عم عشم .. تاني ؟!

بي دي ان |

04 سبتمبر 2021 الساعة 08:46م

قال : هذه الأمثلة تكفي للدلالة على التدهور السياسي والفكري، الذي يمكن أن يصل اليه البعض فى عتمة دائرة مخطط الانقسام الأسود. و يتوهم أن الوعي لدى الناس قد انعدم الي حد النسيان!


قلت: أشكر الكتابة التي قادتني لقارئ ومبدع ومثقف مثل، عم عشم ، ليس سياسياً، ولا شاعراً تمكن من التلاعب بمعانى الكلام، ولكنه ذلك المثقف الذى يسأل المجتمع الاسئلة الصعبة، فيكشف لهم الواقع، ويفضح حقائق التاريخ؛ والافضل .محاولة اكتشاف سحر الحوار الذي يجعلك حريصا على الإنصات، والقراءة بالعامية.. ثم الاشتباك مع هامش الحوار؛ بين كابول ورواندا ودولة بمبوزيا العظمي والسلطان مارنجوس الاول؛ كان حوار العين المبصرة والقلم الناقد و الأذن المنصته، واللسان المعبر عن كل ما يجري، من فساد سياسي وفساد في الادارة، و مخالفات للقانون، وإثراء غير مشروع، وانقسام ، و كتم للحريات، وتكريس الانقسام ، و إخفاق للديمقراطية!!  ماذا افعل ياسادة؟ فأنا تعودت على أن أبحث لكم عن العجيب والغريب في الشأن العام، ورغم أن البعض يرى أن ما أكتبه ساخر السواد. وضحك التاعت منه النفس..ضحك كالبكاء!! يثير التشاؤم والأسى، لكن سأحاول أن أنقل لكم أخبار مفرحة. من خلال حوار ، عم عشم ..بالكلمات العامية.


قال : تعلّمنا، من السنين والأحداث والتجارب، وعلى خلفية اللي بيحصل في كابول، افتكرت اللي حصل في رواندا أوائل التسعينات..كانت حرب إبادة بالفعل علي اساس قبلي بين الهوتو والتوتسي ..في النهاية ألقوا بالا نقسام. وبدأوا حوار وطني جاد علي إثره تم تفكيك فكرة القبلية و الحزب ، إلي الأبد ووضعوا لأنفسهم دستور دولة مدنية حقيقية والتزموا بالفعل وكانت النتيجة دولة حقيقية من اعلي معدلات النمو الاقتصادي في العالم لدرجة انهم بصدد إطلاق قمر صناعي لتوفير الاتصالات والانترنت للمواطنين مجانا! و اجتذبوا رؤوس اموال واستثمارات بالمليارات.. نجحوا وهايستمروا في تفوقهم والمستقبل بين ايديهم.. الروانديين ليس في معادلتهم السياسية قبيلة او حزب، ولا شارون لرسم مخطط الانفصال والانقسام! و هذا سر تحقيق الانجاز الوطنى بالوحدة الحقيقية. ماقصدش حاجة، انا بطمنكم علي مستقبلنا لا غير. 

قلت: طيب واحنا فين من كل ده يا عم عشم؟
قال : سؤال وجيه .. شوف، بدون زعل أو إحساس بالإحباط او اليأس ، لأني في النهاية بفكرك مثلا. احنا فين؟ إحنا راجعين لورا بسرعة وبقسوة وبإصرار وبقوة
افهمها زي ما تفهمها. بس ماتزعلش، وماتكركبش دماغك عشان ترد ردود غاضبة، وتحس إني اتجوزت عبلة، وإنك لازم تجادل او تزعل ، وتقول إني خاين وعميل لدولة بمبوزيا العظمي ، با قول لك، إحنا في أسوأ مراحل العشوائية والانقسام والفوضى والفساد السياسي اللي وصفوه العلماء والباحثين بالنص في كتبهم!. وللعلم .. من الصعب جدا القضاء على الفساد في أي مجتمع. ولكن المهمة الأساسية تكمن في تقليص نسبة هذا الفساد إلى الحد الأدنى، وهو ما يفرق بين الدول المتحضرة والمتقدمة وبين الدول المتخلفة والاستبدادية .. دول مش كيانات منقسمة .. مقسومة منقلبة ومقلوبة!! وبالتالي يمكن ذكر 4  عناصر أساسية لهذا الغرض.

▪تداول السلطة، والتغيير السياسي المستمر في إطار تشريعات دستورية واضحة ومفهومة ودقيقة، أي ببساطة المنافسة السياسية وعدم سيطرة اتجاه واحد وتيار واحد بشكل دائم على السلطة.
▪حرية الكلمة، وضمان الحرية الكاملة لوسائل الإعلام، وإعطائها الحق الكامل في الكشف عن الجرائم السياسية والاقتصادية، والاطلاع على الأرشيفات والوثائق الحكومية.
▪استقلالية النيابة العامة والقضاء، وعدم تدخل أية سلطة في عملهما.


▪تقوية دور البرلمان- إذا وجد!!.  وإطلاق يده فى إجراء تحقيقات مستقلة في القضايا الكبرى، وخاصة التي تمس كبار رجال الحكم.. وأركان الحكم، وأسرهم وأولادهم وأقاربهم. وتشكيل لجان برلمانية مستقلة لهذا الغرض تضم ممثلين لجميع التيارات السياسية الموالية والمعارضة. يعني ممكن نفكك العناصر الأربعة الرئيسية، في جمل بسيطة كالآتي: عدم تداول السلطة. استمرار حزبي بالدراع! وتدوير وتبادل المناصب. تمكين الأشخاص غير المناسبين. عدم تفعيل القانون. عدم استقلال القضاء على أرض الواقع وفي الممارسات العملية. عدم وجود اوعدم استقلال البرلمان وممارسته أعمالا غير ذي صلة بوظيفتيه الأساسيتين ألا وهما الرقابة وسن القوانين.


هذه بعض عناصر الفساد السياسي الذي يعتبر المصدر الأساسي لجميع أنواع الفساد الأخرى. وإذا تزوَّج الفساد السياسي من الفساد الإداري، وركب موجة الانقسام . فإننا هنا بصدد أولى الخطوات على طريق انهيار المجتمع وسقوط حلم الاستقلال ، وسقوط الفرد الذي يعتبر المكون الأساسي لكل من المجتمع والاستقلال والدولة المنتظرة! القانون السائد الوحيد هو "إحنا كده وهانفضل كده" المشكلة مش فى رجوعنا لورا بهذه السرعة والقسوة ..انما فى المباركين لهذا التدهور السريع والمستفيدين منه؟! هات واحد قهوة سادة.
[email protected]