محللون: عملية الهروب من أعقد العمليات الفلسطينية الباسلة

بي دي ان |

10 سبتمبر 2021 الساعة 03:39ص

زعمت تقارير صحفية إسرائيلية أن وزير الجيش بيني غانتس طلب من السلطة الفلسطينية المساعدة العاجلة لإيجاد الأسرى الستة الذين فروا من سجن جلبوع.

وبحسب موقع عكا للشؤون الإسرائيلية، فإن السلطة الفلسطينية وافقت على الطلب، وأبلغت غانتس أنها ستقوم بالبحث والتحري عن أماكن تواجد الأسرى الفارين وتسليمهم للجانب الإسرائيلي.

ومع جدلية هذه المعلومة التي تأتي في وقت حساس توجه "بي دي ان" بالسؤال إلى الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني أكرم عطا الله، والذي قال أن خطورة هذه القضية أن الوضع عموما ليس سهل، وكل شيء الأن على الساحة قابل للاشتعال. 

وأوضح عطا الله أن الجميع يقف في لحظة حرجة، مشيرا إلى أن إسرائيل تقول انها طلبت التعاون من السلطة من أجل إلقاء القبض على الأسرى، معتبرا أن هذه المعلومات ليست إلا شائعات لا يوجد أي أساس لها. 

وأضاف عطا الله في حديث مع "بي دي ان" إطلاق سراح الأسرى كان واحدا من أبرز الأهداف. 

اللافت هنا أن الساحة الفلسطينية امتلأت بالكثير من الجدال، وهو الجدال الذي دفع بالكثير من المحللين الفلسطينيين إلى التذكير والحديث عن تطورات الموقف السياسي على الساحة الإسرائيلية الفلسطينية. 

يذكر أن عدد من المعلقين السياسيين تطرقوا إلى الاتصالات التي يقوم بها بيني غانتس مع الحكومة الفلسطينية.

وأوضح هؤلاء المحللون أن هناك بعض من المكاسب التي تحققت عقب لقاء غانتس وأبو مازن، ومنها الحصول على بعض من المكاسب السياسية التي ستؤدي إلى تحسين حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة. 

بالإضافة إلى الاتفاق المبدئي مع إسرائيل وقطر على إدخال المنحة القطرية إلى غزة، وهو ما أتى عقب مباحثات مع الجانب القطر. 

من ناحية أخرى وفي تصريحات لـ"بي ديان" يقول المحلل والخبير السياسي نظير مجلي أن ما يجري هو نتيجة طبيعية لقوة الغطرسة التي يتحلى بها الاحتلال، مشيرا إلى أن السجون الإسرائيلية بها الكثير من الانتهاكات وهو ما أدى إلى معاناة الكثير من الأسرى. 

ونوه مجلي إلى أن السجين وفي هذه الظروف يرغب دوما في الهروب والحصول على حريته وكسر اسطورة السجان وغطرسته، الأمر الذي يزيد من دقة هذه القضية. 

وأشار مجلي إلى أن الكثير من المواجهات مشتعلة الأن بسبب هروب الست معتقلين، وهو الهروب الذي أشعل انتفاضات الغضب في رام الله والخليل وجنين وغيرها من المدن الأخرى. 

ونوه إلى أن الأوضاع بالسجون بالفعل مزرية، وحتى الطعام البسيط لا يستطيع السجين الفلسطيني الحصول عليه، وهو ما يؤدي إلى ثورة المعتقلين المستمرة. 

ونبه إلى أن مصلحة السجون لا تقدم الكثير للمعتقلين، وهم من يرتبون أكلهم ونظافتهم وملابسهم، وبمعنى أصح فهم من يسيطرون على حياتهم ويمولون طعامهم واحتياجاتهم الأساسية. 
 
وكشف مجلي أن عدد من القيادات الأمنية حملت مقترحات للتخفيف عن المعتقلين، إلا أن مصالحة السجون لم تستجب لها. 

اللافت أن قيادات السجون استدعت سلاح الهندسة للكشف عن إمكانية وجود أنفاق في سجن بئر السبع، وهو واحد من أقدم السجون الإسرائيلية، الأمر الذي يزيد من الأزمة الحالية.  

وأشار إلى أن الساحة الإسرائيلية تمتلئ الآن بالكثير من الجدال خاصة وأن التحقيقات الأولية مع السجانين تشير إلى وجود تقاعس لافت في التعاطي مع هذه الأزمة، حيث نام السجانون ونام مراقبو التليفزيونات المزروعة بالمعتقل، وهو ما يزيد من خطورة هذه القضية. 

ونوه مجلي إلى قضية في منتهى الدقة، حيث قام القيادي في حركة فتح زكريا الزبيدي بالإعلان قبل تنفيذ مخطط الهرب بأن هناك محاولات أو خطة لطعن السجانين الإسرائيليين، وهو ما دفع بإدارة السجن إلى إصدار الأوامر بعدم الاحتكاك بأي صورة مع الأسرى، الأمر الذي زاد من تعقيد هذه القضية وسمح للأسرى بالإستمرار في الحفريات.