خاص- "بي دي ان": هل ستتجه الأوضاع بغزة نحو مواجهة عسكرية؟ القانوع ومحللون يجيبون ونشطاء يعلقون!

بي دي ان |

15 أغسطس 2021 الساعة 03:25ص

منذ انتهاء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة في شهر مايو الماضي، لا زال الاحتلال يتلكأ في تنفيذ الشروط التي تم الاتفاق عليها عبر الوسطاء، إضافة لاستمرار فرض حصاره على القطاع.

الأوضاع الإنسانية والمعيشية بغزة تزداد تدهوراً يوماً بعد يوم، خاصة مع استمرار إسرائيل بفتح معبر كرم أبو سالم التجاري بشكل جزئي، وفتح البحر أمام الصيادين لمسافة 12 ميلاً بحرياً فقط، إضافة لمنع إدخال أموال المنحة القطرية حتى اللحظة.

بعثت فصائل المقاومة الفلسطينية بغزة قبل يومين رسالة إلى الاحتلال عبر الوسطاء، أكدت فيها أنها ستلجأ لتفعيل الأدوات الخشنة حال استمرار الاحتلال بتشديد حصاره ضد القطاع ومنع إدخال أموال المنحة القطرية.

السؤال الذي يطرح نفسه في الوقت الراهن، هل ستتجه الأوضاع الأمنية بغزة إلى مواجهة عسكرية مع الاحتلال؟ وحال الدخول بمواجهة كيف ستكون طبيعتها؟.

المتحدث باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع أكد في تصريح خاص لـ بي دي ان" اليوم السبت، أن سياسة التضييق وتشديد الحصار على قطاع غزة سياسة مرفوضة، و لم يعد شعبنا الفلسطيني في القطاع يحتمل مزيداً من التضييق، وبالتالي الاحتلال الإسرائيلي يتحمل المسؤولية تجاه الواقع المأساوي الذي يعيشه القطاع.

وأضاف، محاولات الاحتلال في التلكؤ والمماطلة والهروب من الاستحقاقات لن يقبل بها شعبنا، وسيواصل نضاله، والعمل بكل الخيارات المتاحة للضغط عليه من أجل الحصول على حقوقه المشروعة والعيش بحياة كريمة على أرضه.

وشدد القانوع، على أن الأوضاع التي يعيشها قطاع غزة أوضاع صعبة ولا يمكن الصمت والبقاء عليها، وبالتالي لا يمكن القبول بهذه المعادلة الموجودة في مماطلة وتلكؤ الاحتلال في تضييق حركة المعابر وحركة البضائع وحركة الأفراد والمساعدات، لذلك ليس أمام الاحتلال سوى كسر الحصار عن شعبنا.

وأردف، اتصالاتنا مع الوسطاء مستمرة ولم تتوقف، ولا زالوا يبذلون مزيداً من الضغط على الاحتلال، ولكنه بطبيعته يتهرب من مسؤولياته، لذلك الوسطاء وشعبنا سيضغطون على الاحتلال بشكل أكبر في الأيام القادمة.

من جهته، أكد الكاتب والمحلل السياسي الدكتور حسام الدجني، أن الأوضاع الأمنية بغزة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالواقع الإنساني والسياسي والاجتماعي والاقتصادي.

وأضاف، استمرار الحصار، وازدياد نسبة الفقر، وتدهور الأوضاع الإنسانية والمعيشية، دعت الفصائل الفلسطينية لممارسة ضغوطات لإيجاد حل في ظل تعنت الحكومة الإسرائيلية الجديدة بينت- لبيد في إجراءاتها تجاه شعبنا.

وقال الدجني في تصريح خاص لـ "بي دي ان": في تقديري الأمور قد تكون في اتجاه الانفجار، حتى وإن كان هذا الانفجار يأخذ الطابع التدريجي من خلال مسيرات العودة أو البالونات الحارقة والأدوات الخشنة، ولكن ربما أن تتدحرج الأمور نحو المواجهة المسلحة.

وأكد، أن هناك فرص لانفجار الأوضاع، مضيفاً: بغض النظر حول شكل هذا الانفجار سواء كان سلمياً أو أدوات خشنة، أو حتى عسكرياً من خلال إطلاق صواريخ.

وتابع، لا أظن أن تبقى الفصائل صامتة تجاه الأوضاع التي تزداد سوءاً في قطاع غزة في ظل استمرار الفقر وارتفاع معدل البطالة، وأزمات الكهرباء والرواتب ومنع إدخال أموال المنحة القطرية.

وشدد الدجني، على أن دور الوسطاء يكمن في المحافظة على الهدوء بعد التفاهمات التي تمت لوقف إطلاق النار بعد معركة سيف القدس، وذلك من خلال الضغط على الإسرائيليين وجميع الأطراف بهدف الحصول على هدنة طويلة يعيشها شعبنا في قطاع غزة بعد سنوات طويلة من الحصار.

ولفت إلى أن التحدي الآن أمام الوسطاء سواء المصري أو الأممي أو الأمريكي، للتحرك لمنع اندلاع مواجهة في ظل حالة الغليان التي يعيشها شعبنا، لأن المواجهات العسكرية بالتأكيد ستفاقم الوضع الإنساني وبذلك ربما تأخذ الأمور باتجاه منحنيات لا تقبلها جميع الأطراف.

