بالإرادة نصنع المستحيل وعلى قدر الاستعداد يأتي الإمداد، عبارات علمنا إياها علماء النفس لعلنا نهتدي بها في رحلة الحياة، فكانت من بينهم هناء الفرا التي بدأت نظامها الصحي بمجموعة عبر الواتساب مع فتيات اجتمعن على هدف واحد في جو امتلأ بالمنافسة والحماسة حتى وصل بهناء إلى الوزن التي تريد.

هناء الفرا، شابة من مدينة غزة، تبلغ من العمر 28 عام، وهي أم لطفلين، حاصلة على درجة البكالوريوس في الخدمة الاجتماعية من أحد جامعات القطاع، لكن بعد تحقيقها إنجاز كبير في رحلتها مع خسارة الوزن الزائد، اختارت لتقيم في مدينة إسطنبول.

ابتدأت الفرا حديثها قائلة: "كان وزني يسبب لي إحراجاً كبيراً في حياتي، وحاولت كثيراً لإنقاصه ولكن محاولاتي كانت تبوء بالفشل"، فقد حرمتني السمنة من ممارسة حياتي بشكل طبيعي كبقية الفتيات، وتعرضت للتنمر طوال مرحلة السمنة، ولكن بحمد الله اليوم فقدت 33 كيلو غرام من وزني وحققت ما كنت أسعى إليه.

وذكرت بأن الدافع الأساسي الذي جعلها تفكر في التخلص من وزنها بشكل جدي، هو تعرض ابنها الأصغر لحادث تماس كهربائي كاد أن يؤدي بحياته، وبسبب وزنها الزائد استغرقت الكثير من الوقت في إنقاذه، بالإضافة للعديد من المواقف.

وهنا تضيف هناء موقف آخر كان نقطة التحول بالنسبة لها، فتقول: "في إحدى العزائم العائلية، وقفت أمام الخزانة لأرتدي ملابسي، والصدمة كانت أنني لم أجد أي قطعة تناسبني نظراً لزيادة وزني، ففكرت بالاعتذار عن الحضور ولكنه ليس الحل الأفضل، فاضطررت للذهاب بثوب الصلاة.

لم تنسى هناء نظرات الشفقة من الجميع، فعادت يومها إلى بيتها بدموع قهر ونفسية محطمة، وقررت مشاركة قصة على انستغرام كتبت من خلالها أنا أضعف مما أبدو عليه وأحتاج دعمكم وتشجيكم لي، فلاقت إقبال كبير من متابعيها يعانون من نفس المشكلة، وعملت مجموعة واتساب تحتوي عدة فتيات يجمعهن هدف واحد، هو فقدان الوزن.

وبعد تحقيقها لنجاح كبير اتخذت الفرا من مجال التغذية الصحية مهنة لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بالتحديد منصة الانستغرام ثم بدأت بعمل أنظمة صحية عبر الواتساب بنظام اشتراك شهري مقابل 30 شيكل، ليستفيد منها أكبر قدر ممكن من المتابعين.

وفي نهاية الحديث أكدت هناء على أنها لم تكن تتخيل وصولها لما هي عليه اليوم، وحصولها على وزن 72كغم.