الخمسة والتنين

بي دي ان |

07 سبتمبر 2021 الساعة 07:44ص

ليس هروبا وإنما تقدما باتجاه الفعل الحر الناتج عن ظلم غير محتمل والصادر بحق مناضلين شرفاء لا ذنب لهم سوا أنهم حملوا الوطن على أكتافهم، فاتخذوا القرار الصحيح الصعب الفاصل ما بين الرضوخ والشموخ، هذا اليوم الذي يجب أن يؤرخ ويدرس لأجيالنا التي ترضع لبن الكرامة والعز، لا استسلام ولا انبطاح لمحتل غاصب متبجح يسوده الضعف والرجفة من الداخل يحتمي خلف أوزان من الأسلحة التي تكشفت عورته في فوهة نفق، حفره ستة من عمالقة النضال والكفاح بأظافرهم ليحفروا أسماءهم على صفحات تاريخ لن يغفل عن ذكرهم في كل مقام 

معجزة أقدم عليها الشبان الستة ليجعلوا أعظم قوة كونية تضرب أخماس بأسداس في حالة من الْخِزْي والذهول والحرج لسقوط كل هذا الغرور في فوهة حفرة، حفرة قلبت المعادلة رأسا على عقب، فقد بحث أبطالنا عن الحرية وانتزعوها من أصعب بقعة أمنية محاطة بالسياج والعسكر والعتاد وكاميرات المراقبة وأجهزة مراقبة ووو وكل ما هو ممكن لحصار أولئك الشباب وإبقائهم قيد الأسر، ليمارس السجان جبروته وتسلطه على مناضلين أنهكهم ظلم السجان وجبروته.

 فكان فعل يدحض سنوات من الوهم التي ممكن أن يساورنا بها الشك أن هذا العدو يقبل بحل سياسي أو بتعايش سلمي مع الفلسطينين، فلا يفل الحديد إلا الحديد، فعل ضرب المنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية القاهرة، والتي انهزمت على بوابة نفق الحرية في بيسان، رسائل قوية طيرها لنا أبطال سجن جلبوع الست، لن يدوم الظلم، الإرادة أقوى من السجان. 

نحن قادرون على إسقاط كل المنظومة الأمنية والات القمع الوهمية التي ظنت  إسرائيل مخطئة أنها لن تقهر، ولعل أهم رسالة هي : حين نكون معا جهاد وفتح أو أي لوحة من لوحات التلاحم والتآخي أمام المحتل حينها فقط سنصنع المستحيل، وثم الرهان الأقوى يجب أن يكون على إرادة وفعل وصمود شعبنا وإيماننا بأنفسنا وقضيتنا. 

الضعف والعجز لن يولد سوا العجز والقوة والأنفة تولد نصر، وحرية وترفع الوطن عاليا، في مثل هذا اليوم عانق سبتمبر الكرامة، وبيسان غنت لأحرار فلسطين، فهنيئا لنا أبطالنا ولأبطال بيسان السلام والأمان، دمتم بحفظ الله ورعايته.