حكاية عم عشم

بي دي ان |

08 سبتمبر 2021 الساعة 06:04م

"استيقظوا.. شراكة بينت - بايدن .. لافتراس الفلسطينيين. استيقظوا ". نصائح كاتب فى جريدة  معاريف.!!  ولا يهمك.. كله كلام فى الهوا ! نحن لا نقبل نصائح .. ولن نستيقظ .. نحن فى انتظار دانكون؟. سلامات.. يا دانكون.. مين دانكون.. يا عم عشم؟  -دانكو.. ده يا .. سيدي. الشاب الجميل الحليوه  الشجاع ..كان نموذج مميزا في رواية طيب الذكر . عمك "مكسيم جوركي" والذي سلمه قومه ، زمام الآمور ليقودهم الي الامام ، وعندما تاه القوم وسط الغابة ؛ في ليل لا نهاية له، وسط مستنقعات هائلة، تتحول أغصان الاشجار فيها الي أفاعي ومصالح واحزاب وانقسامات ، و ما عاد لهم مخرج ، حملوا. الاخ دانكون مسؤولية فشله! ووصفوه بالتافه وقرروا  قتله.

لكن الريس دانكون كان راجل . واع  وابن بلد دورج ، وكان يحب اهل بلده ، ويريد لهم الخير والوحدة الوطنية ، فما كان منه  الا أن برهن على الحب الشعبي الجارف الغارف .. و هووب.. شق صدره  وامتشق قلبه ورفعه عاليا.. سطع قلب الريس دانكون سطوع الشمس  وأضاء الغابة كلها بهذا المشعل ، وصرخ بهم : يا قوم :  قالوا : نعم ؟  قال : أليس منكم رجل نظيف..قالوا : لا .. فوت علينا بكرة ، يمكن نشوف لك واحد  جديد فى المخزن!!

المهم ..  بعد انقطاع ، وسطوع قلب البطل دانكو قال :  لنتابع المسير ، حاملا قلبه " الوحدة الوطنية" مشعل مضيئا به الطريق لناس ، وهنا. و من وجهة نظر فلسفية  أجاب المعلم الكبير ، سعيد خليل مكسيم جوركي؛  عن السؤال  اللولبي التالي : علل .. يعني .. افطن؟ أين تكمن سعادة الناس؟ وكان الجواب ، أن السعادة في التضحية وخدمة الشعب ، والعيش بين الناس، وليس بالانقسام والحزبية والغطرسة والتكبر  على الشعب المظلوم ، المحاصر.. نحن شعب. واحد ضد الاحتلال !  يعنى بلاش تكون انت .. والاحتلال والحصار علينا .. من أين نتلقها؟!. 

مش ناقصين كذب. فوق الادعاء لتصدر المشهد؛ مع الكثير من الضحك على المواطن البسيط ، مع قليل جداً من احترام عقول الناس ؛ فواحدة من أسوأ صفات الإنسان هي كذبه على نفسه، لأنه عندما يحاول أن يتقمص دورا مزيفا سرعان ما تخونه قدراته وصفاته التي توهم بأنه يمتلكها ؛ وايضا تدهشني اختيارات شخصيات بعيدة عن قلب الناس ، وتتسم في الوقت ذاته بعدم التواضع ، او التلقائية ؛ والقرب من التقعر و ادعاء ما ليس فيهم! هذا بصرف النظر عن رائي في خبراتهم السابقة ونكبتنا .. الحالية فيهم .. مش .. مسؤولين؟! ولا مغفلين لكن الطمع أفسد تذوقهم للوحدة و للحرية الحقيقية وسياستهم العشوائية التعيسة جعلت سقفهم قرب الأرض!
 
▪ المهم .. دانكون ..خارج  من قصة العجوز  "ايزرجيل"  نشرها في العام 1895 وهي اسطورة . تدين الفرد ، وتنشد البطولة. من أجل الاستقلال والحرية وسعادة الشعب- اذا  وجد  -  وتدين الفرد -  وده موجود -  رواية مثله مثل رواية "الام" .الرواية التي بشرت بالمرحلة الجديدة  ليس في أدب جوركي ،  بل في روسيا ، وفى كثير من أنحاء العالم  ، وكما هو الحال في فلسفة، الإحاطة- بالمعارف - الانسانية. انه دائما في كل مكان يوجد اناس وقفوا ويقفون اعمالهم وأهدافهم لتحرير الانسان والوطن من الاحتلال والظلم والظلام ،  ومن ربقة الدجل السياسي والخرفات والاباطيل.

و من المهم معرفة أنه في كل مكان  من ارادوا ، ويريدون طمأنة الشعب . وانه دائما وفي كل مكان ، وجد ايضا متمردون . سعوا ويسعون من أجل قلب الواقع الشنيع ، وعدم اضاعة الوقت الوطني الثمين ، ومن المهم معرفة أن هؤلاء المتمردين أضاءوا الطريق للناس ودفعوهم على الطريق الصحيح والى الامام ، وناهضوا ناشري الدعايات .الانهزامية  المسكنة للواقع المزرى، الذين فرقتهم الانقسامات والاحزاب ، وكل من  بشر ونشر الأوبئة الحزبية البغيضة بين صفوف الشعب. وتعزيز واستمرار حالة الانقسام ، التى اصبحت تهدد وحدة الشعب والقضية؛ وايضا توظيف واستمرار هذه الحالة بهدف استمرار شبه حكم والتغطية على الفساد وتبرير استمرار نفس الوجوه الجاثمة على قلب الشعب. سنوات ثقيلة،  تأبى الرحيل.. تمزق آخر خيوط الأمل.
- يا حبيبي يا دانكون.. قهوة سادة بسرعة لعم عشم.