خاص- "بي دي ان": هل تتجه الأوضاع الأمنية لحـــرب بين إسرائيل وإيــــران أو حــــــزب الله؟ وهل ستكون غزة طرفاً فيها؟

بي دي ان |

10 أغسطس 2021 الساعة 02:27ص

شهدت الأيام الأخيرة توتراً في الأوضاع الأمنية بين إيران وإسرائيل من جهة، وبين حزب الله وإسرائيل من جهة أخرى.

وكانت إسرائيل قد وجهت أصابع الاتهام لإيران بعد تفجير استهدف ناقلة نفط قبالة سواحل سلطنة عمان، أدى لمقتل اثنين من طاقمها، فيما نفت الأخرى وقوفها وراء الاستهداف.

أما على صعيد الجبهة الشمالية لإسرائيل مع لبنان، فقد أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة الماضي، قصف مواقع في جنوب لبنان، رداً على صواريخ أطلقتها عناصر حزب الله من تلك المنطقة.

ويبقى السؤال المتداول لدى العديد في الوقت الحالي، هل ستتجه الأوضاع الأمنية نحو حرب شاملة بين إسرائيل وإيران، أو إسرائيل وحزب الله اللبناني؟ ، وحال اندلاع مواجهة شاملة هل سيكون قطاع غزة جزء منها؟

المحلل السياسي والعضو في الحزب الديمقراطي الأمريكي الدكتور مهدي عفيفي، قال في تصريح خاص لـ "بي دي ان": "لا أعتقد أن تتجه الأوضاع الأمنية بين إسرائيل وإيران إلى حرب شاملة لأسباب كثيرة، أبرزها بأن هذه الحرب تعد بمثابة حرب كلامية، إضافة لحرب من نوع آخر تتمثل بقيام إسرائيل بتوجيه عدة ضربات بشكل مستمر منذ أوقات طويلة، أو التخلص من شخصيات معينة بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية.

وأضاف، الرد المتوقع من إسرائيل هو توجيه ضربات استباقية كما حدث عبر طائراتها، إضافة لأنه من الممكن أيضاً أن تكون هناك ضربات سيبرانية، كما توعدت بها أميركا وإسرائيل والدول الأوروبية ضد إيران وضد مواقع إيرانية معينة، بالإضافة لأنه قد يتم فرض عقوبات على شخصيات معينة، كما حدث في السابق.

وتابع، لن تتجه الأوضاع نحو حرب الا في حال لو تهورت إيران وقامت بتوجيهات ضربات مباشرة وبشكل كبير على إسرائيل، في هذه الحالة سيكون الرد الإسرائيلي قاسي.

وأكد عفيفي، أن إسرائيل وإيران والمجتمع الدولي غير معنيين بالتوجه نحو حرب شاملة لأنها ستؤثر على الاقتصاد العالمي والأمن والسلم بمنطقة الشرق الأوسط ، لذلك الردود ستكون مباشرة وغير مرئية أكثر منها كضربات حرب معلنة.

وأضاف، حال اندلاع حرب بين إسرائيل وإيران، من الممكن أن تشارك الجبهة الشمالية التابعة لحزب الله الجهات الموالية لإيران بضرب صواريخ، ولكن هذه الضربات ستكون غير مؤثرة على الإطلاق والقبة الحديدة التي تستخدمها إسرائيل تصد الغالبية العظمى من هذه الصواريخ.

وقال عفيفي: إمداد غزة ببعض التسهيلات في الوقت الحالي هو محاولة لتهدئة الأوضاع من الداخل الفلسطيني حتى لا تكون هناك جبهات من داخل المواقع الفلسطينية، تشتت إسرائيل في ردها على إيران.

وأضاف، العقلاء في غزة لن يقوموا بالتهور حال قيام إسرائيل بضرب إيران، لأننا كما رأينا في السابق، ردود الفعل الإسرائيلية كانت قاسية تجاه غزة، لذلك إذا غامر أنصار إيران أو حزب الله على غزة ستكون العواقب وخيمة على القطاع، وأعتقد المجتمع الدولي لن يناصر غزة في هذه الأحوال لأن إيران تعتبر هي الدولة التي تعدت على إسرائيل وعلى المصالح والمياه الدولية في الخليج العربي.

وأردف، حال دخول إسرائيل في حرب مع إيران أميركا لن تدخر جهداً في مساعدة إسرائيل سواء بالتكنولوجيا الاستخباراتية أو الأقمار الصناعية أو حتى بالضربات الاستباقية التي يتم استخدام الطائرات الحديثة والغير مرئية للرادارات الإيرانية فيها.

وأشار عفيفي، إلى أن الأطراف العربية تريد بشكل عام توجيه ضربات لإيران، لأننا كما نعلم إيران على مدار عقود تضرب المصالح السعودية والمصالح العربية بمنطقة الخليج العربي، لذلك الدول العربية تريد أن يكون هناك عقاب لإيران لعدم قيامها بعملياتها سواء عن طريق اليمن أو العراق أو مناطق أخرى.