وأشار، إلى أن الواقع السياسي سواء الإسرائيلي أو حتى حركة حماس والمقاومة بغزة أو الأطراف الدولية والإقليمية، جميعها غير معنية بالتصعيد، لذلك نرى أن نفتالي بينت يحاول أن يلعب دوراً في تجنب المواجهة من خلال الحد الأدنى والذي يتمثل بتقديم بعض التسهيلات، لكن بشكل تدريجي حتى لا يُقال أنه انصاع لمطالب المقاومة.

بدورها، قالت الكاتبة والمحللة السياسية الأستاذة ريهام عودة، إن هناك عاملين رئيسيين لعودة التصعيد مرة أخرى بين المقاومة بغزة وإسرائيل وهما: أولاً: عرقلة دخول أموال المناحة القطرية وعدم التوصل لآلية حول إدخالها بأسرع وقت ممكن، ثانياً: وجود عقبات كبيرة تقف أمام إنجاز صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.

وأوضحت عودة في تصريح خاص لـ "بي دي ان"، أنه حتى اللحظة لا يوجد أمل كبير حول دخول أموال المنحة القطرية كما كانت عليه في السابق، ورفض السلطة والبنوك لإدخالها من خلالهم، إضافة لمزاعم إسرائيل حول عدم إيجاد آلية مناسبة لإدخالها، بالتالي هذا مؤشر كبير لعودة التصعيد.

وأضافت، أيضاً فشل المفاوضات الغير مباشرة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في القاهرة بشأن إنجاز صفقة تبادل أسرى مؤشر آخر لعودة التصعيد.

ونوهًت عودة، إلى أن الفصائل الفلسطينية تعبر عن غضبها بالتدريج، حيث تستخدم الآن سياسة البالونات الحارقة، ولكن المرحلة المقبلة ربما تكون البدء برشقة بسيطة من الصواريخ يتم إطلاقها من قطاع غزة وبالتالي سيقابلها استهداف إسرائيلي لمواقع المقاومة بغزة.

وتابعت، ما أتوقعه في الوقت الحالي هو تصعيد محدود، دون أن تتطور الأوضاع لمواجهة عسكرية كبيرة كما حدث في شهر مايو الماضي.

وحول الموقف الأمريكي من خشية تدهور الأوضاع الأمنية بين غزة وإسرائيل، أوضحت عودة، أن الولايات المتحدة لا تتدخل بشكل مباشر فيما يتعلق بطبيعة الأوضاع بين الفصائل بغزة وإسرائيل، لافتة إلى أن موقفها يترتب فقط على تقديم مساعدات إنسانية لسكان القطاع بطريقة غير مباشرة لتهدئة الأوضاع وتهدئة غضب الفصائل.

وأشارت إلى أنه من الممكن أن تتدخل أميركا في حالة واحدة، وهي حال إقدام إسرائيل على الدخول بمواجهة عسكرية كبيرة في قطاع غزة، بالتالي ستتدخل هنا لوقفها.

وأكدت، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت معني بتحسين علاقاته مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، لذلك لن يتصرف بطريقة تؤدي لوقوع ضحايا في صفوف المدنيين بغزة، خاصة أن أميركا تروّج لإدارة بايدن والتي تتصف بأنها إدارة ديمقراطية تؤمن بمبدأ حقوق الإنسان، لذلك لا يريد بينت أن يظهر أمام بايدن بأنه يستهدف المدنيين في القطاع.

وشددت عودة، على أن الأولوية الآن لدى الإدارة الأمريكية بالتنسيق مع إسرائيل هي الملف الإيراني وملف حزب الله اللبناني، وكيفية الرد عليهم، أما غزة أصبحت بالنسبة لهم قضية اعتيادية ومجرد وضع إنساني وتقديم مساعدات وتسهيلات.

في ذات السياق، حالة من الياس والإحباط والغضب تسود اوساط الشعب بغزة جراء استمرار تدهور الاوضاع الإنسانية والمعيشية، والخشية من التوجه نحو مواجهة عسكرية مجدداً؛ حيث رصدت بي دي ان آراء بعض المواطنين فيما يتعلق بذلك:

الصحفي عبد الحميد عبد العاطي كتب عبر صفحته على فيس بوك: "ما تسأل حدا بغزة كيفك، حط بايده 100 دولار بصير منيح".
لا يتوفر وصف.
فيما قال الناشط سائد العقاد:
لا يتوفر وصف.
الصحفي آدم المدهون كتب ساخراً من عدم إدخال الأموال القطرية:
لا يتوفر وصف.
فيما كتب الناشط محمود الشافعي حول عودة التصعيد:
لا يتوفر وصف.
الناشط مهند محرز كتب معبراً عن وضعه من سوء الأوضاع الاقتصادية:
لا يتوفر وصف.
فيما كتب الناشط ديب عويضة معبراً عن حالة اليأس التي يعيشها المواطنين بغزة:
لا يتوفر وصف.

الناشط محمد البورنو كتب باستياء من أوضاع غزة:
لا يتوفر وصف.