المتربصون والحاقدون بره

بي دي ان |

27 يونيو 2021 الساعة 06:57ص

كتبت هنا امس واول امس عن ادانة صريحة وواضحة لجريمة قتل المغدور نزار بنات، كما اكدت على حق المعارضة من مختلف الوان الطيف السياسي التعبير عن رأيها، والدفاع عن قناعاتها، وممارسة حريتها دون قيود، او ضغوط، او ابتزاز من قبل اي كان، وطرح مواقفها السياسية ووجهات نظرها بشكل موضوعي دون قدح او ذم أو إساءة للخصم اي كان في الموالاة او في اطراف المعارضة ذاتها
واشرت فيما كتبت ان النظام الاساسي كفل هذا الحق للجميع، باستثناء الجواسيس والتكفيريين والتخوينين، لإنهم أداة تخريب وتفتيت للمجتمع، ويستغلوا حدوث خلل هنا او هناك ليدسوا السم في العسل، ويقوموا عن سابق تصميم وإصرار بصب الزيت على النار المتقدة لتأجيج الشارع. فضلا عن وجود عناصر مشوشة، او تسقط تحت ضغط الإنفعال تمارس نفس الدور، وتقع في المحذور من حيث لا تدري وتساهم في تبديد المشروع الوطني، وضرب وحدة النسيج الإجتماعي، وتقديم خدمة مجانية للعدو الصهيوني واذنابه.
نعم ما حصل ضد الفقيد نزار بنات غير مبرر، وغير مقبول، لا بل مرفوض جملة وتفصيلا. ولكن ايضا عملية التجييش ضد النظام السياسي الفلسطيني، وضد شخص الرئيس محمود عباس غير مقبول، ومدان. كما ان حملات التحريض التي تقودها اسرائيل وحركة حماس ومن لف لفها من اتباع الإخوان المسلمين وحزب التحرير وغيرهم من الموتورين والحاقدين والمتربصين بالسلطة آن الآوان ان تتم فضحهم وتعريتهم وكشف خلفياتهم، ولا يجوز تشريع الأبواب لها تحت يافطة الديمقراطية، لإنهم ادوات فتنة وتخريب. ومن يريد الالتزام بالديمقراطية عليه ان يكون قادرا على استيعاب وتحمل اعباء الديمقراطية. لإن الديمقراطية ليست ذات بعد احادي، انما هي ذات بعدين الأخذ والعطاء، ومن يتبناها ويطبل لها ويتغنى بها، عليه ان يكون مستعدا لدفع استحقاقاتها. وبالتالي من قام بالإنقلاب الاسود، ومارس عمليات القتل ضد المئات من ابناء الشعب، ويرفض المصالحة حتى الان، لا يجوز له التغطي بثوب الديمقراطية لحسابات واجندات خاصة وفئوية واقليمية.
مؤكد حرية الرأي والتعبير مكفولة للوطنيين، ولكل صاحب رأي موضوعي بغض النظر عن خلفيته الفكرية والسياسية والفصائلية دون قدح او إساءة، ولكل من يلتزم بالنظام الأساسي، ويقبل القوانين الفلسطينية. لكن من ضرب القوانين، ومزق وحدة ونسيج الشعب على مدار الخمسة عشر عاما لا يحق له ركوب موجة الديمقراطية، والإدعاء بانه حريص عليها، ومدافع عن حرية الرأي والتعبير، في حين رفض على مدار العقد ونصف الماضية من اجراء اية انتخابات نقابية او جامعية، ويقوم على مدار الساعة باختطاف الشعب، وقتل الأبرياء دون وجه حق كما الشهيد المعاق بلال البيطار، وقبله الشهيد السعافين .
وهنا لنميز بين الغث والسمين، بين المعني بتصويب المسار الديمقراطي، وحماية حقوق الإنسان، ورفض الممارسات والسلوكيات الخاطئة والمسيئة لسلامة ومكانة ودور الإنسان الفلسطيني، وحريته، وبين من يتطاول على القانون، ويتاجر بدم الشعب، ويسعي لتمرير سياسات تخريبية مدمرة للمجتمع لتصفية حسابات صغيرة.
وللاسف بعض القوى الوطنية تنساق وراء حملات التحريض، وتقع في المحذور تحت ضغط انفعال اللحظة والحدث. الحق في التظاهر والإحتجاج ورفع الشعارات، التي تعبر عن مواقف القوى مشروع جدا، وهو طبيعي حتى لو كان قاسيا احيانا، ولكن وفق معايير الديمقراطية ذاتها، ودون السقوط في دائرة الغوغاء، والديماغوجين، والمتربصين بهم وبالمشروع الوطني على حد سواء. هناك فرق شاسع بين قول كلمة الحق المشروعة والعالية، وبين الردح والشتم والتخوين والتكفير. ولا يجوز ان يقبل اي انسان ديمقراطي يحترم وطنيته الإساءة لابناء الاجهزة الأمنية الوطنيين، والقاء التهم جزافا. هؤلاء ابناءكم، واخوانكم، واخواتكم، ويسهرون الليل مع النهار من اجلكم. رحمة الله على شهيد جنين ادهم، الذي كتب على موقعه في الفيسبوك، انا حزين، عندما اسهر الليل من اجل حماية ابناء شعبي، ولا اشارك عائلتي العيد، ولا اتمكن من زيارة والدتي المريضة ... إلخ وبالنتيجة يتهمني ابناء جلدتي ب"الخيانة" ؟ّ! هذا العتب من شهيد الإستخبارات، الذي دافع عن رفيقه في الكفاح ابن حركة الجهاد الإسلامي، وقدم دمه قربانا لحريته وحرية شعبه. فهل يستقيم الغث مع السمين. بالتأكيد هناك من يخطىء من منتسبي الاجهزة الأمنية، كما حصل مع نزار بنات، ولكن هؤلاء يخضوا للمحاسبة والمساءلة، ولا يمكن التغطية على ما ارتكبوه من خطأ وخطيئة بحق انسان فلسطيني، بغض النظر عن ما تفوه به من عبارات القدح والذم والشتم والإساءة، فمكان اية اخطاء المحكمة والقضاء، وليس القتل.
اذا ليرتقي الجميع إلى مستوى المسؤولية دفاعا عن وحدة البيت الفلسطيني، ووحدة ادوات الكفاح، وتصعيد النضال الشعبي، وملاحقة كل المجرمين والفاسدين والمخربين واللصوص، والمطالبة بالقصاص العادل من قتلة الفقيد نزار بنات وفقا للقانون وبناءا على نتائج وتوصيات لجنة التحقيق التي بدأت عملها. لنحمي مجتمعنا ووحدة شعبنا، ونعزز اواصر الصمود والكفاح الشعبي، حتى لا نؤكل يوم أكل الثور الأبيض.
[email protected]
[email protected]