تقرير.. "بي دي ان" ترصد معاناة مرضى السرطان بغزة.. خلافات مالية بين وزارة الصحة ومستشفى الحياة التخصصي

بي دي ان |

14 سبتمبر 2021 الساعة 07:21ص

يواجه مرضى السرطان في قطاع غزة، ظروفا صحية صعبة مرتبطة بخصوصية الواقع المعاش في القطاع فاقمت قساوة المرض عليهم، فقد أثر الحصار والانقسام والاغلاقات على فرصهم في تلقي العلاج، وفي البقاء على قيد الحياة. 

وتواردت معلومات مؤخرًا، عن تفاصيل وجع ومعاناة جزء من مرضى السرطان في القطاع، الذين بلغ عددهم 12 ألف مريض يتلقون العلاج وفق بروتوكولات وزارة الصحة الفلسطينية وتعاقدها مع مستشفى الحياة التخصصي في غزة.

ووفقا للوضع المالي الذي آلت إليه خدمة الأورام في مستشفى "الحياة" ووزارة الصحة، إن مرضى السرطان في القطاع لم يتلقوا جرعاتهم الدورية منذ شهور، مما يهدد هذا التأخير حياتهم ويضعها على المحك. 

هذا الوضع رصدته "بي دي ان"، إذ أنها كشفت الغطاء عن اتهامات وجهتها مستشفى الحياة بقطاع غزة، لوزارة الصحة الفلسطينية لعدم تحويلها الأموال المتفق عليها، في وقتٍ سبّب هذا عجزًا ماليًا لديها وتراجعًا في تقديم الخدمة للمرضى.

وهنا، يؤكد مدير مستشفى الحياة التخصصي في قطاع غزة الدكتور رفيق الزنط، في حديثٍ لـ"بي دي ان": " أن قيمة المديونية المستحقة لمستشفى الحياة من وزارة الصحة بلغت (52) مليون شيكل".

وفي هذا الصدد، شددت وزارة الصحة الفلسطينية، على اتباعها للبروتوكولات المتفق عليها مع مستشفى الحياة.

فيما كشفت مصادر لـ"بي دي ان"،
 أن وزيرة الصحة د. مي الكيلة بصدد إرسال وفد من وزارة الصحة برام الله لغزة لمناقشة هذا الموضوع، إلى جانب قضايا صحية أخرى تخص العلاج بالخارج ومرضى القطاع على وجه الخصوص. 

وبالعودة إلى مدير مستشفى الحياة، كشف أنه طلب من د. مازن الهندي مدير دائرة العلاج بالخارج عدم تحويل أي حالة لمستشفى الحياة إلا بعد دفع المتأخرات المستحقّة على الحكومة.

وقال : " أنه ومع ذلك يتم تحويل الكثير من الحالات للمستشفى خاصة الممنوعين من السفر للضفة عبر حاجز بيت حانون".

الموضوع مرتبط بوزارة الصحة

ويؤكد الزنط، أنه وفي حال حصلت المستشفى على جزء من مستحقاتها من الوزارة، فإن لديها الجهوزية الكاملة لتقديم المساعدة الكافية والخدمات الصحية؛ خاصة العلاج  الكيميائي لمرضى السرطان. 

وعن مواصلة تقديم الخدمة مقارنة بخدمات مستشفيات المقاصد والمطلع بالضفة والقدس، أوضح الزنط أن هذه مؤسسات تتلقى الدعم وهي أشبه بجمعيات خيرية، في حين مستشفى الحياة مستشفى خاص، وليس بمقدورنا تحمل عبء تكلفة الجرعات التي قد تصل الجرعة الواحدة إلى 35 ألف شيكل.

وفي إطار إخلاء طرفه من مسؤولية تدهور حالة مرضى السرطان بغزة، إلتزم الصمت في سياق سؤالنا له حول إنهاء العقد مع وزارة الصحة، كون أنها لا تدفع تكاليف علاج هؤلاء  المرضى. 

مرضى السرطان يحملون الجهات الرسمية المسؤولية عن حياتهم. 

ا
لمريض جمال الخيري الذي يتلقى جرعات علاج (كاترودا) في مستشفى الحياة في قطاع غزة، يؤكد أنه لم يتلقى علاجه منذ ما يقارب 90 يوما، علما بأن الجرعة الدوائية الموصوفة له مستحقة كل ثلاثة أسابيع. 

وقال الخيري لـ"بي دي ان"، أن استمرار تأخير علاجه هو تهديد وخطر حقيقي على صحته وصحة آلاف المرضى. 

وشدد على أن الحصول على العلاج والحق في الحياة، حقه وحق كافة مرضى السرطان في القطاع، مؤكدا على ضرورة ابعاد مريض السرطان عن أي خلافات مالية أو إدارية يقع ضحيتها وقد يضطر إلى أن يدفع حياته ثمنا لها. 

كما يحمل مريض السرطان (م. ب) في حديث لـ" بي دي ان" الحكومة الفلسطينية ووزارة الصحة،  المسؤولية الكاملة عن حياته، خاصة أنه ممنوع من السفر للضفة الغربية من قبل الاحتلال الإسرائيلي، مطالبا الجهات الرسمية بحل هذا الموضوع في أسرع وقت قبل فوات الآوان. 

الاحتلال يفاقم المشكلة

لاشك أن المسؤلية الكبرى تقع على عاتق الاحتلال الإسرائيلي الذي يفرض قيوداً على سفر المرضى المصابين بالسرطان، إذ أنه لا يسمح لجميع الحالات بالسفر والوصول إلى المستشفيات في الضفة الغربية والقدس المحتلة أو المستشفيات في الأراضي الفلسطينية الأخرى، تحت ذرائع أمنية واهية. 

حكايا وجع لا تنتهي يعيشها مرضى السرطان في قطاع غزة بحاجة لحل جذري، وسريع من وزارة الصحة ومن جهات الاختصاص بعيدا عن أي خلافات مالية أو إدارية، فالحفاظ على حياة المرضى بكافة الممكنات المتاحة مسؤولية أخلاقية يجب على الجميع الالتزام بها.