بين المحرقة و المقصلة؟!

بي دي ان |

31 أغسطس 2021 الساعة 05:58م

▪"فى الدرجات الأخيرة من سلم المقصلة.. أتحسس وجهك... هل أنت طفلتي المستحيلة أم أمي الأرملة؟. زمن الموت لا ينتهى .. يا ابنتي الثاكلة...قبليني ولا تدمعي...سُحب الدمع تحجبني عن عيونك.. فى هذه اللحظة المثقلة كثرت بيننا السُتر الفاصلة.. لا تضيفي إليها ستاراً جديد". رحم الله، الجنوبي الكبير / أمل دنقل..

▪ بين المحرقة و المقصلة ، هل يمكن أن يكون له صوت.؟ لا يحق أن يكون له صوت فى عملية انتقاله من يد ليد !!  متفق عليه .. شعب بين المحرقة و المقصلة و الطاحونة؟. سأقص عليكم كل أحداث المحرقة و المقصلة والطاحونة.. أحداث المحرقة عشناها يوما بيوم ، وكتبنا الكثير عنها؛ اما الطاحونة التى تم ربط الشعب فيها كل يوم يلف. ويجرى و يلهث؛ ثم ينتهى بالمقصلة .. نعم مقصلة الانقسام الاسود والحصار الصهيوني ، والبطالة، والفساد والجباية والسرقة والبيروقراطية المعطلة عن عمد وعن جهل، والثاني هو سبب الأول وكلاهما هدفه واحد؟

▪فوق ذلك يستدعي . تراث اسواء الأنظمة المستبدة  الفاسدة في مواجهة الناس؛ لأحظ أننا هنا لم نستدع معيار الشفافية، وبدون اى درجة من الاستقلال والرصانة المهنية عند المقارنة، لأن طبيعة هؤلاء تقوم على الاستبداد والظلم وعدم المسؤولة ؛ ومازالت سياسة الارتجال، وما ينتج عنها. من مواقف  تنافي مبادئ الحكم والسياسة ، واساس واركان الاستقلال الوطني ؛ بدأت الوقائع بمخطط الانقسام ، حتى اتسعت الهوة، وتفرقت السبل، ليكونوا جزءاً من حالة الفوضى، التي أضرت بالموقف الوطني، وتسببت فى خسائر فادحة يصعب تداركها.

▪ للأسف.. نجح الجهلاء ونجح المستبدون ونجح اللصوص والفاسدون ، فى أن ينهكوا عقولنا وأن يمرضوا قلوبنا وأن يعتموا أيامنا ويصيبونا باليأس .. فى كل مكان وزاوية وموقع نجدهم ، وفشلت كل محاولاتنا فى ردهم بالقانون.. لا قانون ..لا صوت..لا انتخابات .. لماذا ؟ أقول وكلى أسف والقلب مقهور ، لأنهم يملكون السلطة والقوة والمال والجهل .. نعم يوم يهزم الجهل العلم .. يوم يهزم الباطل الحق .. يوم تُهزم الكلمة البيضاء المسالمة أمام الجبروت ، والصوت الحر امام الطغيان ..فهل نعلن الاستسلام لهم ونرفع الراية البيضاء؟! فحين يثور البحر وتضربه العواصف ، فلابد من راية حمراء للسباحين .. وحين تُرفع الراية البيضاء وتلك الحمراء فى آن معا ، فاعلم أن الفيضان سيضرب بيوتا كانت آمنة.!!

▪بلادنا تبحث عن سياسة في وزن وحجم ما تواجهه من مخاطر وتحديات ؛ فكل القضايا والكوارث التى تشغل بال الناس ما زالت على حالها بل زادت و ازدادت تعقيدا ، وازدادت حدة ، وبدا الناس لا يعلمون الى أين هم سائرون ، وكأنهم هائمون فى وادى التيه وفى اخدود لا قرار له ولا نهاية، بالعشوائية و خطورة  الانقسام ، ولتشرد - السياسي - الذي ينوب عن شعب كامل، فيما يتعلق بمصيره ، والسياسة التي انحدرت إلى الهزل ،خاصة أن الرأي العام في كل الدول العربية كان يرفض التطبيع المباشر مع العدو الصهيوني .

  لكن .. بعد تنفيذ مخطط الانقسام ، يمكنهم أن يسيروا بهدوء وثقة فى طريق السيطرة الكاملة على المنطقة. والدخول. فى نطاق نفوذ المشروع الصهيوني؛ و هذا جزء من المخطط الشيطاني الذي رسم للقضية. و للمنطقة العربية بأسرها. بعد ترك الشعب الفلسطيني  لمخالب الوحش الصهيوني؛ و توحش الانقسام،  والاقتسام.. تقاسم سلطه - شبه - سلطة - والمال والجباية والمنح والعطايا ، وللشعب.. المحن والرزايا.!  ليتخذ من مخطط الانقسام الأسود مدعاة للتكسب الرخيص ، فكان له فى كل عرس قرص وفى كل مولد حمص.
 

▪المواطن المغلوب على أمره يدرك جيداً أن هذه البلاد لا تملك قرارها بيدها، وأن البعض يصر على أن تظل رهينة لرغباته.. أحزاب وأفراد مهمتهم الوحيدة اليوم هي حرب إبادة سياسية بجانب حرب الإبادة الصهيونية، على عموم الشعب الفلسطيني، واستئصال القضية من خارطة الاهتمام الدولي ، ومعاقبة كل من يعارض رغبات هؤلاء.

▪فليس غريبا أن تتوالى المصائب ما دامت هناك إرادات سياسية متفرقة، تريد أن تعاقب هذا الشعب، لأنه..ليس له صوت.. ولا يخرج في تظاهرات، ويطالب بالعدالة الاجتماعية وسياسات واضحة ، وحق الاختيار الحر . لانتخاب من يمثله ، ويصر على محاسبة الفاسدين واللصوص، ومن تأخذهم الحمية الحزبية التي لا تخدم إلا أهداف ذاتية، والذين مردوا على الوحدة التي تجمع الكلمة وتحقق لهذا الشعب آماله فى الاستقلال والحرية؛ إلا - انه - في واقع الأمر يعرف تماما ماذا يريد . ولكنه يشعر في داخل نفسه بأنه مسوق دائما الى نهاية ما لا يعرفها، ولا يعلم حدودها.؟! فهل يمكن أن يكون له صوت.؟ لا يحق أن يكون له صوت فى عملية انتقاله من يد ليد؟!.
 فعليك السلام وحق الكلام.

‏‪[email protected]‬‏