الحلم الفلسطيني ما بين تحقيقه وتدميره بواسطة الاحتلال

بي دي ان |

15 يونيو 2021 الساعة 02:20ص

معاناة أهالي غزة بعد الحرب الإسرائيلية لا تقتصر فقط على نزف دماء الشهداء أو آلام الجرحى، فحتى الأحلام التي أعدوها املاً في غدٍ أفضل لم تسلم، ومع كل غارة إسرائيلية يُغتال حلماً، ويدفن مشروعاّ في مقابرٍ من ركام مبانٍ مدمرة.

ماريا محمد الاشقر  شابةٌ فلسطينية تبلغ من" ١٩ عام " طالبة جامعية في كلية الصيدلة بجامعة الأزهر بغزة، تفيض بالموهبة وتملك حساً موسيقيّاً لا حدود له، وصوتا فلسطينيا عذباً، يجسد معاناة وطن بالموسيقى والغناء. 

وعن بداية مشوارها بالغناء، تقول ماريا  "بدأت في سن الثامنة تلقي دروس الغناء في معهد ادوارد سعيد الوطني للموسيقى عام 2010" 

وتضيف "كنت في حفلة وطلب المسؤول عن الحفلة من أي طفل أن يؤدي اي موهبة على المسرح ؛ فقمت وبدأت بالغناء فكان بالصدفة الاستاذ المسؤول عن المعهد فرع غزة ابراهيم النجار متواجد في الحفلة فطلب من والدتي أن تقوم بتسجيلي بالمعهد لأنه رأى أنني امتلك الاذن الموسيقية والصوت الذي يجب أن تتم تنميته ومن هنا كانت البداية." 

وتتابع ماريا قولها أنه "تم قبولي بالمعهد بعد إجراء اختبار حصلت فيه على درجة ١٠٠٪ ، فبدأت بالعزف على آلة القانون وشاركت من خلالها بالعزف في أماكن متعددة ومنها انني شاركت في مسابقة عزف في بيرزيت على مستوى جميع أفرع المعهد في كل فلسطين" 

وتواصل حديثها:" كنت كطالبة غناء في كورال السنونو ومن خلال هذه الأمور جميعا استطعت تحقيق هوايتي التي أحببتها وقمت بتنميتها وما زلت لحتى الان مستمرة في ذلك بسبب شغفي وحبي لها ". 

ولم تكن طريق الأشقر لتعلم الموسيقى والغناء سهلة خصوصاً في ظل القيود الاجتماعية على امتهان الفتيات هذا المجال، توضح أنه "في البداية كان المجتمع لا يتقبل فكرة فتاة تعزف لكن الان اصبح هناك وعي اكثر من قبل." 

أما عن الصعوبات  التي واجهتها أيضا، تؤكد أن أكبرها الاحتلال لأنها لا تستطيع أن تشارك في الحفلات والمؤتمرات التي تحدث حتى مع الافرع الاخري للمعهد الموجودة في المدن الفلسطينية الأخرى بسبب عدم قبول أي تصاريح للفلسطينيين من قبل الاحتلال وأيضا عن معرفة العالم الخارجي من وجود معهد في غزة فيه العديد من المواهب". 

وأردفت ماريا "أن الموسيقى لا تؤثر ابدا في الدراسة لأنها كانت فقط عبارة عن حصتين في الأسبوع مدة الحصة ساعة من خلاها تقوم بالتفريغ وتنمية موهبتها دون تضيع للوقت وتعلم شئ مفيد" . 

و تطمح الأشقر أن تكمل مرحلة البكالوريوس ومن ثم  تحصل على درجة الماجستير والدكتوراة وتواصل مشوارها الموسيقي. 

وتواصل في مشوارها الفني لتحقق حلمها الموسيقى بأن تصبح مدرسة قانون في معهد موسيقي بغزة وأن تستطيع الحصول على شهادة من جامعة دولية في مختلف مجالاتيها سواء الدراسية أو العملية أو الموسيقية. 

وتبدي الأشقر سعادتها للفرص التي أتيحت لها لتقديم أعمال غنائية أمام الجمهور مبينةً "أنها شاركت بالعديد من الحفلات في المعهد الفرنسي والهلال الأحمر والقطان وغيرها وشاركت في مسابقة عزف في بيرزيت وشاركت في مخيم صيفي للعزف هناك". 

وتابعت: "قمت بالعزف مع طلاب من المدن الفلسطينية الأخرى وشاركت في اوركسترا معهد ادوارد سعيد الوطني للموسيقى فرع غزة حيث قمت بتسجيل اغنية يا نسيم الريح لـ "مارسيل خليفة"" مشيرة أن خليفة قام بدعم الطلاب ومشاركة عزفهم في صفحته الشخصية. 

و اختتمت ماريا حديثها موجهة رسالة تحمل في طياتها الصمود والتحدي قائلة أنه: "وبرغم أن الاحتلال قام بالعديد من الحروب على القطاع وتدمير العديد من البيوت والأماكن ومن ضمنها المعهد الذي تم قصفه في حرب ٢٠٠٨ الا أننا لا نترك احلامنا وموهبتنا التي كلها من أجل الوطن ومن أجل إثبات تراثنا وديننا وثقافتنا وعلمنا بل بالعكس يزيد إصرارنا وحبنا لما نقوم به وسنستمر حتى نستطيع ايصال ما يمر به شعبنا للعالم الخارجي حتى لو بالموسيقى التي هي لغة الشعوب و لا تستسلم و لن تنيل و ستبقى فلسطين حرة عربية".