مسعف من غزة يروي تفاصيل عمله خلال العدوان الإسرائيلي على القطاع

بي دي ان |

06 يونيو 2021 الساعة 04:05م

منذ بداية التصعيد قام محمد سيف الاسلام الشوا، مسعف ومسئول لدى وحدة الاسعاف البحري لدى مدرسة SDR، بمحادثة والدته كي يأخذ منها الرضا للذهاب إلى عمله، وودع زوجته وطفله، ولكن قالت له زوجته الممرضة اريد الذهاب معك كمسعفة، فاجابها بأنه يريدها أن تبقى مع طفله، فردت عليه ابناء بلدي أبقى، فدار بينهما جدال عميق فإذا بسماعهم ذوي إنفجار بجانب منزلهم، فإذا بالشظايا تتطاير نحو شباك منزلهم فأنقذ محمد زوجته وابنه، حيث تواصل مع طاقم المسعفين لتزويده بالدعم وذهب إلى جيرانه، لينقذ المصابين ونقلوهم إلى المشفى.

قضى محمد وقتا طويلا بانقاذ المصابين والشهداء، وطوال هذه الفترة لم يذهب إلى منزله سوى لغسل ملابسه من رائحة الدم المتناثرة على ملابسه، ولم يرى أمه طوال فترة التصعيد فكان شديد القلق عليها.

حيث وصل محمد بعد الحرب هو وزميله أبو فادي السوافيري إلى مرحلة عدم النوم؛ لأنهم كلما اغمضوا أعينهم تذكروا المجازر المروعة التي ارتكبها الاحتلال بحق الناس الأبرياء، وأشبه الموقف بأنهم كانو يعيشون مشاهد من فيلم رعب؛ ولكنها منفذة على أرض الواقع، حيث كانت جثث رأسها مفتوح ملقاة على الأرض، والمخ يخرج منها لم يستطيعوا تحمل هذه المشاهد البشعة.

كما وأكد الشوا أن معاناة المسعفين تكمن بحجم وكثرة الاستهدافات عند ذهابهم إلى مكان وهم ينقذون حياة الجرحى، وفي تلك اللحظة يتم استهداف مكان آخر، بحيث يتم مخاطرتهم بأنفسهم من أجل حياة غيرهم، فالأمر في قمة الرعب.

وأوضح الشوا بأنه كان مولع بالسواقة وكان ينقذ المرضى بأقصى سرعة في الأيام العادية؛ ولكن زادت سرعته أثناء الحرب، حيث أنهم لم يسلموا من العدو الغاشم، كان متواجدا في مكان بحي الشجاعية، وفجأة قام الاحتلال بقصف منزل،  وكان الاسعاف بجانب المنزل والشظايا تناثرت على الاسعاف، وقام بتزويد سرعة السواقة كي يسلم من غدر الاحتلال.

ويروي الشوا أصعب الضربات الإسرائيلية التي عاشها، قال إن اصعب الضربات هي قصف السيارة التي تم استهدافها في حي الشجاعية، وكان هناك إصابات وأشلاء ملقاة على الأرض، حيث قام المسعفون بجمع هذه الأشلاء منظر في قمة البشاعة، وقال : أنه لا يوجد احساس من قبل العدو في ما يتم ارتكابه بحق أبناء الشعب الفلسطيني، كما أن هناك موقف ٱخر تم استهداف شقة سكنية بمخيم الشاطئ حيث كان أول مسعف بالمكان والحمد لله لا إصابات، حيث كان يتسابق هو وزملائه من سيصل إلى المكان اولآ.

وقال الشوا أنه كان جالس هو وزملائه لاخذ جزءا من الراحة حيث تم قصف عمارة الرائد بعدة غارات بحق الأطفال، فشعروا بقوة الضربة التي لا تبعد أمتارٱ عن مكان تواجدهم، وتم وصولهم إلى المكان بأقسى سرعة، فشاهدوا منظرا قاسيا للغاية فنزلوا من الاسعاف ورأوا  الدخان المتصاعد من مكان القصف، وصرخات الناس تعم المكان، فإذا بطفل رضيع مصاب عمره أيام فقام بإنقاذه وانقاذ العديد من الأطفال  فأخذ ثلاثة أطفال إلى المشفى وكان الطفل الرضيع على حضنه أثناء السواقة، ووصفه بأنه أمر في قمة الجنون ولم يكن يتصور هذه المواقف بأن تحصل معه في يوم من الأيام  فكانت هذه الضربة من أصعب الاستهدافات لديهم كمسعفين.

وأضاف محمد أن المسعفين كافة كانوا يقومون بتوجيهات صادرة من المدير العام للاسعاف والطوارئ، الدكتور اياد أبو زاهر، حيث قام بمراقبة خط السير للاسعافات حتى لا يصيبهم أي مكروه، كما وأن المدير المباشر سهيل القوقا أبو محمود كان يجلس معهم طوال فترة الحرب ولم يذهب إلى بيته مطلقا.