خاص- "بي دي ان": هل غزة مقبلة على تصعيـــد مع إسرائيل عقب عودة نفتالي بينت من أميركا؟

بي دي ان |

30 أغسطس 2021 الساعة 03:28ص

توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت قبل أيام إلى أميركا في زيارة، التقى خلالها الرئيس الأمريكي جو بايدن، لبحث عدة ملفات على الساحة السياسية والأمنية.

بينت قبل توجهه إلى أميركا قدم بعض التسهيلات إلى قطاع غزة تمثلت بإدخال منتجات وبضائع جديدة عبر معبر كرم أبو سالم التجاري، إضافة للسماح بإدخال 1000 تاجر من غزة عبر معبر ايرز، إلى إسرائيل.

بعض المحللين ووسائل الإعلام اعتبرت هذه التسهيلات كوسيلة من بينت لضمان الاستقرار في المنطقة حتى عودته من أميركا، مشيرة إلى أنه قد يتجه لاتخاذ إجراءات صارمة بشكل أكبر تجاه غزة خاصة مع استمرار بعض الفعاليات مثل المسيرات الشعبية وإطلاق البالونات الحارقة وعودة عمل وحدة الإرباك الليلي على الحدود الشرقية للقطاع.

ليلة أمس استهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي بصواريخها عدة مواقع عسكرية تابعة للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وذلك في رد منها على فعاليات وحدات الإرباك الليلي وإطلاق البالونات الحارقة.

تساؤلات تدور لدى العديد حول ما إذا كانت ستتجه الأوضاع الأمنية في قطاع غزة إلى تصعيد مع إسرائيل بعد عودة بينت إلى البلاد، وذلك عقب انتهاء زيارته إلى أميركا أم لا !.

الكاتب والمحلل السياسي الدكتور وجيه أبو ظريفة، أكد أن العدوان الإسرائيلي لم يتوقف بأي لحظة من اللحظات سواء في حكومة نفتالي بينت الجديدة أو الحكومة السابقة برئاسة بنيامين نتنياهو، أو حتى قبل زيارة بينت إلى أميركا أو بعدها.

وأضاف أبو ظريفة في تصريح خاص لـ "بي دي ان"، العدوان الإسرائيلي متواصل ومستمر وهو جزء من العقيدة الإسرائيلية في التصعيد ضد أبناء شعبنا الفلسطيني، وهو ليس بالجديد بالنسبة له.

وتابع، من غير المتوقع أن يكون هناك توقف للعدوان الإسرائيلي بسبب زيارة بينت لأميركا أو غيرها، لافتاً إلى أن كل ما يدور الآن في قطاع غزة هو استمرار للحصار الذي تقوم به الحكومة الإسرائيلية بعد العدوان الأخير على القطاع في مايو الماضي، مشيراً إلى أن إسرائيل لم تقدم حتى اللحظة التسهيلات الكافية ولا زالت تمنع دخول العديد من المواد والسلع الأساسية ومواد الإعمار.

وقال: إذا كانت إسرائيل تتحجج بالفعاليات الشعبية للقيام بعدوان عسكري ضد غزة، فهي لا تحتاج إلى ذريعة، وليس هناك ما يبرر قيامها بذلك.

وأكد أبو ظريفة، أن إسرائيل في كل مرة تجهز نفسها للعدوان القادم على غزة، وبالتالي لا يوجد ما يمنعها من القيام بذلك، وهي تسعى لاستغلال كل المناسبات للعدوان على شعبنا وضرب مقاومته وحصاره.

من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة الدكتور كمال الأسطل، إن التصريحات الصادرة من جميع وسائل الإعلام الإسرائيلية تشير إلى أن جميع الخيارات مفتوحة، وأن هناك سيناريو لدى الجيش الإسرائيلي للتصعيد حال تصاعد الفعاليات الشعبية في قطاع غزة، والقيام بعملية عسكرية محدودة، مشيراً إلى أنه في ذات الوقت هناك وعود قطرية ومصرية لامتصاص التصعيد وتحسين الأوضاع الإنسانية والمعيشية في القطاع.

وأضاف الأسطل في تصريح خاص لـ "بي دي ان"، من المتوقع أن يتوجه السفير القطري محمد العمادي إلى غزة خلال هذا الأسبوع، وبالتالي أعتقد أن درجة التوتر في طريقها إلى التهدئة نتيجة تدخل أطراف إقليمية ودولية لمنع أي تصعيد، حيث أن الأوضاع تتجه نحو التهدئة أكثر منها نحو التصعيد خاصة مع إدخال بعض التسهيلات وعودة إدخال الأموال القطرية لغزة بدءاً من شهر سبتمبر المقبل.

وتابع، هناك احتمالات بالانتظار لمدة أسبوع حتى يرى الجميع ما إن إذا كانت الوعود القطرية والإسرائيلية والمصرية لتحسين الأوضاع بغزة بما فيها إدخال الأموال القطرية ستكون مترجمة على أرض الواقع أم لا.

وأكد الأسطل، أنه حتى الآن التهديدات الإسرائيلية بالقيام بعملية عسكرية ضد غزة تعتبر جزء من الحرب النفسية التي قد تكون جزءاً من سيناريو عض الأصابع بين الطرفين وليس بالضرورة أن تؤدي لمواجهة عسكرية بينهما.

بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور تيسير عبد الله، على الأغلب سنكون أمام فصل جديد من التصعيد بعد أن تحرر رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت من ضغط زيارته للولايات المتحدة الأمريكية.

وأضاف عبد الله في تصريح خاص لـ "بي دي ان"، الحقيقة التي لا يمكن إخفاؤها، أن بينيت نجح في المماطلة بتأجيل إدخال المنحة القطرية إلى ما بعد زيارته لأميركا، فيما فشلت حماس في ابتزازه قبل الزيارة على الرغم من كل ما فعلته على الأسلاك الفاصلة والذي تسبب بارتقاء شهيدين، وعدد من الجرحى.

وأوضح، أننا أمام أسبوع جديد، وفصل جديد، ومعطيات جديدة، ستكون مختلفة عما كان عليه قبل زيارة بينت لواشنطن.

وأضاف، ستبقى العلاقة بين حماس وإسرائيل تدور في نفس الدائرة، حيث أن حماس تمارس الاحتجاج والتظاهر للمطالبة بالتسهيلات، وإسرائيل تقدم تسهيلات وتسحبها وفق درجة الاحتجاج بما في ذلك القصف المنضبط على إطلاق الصواريخ والبالونات الحارقة.

وتابع عبد الله، إضافة أيضاً إلى الاستعانة بالوسيطين المصري والقطري لتلطيف العلاقات والتفاهمات بين الجانبين.

ولفت إلى، أن مسألة حرب مايو الماضي لم تأت في عهد بينيت. ولكن كانت في عهد نتنياهو لظروف سياسية إسرائيلية داخلية، مشيراً إلى أن الظروف مختلفة في عهد بينيت.

وبيّن عبد الله، أن هناك ثلاثة أسباب ستمنع شن أي حرب كبيرة على غزة، وهي: حرص بينيت على الرضا الأمريكي الذي يعارض الحرب، وضعف الحكومة الإسرائيلية غير المتجانسة والمعرضة للتفكك في أي أزمة قوية، والسبب الثالث أنه لا يوجد حل عسكري سحري لمشكلة غزة.