وتابع، تعرض الموانئ الخليجية لضربات إيرانية ليس بالجديد، ووجود الإسرائيليين سيزيد من تعقيد الأمور، لأن الإسرائيليين والأمريكيين يقومون بحماية مواطنيهم بشكل كبير، لذلك أي تعدي على المواطنين الإسرائيليين أو الأمريكيين أو الأوروبيين سيكون الرد قاسي.

بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور شرحبيل الغريب، في البداية يجب أن نوحد اللغة الخطابية في إطار أنه سواء على صعيد جبهة قطاع غزة أو حتى الجبهة اللبنانية العدو الإسرائيلي هو عدو واحد سواء كان للشعب الفلسطيني أو للشعب اللبناني.

وأضاف الغريب في تصريح خاص لـ "بي دي ان"، حالياً لكل جبهة ظروفها وتداعيات الميدان تختلف سواء في لبنان أو غزة، لذلك من الواضح عدم الربط بين ما يجري في لبنان وما يجري بغزة، لأنه بالنسبة للبنان هناك أيادي خارجية، "إسرائيلية وفرنسية" تعمل من أجل فرض الحصار وفرض أجندة معينة على الشعب اللبناني.

وتابع، نحن نعلم بأن هناك تعثر بمفاوضات القاهرة، وهناك عرقلة إسرائيلية لإعمار غزة، من خلال رفض الاحتلال لإدخال مواد الإعمار وربطه بملف الجنود الإسرائيليين المحتجزين بغزة، بالتالي كل هذه الحيثيات تجعلنا نقول إن حالة الصبر لن تصمد طويلة، والاحتلال الإسرائيلي بقصفه لعدة مواقع في القطاع قد يعيد الأوضاع للمواجهة مجدداً في ظل اشتداد الأزمات الانسانية، وتعطل الحياة، وارتفاع نسبة البطالة بسبب توقف عشرات المشاريع بغزة من قبل الاحتلال.

وأكد الغريب، أن إسرائيل تحاول ربط معادلة جديدة بغزة عنوانها الهدوء مقابل الهدوء، بعيداً عن الأوضاع الإنسانية والاقتصادية المتردية التي تعيشها غزة.

وشدد الغريب، على ضرورة التمييز بأن المقاومة الفلسطينية لا تعمل لصالح أحد، مشيراً إلى أن المقاومة الفلسطينية بوصلتها نحو القدس والقضية الفلسطينية، ولم يسجل في تاريخها أنها كانت أجيرة أو تعمل لصالح أي أجندات خارجية.

ولفت، إلى أنه من الممكن أن يكون هناك تنسيق استخباراتي وتناغم في المواقف بين المقاومة بغزة والمقاومة بلبنان، ولكن هذا يعود لكل بيئة وكل ميدان، وهو الذي يحكم ويقرر كيف تسير الأوضاع والتطورات، مضيفاً: القائم بين المقاومة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية هو عامل التنسيق المشترك في المواقف والمعلومات بعيداً عن العمل لصالح أي أجندات أخرى غير فلسطينية.

من جهته، قال المحلل السياسي والمختص في الشأن الإسرائيلي الدكتور طلال عوكل، إن ما نراه خلال الجولة الأخيرة، هو أن الأطراف سواء حزب الله وإسرائيل، أو إيران وإسرائيل لا يرغبون بانفجار الأوضاع الأمنية.

وأكد عوكل في تصريح لـ "بي دي ان"، أن الولايات المتحدة بالرغم من تهديداتها القوية هي وبريطانيا بعد تفجير الناقلة الإسرائيلية قبالة سواحل عمان، إلا أن الأوضاع بدأت تهدأ، لأنهم لا يريدون وقوع انفجار واسع بالمنطقة، خاصة أن أميركا تعطي اشارات للانسحاب كما فعلت في انسحابها من أفغانستان والعراق، لذلك تريد تهدئة الأوضاع لأن لديها أولويات دولية أكثر أهمية من قضية الشرق الأوسط، تتمثل بروسيا والصين.

وأضاف، إسرائيل أخطأت استخباراتياً في اعتقادها بعدم رد حزب الله مثل كل مرة، لكنها فوجئت برده هذه المرة، ولكن الرد كان في مناطق مفتوحة، كأنه يريد إرسال رسالة لإسرائيل مفادها بأننا لا نرغب في التصعيد ولكننا جاهزون للتعامل مع أي عدوان إسرائيلي، لذلك توقف القتال بدون وساطات أو حوارات.

وتابع، لا أتوقع أن تنفجر الأوضاع سواء مع إيران أو حزب الله في هذه الفترة، خاصة أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي نفتالي بينت حكومة ضعيفة ولا تستطيع أن تتحدى السياسة الأمريكية التي لا ترغب في تصعيد الأوضاع.

أما بالنسبة لقطاع غزة، أشار عوكل، إلى أنه من خلال مسيرة طويلة وخلال عدوان 2006 على لبنان، المقاومة بغزة لم تتدخل، وخلال الحروب على غزة المقاومة في لينان أيضاً لم تتدخل، لذلك لن ينجر القطاع لحرب حال اندلاع مواجهة بين إسرائيل وإيران أو حزب الله.