التطبيع لن ينقذ نتنياهو وكيانه

بي دي ان |

22 أكتوبر 2020 الساعة 07:32م

يستغل نتنياهو وغانتس منصبيهما للبدء بدعاية مبكرة ومكاسب شخصية، غانتس يذهب لواشنطن ببخترة يتفاخر بعملية أمنية يديرها إعلاميا، وينسحب نتنياهو من اجتماعات الكبينت المهمة، بصورة مسرحية كدليل عمل وإنجازات تلفزيونية دعائية.

التصرف هذا من زعماء الاحتلال يكشف حجمهما الحقيقي، ويطمئن أن هؤلاء الصغار يحكمون الكيان، ولا شك يوجد اليوم فراغا قياديا في إسرائيل، وتنهار الدول برداءة قادتها، مما يوضح إمكانية سقوط إسرائيل من الداخل بهشاشتها المتفاقمة.

يأتي هذا التراجع أمام هرولة بعض الدول للتطبيع مع الاحتلال ونحن ندرك ان كل من يقترب من إسرائيل يخسر ويتبدد معها، فالمجتمع الصهيوني يتفكك داخليا، وينخر مفاصله أسقام وتشققات، يصل الضعف نخاع العظم.

ونحن واثقون بزوال الاحتلال حتى لو لم نهزمهم في معارك عسكرية قادمة، فالمجتمع الصهيوني يتآكل من الداخل، وباتت مؤسساتهم تفرز الأضعف، ومن يعمل لصالحه الشخصي، بعكس قادة إسرائيل الأوائل، الذين عملوا لمشروعهم واستطاعوا ترسيخه في المنطقة في غفلة من شعوبها، ولهذا لا نقلق من تطبيع زائل بزوال الاحتلال القريب.

حينما أسس الكيان الصهيوني حرص قادته على بنائه بجهود ذاتية تجمع شتات الصهاينة والمؤمنين بالفكرة، والاعتماد على الحلفاء وعلى رأسهم الامريكان والاوربيين، اليوم هناك تراجع في القبول الدولي للاحتلال، وضعف داخلي تتسع رقعته عام بعد عام ، لهذا يحاول قادة الاحتلال التمسك بخيوط الدول العربية وبعض المطبعين لإنقاذهم وإظهار كيانهم بصورة المتفوق المرغوب، كتعويض عن حالة التراجع والتآكل والرخاوة المتزايدة في المشروع الصهيونية.
تقوم معركتنا اليوم مع الاحتلال على الوعي والتفوق النوعي الشامل، وعلى تماسك المجتمع وقوته، وتعزيز الحضور الوطني، والتثبت بالهوية الفلسطينية والحقوق المصيرية وقدرتنا على التضحية والثبات، وتعزيز وحدة الموقف والمشروع السياسي، لهذا نحن اليوم مع مصالحة حقيقية تقوم على بناء مؤسساتنا القوية الشاملة.
تضج حماس اليوم بالقيادات الوازنة، وتمتلئ بكوادر فنية وميدانية قادرة على إصلاح وقيادة المشروع الوطني نحو التحرير. قادت فتح المشروع الوطني ردها من الزمن، بقيادات ديناميكية كابي إياد وابو جهاد وياسر عرفات وصايل وعدوان وغيرهم الكثير، اليوم حق لحماس المشاركة بفعالية في قيادة المنظمة عبر مصالحة تمنح الجميع تحمل تثقل المرحلة، ف الانتخابات بوابة لتجديد بناء المؤسسات وشرعيتها وضخ دماء جدية.

في المقابل لا غنى عن فتح كمكون فلسطيني مركزي ورئيسي، فإرثها كبير وعظيم، مؤسسات تاريخ كوادر رؤى مسارات علاقات، كما تتمتع فتح بشعبية واسعة وممتدة في الشارع الفلسطيني لا أقل عن حماس وحضورها، ولكن لا تستطيع وحدها إكمال الطريق ومواجهة التحديات الصعبة.
 ميزة حماس لم تتورط باتفاقيات، متمسكة بسلاحها، لديها قدرة وفاعلية على صناعة الحدث.