عودة للبدايات لتأهيل الكادر والحد من قيادات الصدفة

بي دي ان |

21 يونيو 2021 الساعة 11:28م

                    Dr. Montgomery Howwar 
دأبت حركة فتح منذ نشأتها على إعداد كادر متقدم كأساس للاستثمار في العنصر البشري لايمانها برفع مستوى الوعي لدى قطاعات واسعة من أبناء شعبنا لأن صراعنا مع المحتل هو صراع حضاري شامل، ولا يمكن لهذا الهدف أن يتحقق في بيئة السذاجة والسطحية التي تعتبر الأرض الخصبة لنمو قيادات الصدفة.

تعمل المدرسة الفكرية لحركة فتح على حماية الفكرة المتمحورة حول النظرية الثورية من ناحية، والمكونات الحركية الأخرى للحركة كالأهداف والشعارات والمنطلقات الفكرية من ناحية أخرى.

فتح ببساطة شديدة هي تكتل شبابي يجمع كافة الأطياف والتيارات السياسية ففيها المتدين (المسلم والمسيحي) والعلماني والماركسي والقومي، وهذا يدل على ايمان حركة فتح وتقبلها للتعددية السياسية القائمة على ثقافة الاختلاف وحمايته، مع الاجماع على الأيدولوجية الفكرية للحركة المتمثل في النظرية الفكرية.

أدرك تماما أن بعض بواطن الخلل مرده البعد عن الجذور والنشأة المرتبطة ارتباطا وثيقا بإعداد الكادر الفتحاوي الذي أصبح من القضايا الهامشية في الحركة نتيجة حالة الفرز غير الطبيعية للمستوى الميداني.

ان تأهيل الكوادر التنظيمية في المجالات الثورية هي عملية تراكمية ومعقدة تستمر لسنوات وهي في ذات الوقت استثمار في العنصر البشري على المستويين المتوسط والبعيد. كيف لنا أن نطالب الجماهير أن تميز بين الغث والسمين دون إعداد كادر مدرك لطبيعة التحديات التي تعصف بالشأن الفلسطيني والاقليمي والدولي؟! 

إن عملية البناء التي قام بها الاباء الأوائل والتي عمدت بتضحيات جسام تتطلب منا جميعا كأبناء مخلصين لحركة فتح طرق خزان الصمت قبل النزول الى الهاوية والمستوى القيادي في حركة فتح مطالب اليوم قبل أي وقت مضى بالعمل على إعادة إحياء المدرسة الفكرية وإعطائها كامل الأهمية وتخصيص الموارد الكافية التي تضمن بقاءها واستمراريتها. صدقوني وبكل أمانة ومسئولية إن المدرسة الفكرية هي العمل الضابط والناظم لأي عمل تعبوي حقيقي مقاوم وبهذا سنتمكن بعد فترة وجيزة من الزمن اللحاق والتغلب على تحديات العصر. 

صحيح أن حركة فتح للكل الفلسطيني وعضويتها متاحة للكل الفلسطيني مع عدم وجود قيود في مسألة العضوية تحول دون انضمام عناصر جديدة، إلا انه يجب المرور بمرحلة التعبئة الفكرية وصقل الشخصية المقاومة وجوهر عمل مفوضية التعبئة والتنظيم قائم بالأساس على جذب ودمج العناصر الجديدة والسؤال الذي أطرحه في المقابل: هل هناك تقارير شهرية او دورية للأقاليم عن مدى استيعابهم لعناصر جديدة أو إعادة تأهيل من هم في الهيكل التنظيمي؟!

إن عدم الفهم والإدراك لمخاطر إعداد الكادر فكريا سيوقعنا في قضايا الشللية والفئوية والعائلية التي من المفترض أن تذوب وتنصهر بعد الالتحاق والتأهيل في حركة فتح مع علمي وادراكي للعضوية الكاملة في حركة فتح ومناصريها الذين يتأهبون للعمل في الحركة.
بكل صراحة وموضوعية، هل هناك جلسات تنظيمية لحركة فتح تعتني بالشأن الفتحاوي والفلسطيني والعربي وحركات التحرر العالمية ودراسة تجاربها النضالية؟!

أنا على يقين أن المدرسة الفكرية ستعمل على الحد من كل التجاوزات التي نشهدها وسوف ترد المظالم الى اهلها وستحد من قيادات الصدفة والواسطة والمحسوبية وستعطي الفرص للجميع ليتقدم ويخدم، كل في موقعه. ان هدر الطاقات الحركية يصب في خدمة المتربصين بالحركة.
باختصار شديد، الاستثمار في المدرسة الفكرية لحركة فتح هو القادر على تجديد الثقة بحركة فتح بين الكل الفلسطيني.