بجيتاره.. محمد قنديل يعزف ألحان الألم والأمل بين الدمار في غزة ( فيديو)

بي دي ان |

14 يونيو 2021 الساعة 07:12ص

خلال فعاليةٍ أمام برج هنادي المدمر بالكامل من قبل طائرات الاحتلال الإسرائيلي، نجح العازف محمد قنديل "البالغ من العمر عشرون عاماً" بجيتاره وبلمساتٍه الإبداعية، وبحسه الفني، وبابتسامته المغموسة بالألم والتي لفتت عشرات المارين بجواره، في تجسيد معاناة وألم شعبه الفلسطيني، وحقيقة أن بلاده مازالت تلد الإبداع رغم معاناتها. 

محمد قنديل استطاع بمزيد من الألحان على أوتار  جيتاره، أن يعزف لطفل يلقي شعراً حزيناّ من أمام الدمار الذي خلفه الاحتلال بحربه على غزة قائلاً كلمات شعرية تجسد معاناته وأحلام طفولته: "نريد الأمن والسلام لا نريد الحروب والٱلام، ويتحدث عن براءة الأطفال". 

لم يتمالك محمد نفسه حينها وذرفت الدموع من عيناه؛ لأن أنغام آلته انسجمت مع عراقة المكان المدمر، وأكدت على عروبته، وجسدت معاناة أطفال شعبه أثناء العدوان الإسرائيلي الأخير. 

وبأجواء وجع وألم وحسرة تغزلها أنامله على أوتار جيتاره، يعزف ألحان خوفه الشديد من غدر الاحتلال له في هذا العمر، فمحمد يريد تحقيق أحلامه وطموحاته، لأنه حتى هذه اللحظة لم يستطيع تحقيق ما يرنو إليه . 

يقول قنديل، في حديث مع "بي دي ان" " إنه لا يحب الحروب ويحب الأمن والإستقرار." 

 ويضيف: "إن أسئلةً عدة تراودني بداخلي، ودوما أتساءل لماذا لا نعيش باستقرار في غزة ؟ بينما يحل السلام في الدول المجاورة لنا ، لماذا نحن من ندفع ثمن كل عدوان ؟" 

ويذكر قنديل، أنّ موهبته في الموسيقى والعزف على الجيتار كانت منذ الطفولة ،فعندما كان في الصف الرابع الابتدائي، أهداه بعض أقاربه جيتار لعبة، ولكن حبه لهذه الٱلة دفعه إلى العمل في سن الثانية عشر، من أجل شراء جيتار حقيقي خاص به. 

الشاب الغزي محمد تعلم العزف بمفرده، ولم يساعده احد، ولكن عندما قرر المشاركة بالعديد من الفعاليات، لزم الأمر بأن يتتلمذ على يد مدرسين مختصين، فتعلم الموسيقى في معهد ادوارد سعيد، ومن ثم تطور عزفه ،وشارك بالعديد من الفعاليات ،ومنها مهرجان فلسطين السنوي للمواهب برعاية وزارة الثقافة ، والعزف في برامج إذاعية لقناة الكوفية، وفلسطين وإسعاد الطفولة وكبار السن ،وأضاف أنه يريد عمل فرقة خاصة من اجل عزف الموسيقى لكافة الحضارات . 

ويروي محمد "أنه عندما يعزف على الجيتار يجعل من يستمع إليه يتأثر ويطمئن قلبه لأن الموسيقى بالأساس هادئة ويعم من خلالها الأمن والسلام وراحة النفس." 

واختتم محمد حديثه بأن صعوبات كثيرة واجهته في الاستمرار وتنمية موهبته ولكن حبه للعزف دفعه إلى المحاولة لاجتياز كافة المصاعب من أجل تحقيق أحلامه. 

والجدير ذكره بأن القيثارة (الجيتار) تعرف بأنها آلة وتريَّة شائعة بين الناس، كما وتستخدم في العزف المنفرد لمصاحبة المغنِّين ،وتعد جزءًا من الفرقة الموسيقية الصغيرة والكبيرة، ويمكن لعازفي الجيتار أن يعزفوا على الأوتار من خلال مداعبتها، وأيضا تمكنهم من عزف نغمة واحدة في الوقت الواحد بوساطة الضَّغط على وتر منفرد.