطينية، بالإضافة إلى ضرورة الحفاظ على التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، لاسيما مع تحركات مصر المتواصلة لتخفيف حدة التوتر بين الجانبين بالضفة الغربية وقطاع غزة.

ومن جانبه، أصدر مكتب نفتالي بينت، في ختام زيارته إلى مصر بيانا مقتضبا قال فيه: "بينت أكد على دور مصر الهام في الحفاظ على الاستقرار الأمني ​​في قطاع غزة، وعلى فرصها في إيجاد حلول لملف الاسرى الاسرائيليين".

وفي ختام اللقاء شكر رئيس الوزراء بينيت الرئيس السيسي على حفاوة استقباله في مدينة شرم الشيخ واتفق الزعيمان على مواصلة تعميق التعاون والحوار بين البلدين على كافة الاصعدة.