إلى متى ستبقى أوروبا حاضنة للمبدعين ونحن طاردون

بي دي ان |

21 يونيو 2021 الساعة 07:31ص

لفت انتباهي تبني أوروبا للمبدعين وتلقّفهم، في حين إهمالهم، وعدم الالتفات إلى مواهبهم في بلداننا، فعلى سبيل المثال، هناك شخصية تبوأت أعلى المناصب، وعوملت بكل احترام، واهتمام في أوروبا. هي شخصية الفنان الفلسطيني د. جمال بدوان من قرية عزون في مدينة قلقيلية. هاجر بدوان من فلسطين عام 1977 إلى اوروبا وأمريكا لتكميل التعليم، عندما افتقد الأيدي التي ترعى المواهب الشابة، فكان على يقين بأن بقاءه هنا، لن يحقق له المال ولا الشهرة كما غيره، ممن واجهوا مصيرا بائسا رغم إمكاناتهم الكبيرة،  والآن هو يحمل دكتوراه في الفنون الجميلة ودكتوراه  بالاقتصاد، ومع ذلك هو فنان ملتزم في قضية وطنه و يتجسد هذا في كل أعماله، حيث أقام 56 معرضا منفردا في 33 دولة،  وكل معارضه حملت اسما واحدا (نافذة على فلسطين ) ويعتبر بدوان صاحب أكبر لوحة زيتية داخل إطار في العالم حسب كتاب الأرقام القياسية، وله لوحات معروضة في متاحف عالمية وأشهرها لوحة بيت لحم قلب العالم، ولوحة القيامة، وله مشاركات في لوحات ضخمة مع أشهر فناني أوروبا مثل لوحة صدى الكون .

كرس بدوان أعماله  للقضية الفلسطينية وركز على الهوية الفلسطينية وتراثها وتاريخها. مُنح  من الرئاسة الفلسطينية عدة أوسمة، و لقب بسفير الفن الفلسطيني في أنحاء العالم بمرسوم صادر رسمي وكما أن الفنان جمال بدوان الفنان العربي الوحيد  الذي حصل على لقب فنان عالمي من أكاديمية الفنون العالمية الروسية( international artist).

إضافة إلى أن بدوان مسؤول في المنظمة الدولية التابعة إلى اليونيسكو عن منطقة الشرق الأوسط للفنون وهو أحد المحكمين السبعه المختارين في تحكيم مسابقة أفضل رسام بالعالم كل عام.

نال بدوان عدة جوائز وأوسمة من دول أوروبية وعربية وهو فنان متنقل بين دول أوروبا وأمريكا، ويقيم في أوكرانيا عرض اللوحة الأكبر في العالم في فلسطين ودول عربية وأوروبية، وشارك مع فنانين مشهورين من اوروبا  في رسم لوحات ضخمه على ارض فلسطين، دعما وتأييدا للشعب الفلسطيني وخاصه في بيت لحم في ساحة المهد، بالإضافة إلى أن الفنان بدوان أول من قام بالرد على الفنانين الهولنديين والدنماريكيين في عقر بيتهم عند الإساءة إلى رسولنا الكريم، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. السؤال الذي يطرح نفسه، لو بقي بدوان على أرض الوطن، لحقق هذه المعجزات؟

يجب إعادة النظر في نهج التعامل مع المواهب واحتوائها، حتى  لا نخسرها، ويسجل التقدم لصالح دول أوروبية.