لبنانيات يطلقن حملة تزوجني بدون مهر على منصات التواصل الاجتماعي

بي دي ان |

03 سبتمبر 2021 الساعة 05:58ص

الواقع عندنا يا سادة لم يختلف عن الواقع في دولة لبنان الشقيقة بل عندنا أسوء من ذلك بكثير.

لبنانيات يطلقن حملة تزوجني بدون مهر على منصات التواصل الاجتماعي لحل مشكلة العنوسة المرتفعة في البلاد.

إن هذا الخبر لم يأتِ من باب الضحك أو التسلية، بل جاء ليعبر عن الواقع السيء والوضع المعيشي المترذي الذي يعيشه الشباب. 

انظروا ما حل بالشباب الفلسطيني وما وصلت بهم الأمور من هموم ومشاكل.

لذلك لا يجوز أن نجلد الشباب أكثر أو أقل مما رأوه .. فيكفي ما حل بهم من دمار وخراب، ويكفي أيضاً أنكم لم تقدموا الحد الأدنى لهم من مقومات وتعزيز الصمود وتوفير حياة كريمة تليق بهم .. ولتفسروا ذلك كيفما شئتم.

شرطة تحاصر منزل فتسأل لماذا؟
يجيبوا بأنه تاجر مخدرات.

سيارة إسعاف تدخل المشفى مسرعة فتسأل ما الأمر؟ فيجيبوا شخص سكب البنزين على جسده وأحرق نفسه.

ضجيج وصراخ في حي من الأحياء تسأل فيجيبوا؟ شجار بين عائلة وأخرى.

أنا لا أريد أن أطول عليكم بالكتابة عن المشاكل التي تواجه الشباب، لأنه مهما كتبت لا أستطيع أن أحصر ما حل بشبابنا اليوم وما تواجههم من مشاكل وصعوبات.

لا أريد أن أتحدث عن الشباب الذين يتعاطون الحبوب والمخدرات. 

ولا أريد أن أتحدث عن تبرج الفتيات. 

ولا أريد أن أتحدث عن الجرائم اليومية والنوعية.

ولا أريد أن أتحدث عن تراجع وانهيار المنظومة الإجتماعية، أو الصحية، أو التعليمية، أو عن نسبة المعاقين في المجتمع، أو عن نسبة البطالة ...إلخ.

أنا لا أريد أن أتحدث عن جيش العمال والخريجين والمقهورين.

بصراحة هل فكر أحد من المسؤولين ومن صناع القرار أو مَنْ يدَعوا ويسمون أنفسهم أمراء ورجال دين.

كيف يمكن عمل خطة تنقذ هؤلاء الشباب من الضياع؟ كيف يمكن أن نقلل من نسبة العنوسة؟

كيف يمكن أن نوفر فرص عمل للعمال والخريجين؟ كيف يمكن أن نوقف هجرة الشباب ومغادرة الوطن قسراً؟

كيف يمكن أن نحافظ على ارثنا وعلى عادتنا وتقاليدنا؟ وكيف يمكن أن نلملم أنفسنا ونضمد جراحنا وننهي الانقسام؟

ما هو المهم بالنسبة لكم؟! الخطر يداهمنا في كل يوم ويتغلل بيننا .. وإن لم تسيقضوا لن يسلم من ذلك أحد.

لذلك يجب أن نضع النقاط على الحروف بعمل خطة إنقاذ أو خطة طوارئ لإنقاذ ما تبقى للشباب من الضياع والعمل بها على أرض الواقع بأسرع وقت ممكن .. لأن الخطط على الورق لوحدها لن تكفي بدون تطبيق لن تحل المشكلة، ولو تحدثنا  أو كتبنا ليل ونهار. 

فقط إن ما في الأمر أننا نشخص الحالة وصورة الوضع المترذي والتي ليس بحاجة بالأصل إلى تشخيص فالوضع سيء للغاية وإن كل شيئ يمارس بحق هؤلاء الشباب من قمع وحرمان مرفوض.

 لذلك لا يجوز أن نتذرع ونقمع الشباب بحجج واهية بمجرد أنهم يطالبون العيش بحياة كريمة وتحويل الأمر إلى أسباب أمنية أو سياسية، نريد أن نسمع أخبار سارة من المسؤولين ومن صناع القرار ومن الفصائل الفلسطينية كافة اليوم قبل الغد بأنهم بدأُ يدركون الخطر الذي يداهمنا.

وبذلك قد شكلوا خلية أزمة وبأنهم وضعوا خطة طوارئ لمدة محددة تبدأ من الآن لإنقاذ هؤلاء الشباب من الضياع لأن الإنسان أغلى ما نملك وإن لم تفعلوا ذلك فلتذهب كل الفصائل الفلسطينية والأحزاب، ولتذهب كل المسميات والألقاب إلى الجحيم .. إن لم تكن قادرة على بناء جيل بمعنى الكلمة قادر أن يوجه مخططات الإحتلال(وأعوانه).

الشعب هو ركن أساسي من أركان الدولة، لأنه لا دولة بدون شعب، فما بالكم في فئة الشباب الذين نعول عليهم في بناء الوطن.

لذلك يجب أن نعيد لهم النشاط والقوة والحيويه الذي فقدوه منذ الانقسام الفلسطيني البغيض بإرجاع كافة الحقوق المعيشية التي تمكنهم العيش بحياة كريمة.

وأختم بالشاعر الجاهلي عنتره بن شداد عندما قال:
لا تسقني ماء الحياة بذلة
بل فاسقني بالعز كأس الحنظل
ماء الحياة بذلة كجهنم
وجهنم بالعز أطيب منزل.