هل باتت قوة الوطن في زيادة عدد الصواريخ ؟

بي دي ان |

21 يونيو 2021 الساعة 05:04ص

بلال البيطار لن يكن الضحية الأخيرة في مرحلة هي الأسوأ والاخطر على حياة مجتمعنا الفلسطيني، في ظل فوضى الأحداث وغياب القانون والديمقراطية وفساد الحكم وفوقية التعامل. ظواهر مجتمعية فاسدة مصابة بالعطب تتوغل وتتغول في ثقافة مجتمع ليس وليد  القيم ولا مجرد منها، لكنها السلوكيات والمفاهيم الغريبة التي ضربت عنق المجتمع وأصابته بالمقتل في ظل غياب مرجعية وطنية تحمي المجتمع من كل مظاهر الفلتان والتسيب، وتقضي على كل هذه الظواهر المجتمعية التي استنزفت المواطن أولا وقضت على مفهوم المواطن الصالح والمواطنة لدى شريحة كبيرة من المجتمع.

سيف الانقسام الذي سلط على رقبة شعبنا ما زال يدق الاعناق في ظل غياب المسؤولية الوطنية والأخلاقية لدى المستفيدين من هذا السرطان الذي انتشر في جسد شعب ما زال يعاني الصدمة من واقع مزري مخيب للامال والطموح.

المستفيدين من الانقسام وبدعم قوى إقليمية ودولية بالطبع لا يعنيهم حالة المواطن ولا إلى المستوى المريب الذي وصل إليه بحكم مفاعيل الانقسام، قطاع غزة تحديدا يعيش حالة من الانهيار المعنوي والقيمي، وتفتيت واضح بالنسيج المجتمعي. فهل باتت قوة الوطن في زيادة عدد الصواريخ ؟ 

العمق المجتمعي هو أساس قيام الدولة ومؤسساتها وانهيار المجتمع هو انهيار حتمي لكل أركان الدولة أيا كانت، والاستمرار في تجاهل الوضع الاجتماعي والاقتصادي للمواطنين هو من سيشعل فتيل هذه القنبلة الموقوتة وتعجل في اشتعال شرارة الثورة في كل أنحاء المجتمع، وستصيب الشظايا كل من يظن نفسه بعيد عن اللهب. 

هذا الاستهتار وهذا الانهيار أن لم يتم معالجته فورا من كل الأطراف الفلسطينية في كل مكان، فلن يبقى شيئا على حاله، ويحدث مالم يكن بالحسبان، فهذا النوم لولاة الأمر والطمأنينة الزائدة اظنها في غير مكانها ولا توقيتها، والجريمة غير المنظمة والتي قريبا قد تصبح منظمة هي بداية الشرارة التي بدأت تنتشر بالمكان وتفتح أبوابا لجرائم قد لا نستطيع السيطرة عليها.

مطلوب من الكل الفلسطيني حكم وحكومة، فصائل ومؤسسات لجم أنياب الجريمة والفوضى التي ستطيح بالجميع، هكذا يتحدث الواقع والتاريخ وإن تأخر في الترجمة قليلا.