محاربة مواقع التواصل الاجتماعي للرواية الفلسطينية

بي دي ان |

03 يونيو 2021 الساعة 08:27م

تلعب مواقع التواصل الإجتماعي دوراً مهماً في مسيرة الكفاح الفلسطيني، وشهدت هذه المنصات تفاعل واسع من أبناء الشعب الفلسطيني الذين اتخذوها كوسيلة للدفاع عن حقوقهم، وتوثيق مجازر وانتهاكات الاحتلال خلال السنوات الماضية.

ولكن في ظل ما يدور من أحداث في القدس وما حدث في قطاع غزة ودون سابق إنذار تفاجأ عدد من النشطاء والصحفيين سواء داخل أو خارج فلسطين بقيام إدارة مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك وانستغرام"، بحذف المنشورات وإغلاق الصفحات التابعة لهم، بزعم مخالفتها لسياسة النشر والخوارزميات المتبعة في المواقع.

وتستمر إدارة "فيس بوك وانستغرام" في استهداف المحتوى الفلسطيني وملاحقة الحسابات والصفحات الداعمة للقضية الفلسطينية، في محاولة لمحاربة الرواية الفلسطينية وكتم الصوت الفلسطيني للعالم، مما اضطر الصحفيين والنشطاء لفتح حسابات احتياطية في حال تم إغلاق حساباتهم بشكل مفاجئ.

في حديث مع الصحفية والناشطة منى حوا أوضحت أن حملة حذف المنشورات وإغلاق الحسابات طالت حسابها الشخصي في إشارة لمحاربة المحتوى الفلسطيني بشكل مباشر وطمس الحقيقة الفلسطينية، في تعمد واضح لزيادة الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني.

وقالت حوا أنها واجهت مشاكل خلال البث المباشر على انستغرام بعد وصول عدد المشاهدات 110 ألف مشاهدة من مختلف أنحاء العالم، وتم حذف الكثير من منشوراتها المتعلقة بفلسطين، كما وتلقت إشعارات من إدارة انستغرام بإغلاق حسابها الشخصي في حال لم تتوقف عن النشر حول القضية الفلسطينية.

بدوره، قال الصحفي أشرف السراج أن " كل محاولات كتمان الصوت ستفشل" فقد تم إغلاق حسابي للمرة العاشرة على فيس بوك والثالثة على انستغرام وحظر ما يقارب 9 أرقام على واتساب بشكل نهائي بدون أي سبب مقنع فقط لاحتوائها على أشياء تتعلق بفلسطين، فاضطررت لفتح حساب احتياطي ولكنه تعرض لحظر النشر لمدة غير معلومة، مما دفعني لمواصلة النشر عن القضية الفلسطينية.

في سؤاله عن دور السوشيال ميديا في توصيل الرسالة الفلسطينية أجاب السراج: السوشيال ميديا كانت موجودة خلال الحرب على غزة وحروب عدة ولكنها نشطت بالفترة الماضية بشكل كبير حيث لاقت إقبال واسع جداً من جميع أطياف الشعب العربي، وحتى الشعوب غير العربية، في حين أن الكثير من الناس لم يكونوا متفهمين لما يحدث في غزة أو أين تقع وماذا يعني العدوان عليها؟ ولكن من خلال التصوير المباشر للاستهدافات التي يقوم بها الاحتلال للأبراج السكنية أصبح لديهم فكرة حول ما يحدث في أوقات العدوان على غزة.

وقال السراج كنا نخوض معركة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى عبر السوشيال ميديا سواء البث المباشر على انستغرام أو النشر عبر تويتر وفيس بوك، فكان دورنا الرد على ردود فعل الناس وأسئلتهم، ومثال عليها: هل ما يحدث في فلسطين حقيقي؟ هل مشاهد قصف الأبراج حقيقية؟، لماذا يحدث كل هذا في فلسطين؟، لماذا لم تتدخل الشعوب العربية في حل القضية الفلسطينية؟، هل مثل هذه المشاهد تكون طوال الوقت في قطاع غزة؟

وأكد أن القضية الفلسطينية كانت بحاجة لمواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير، لأنها سلاح فعال في جلب المزيد من الداعمين للقضية، وتعريف الناس بالقضية الفلسطينية وبجرائم الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته، حيث أثرت بشكل إيجابي جداً، حتى وإن استغلها الاحتلال لصالحه ولكن الفلسطينيين يسعون بكل ما يتمكنون لاختراق رواية الاحتلال وكسرها وتفنيدها مقابل الرواية الفلسطينية.

وأضاف بأن القضية وصلت لمكان متقدم، حيث أن تضامن الكثير من المشاهير العرب والأجانب وتفاعلهم مع القضية ونشرهم عنها على حساباتهم الشخصية، أوصلت صورة واسعة وصحيحة عن القضية الفلسطينية لملايين من الناس في العالم، حتى بعد انتهاء الحرب ما زال الناس يتساءلون حول الأوضاع في غزة؟ حول الحياة في غزة في ظل انقطاع التيار الكهربائي وإغلاق المعابر والحصار.

بالرغم من الأساليب التي يتبعها كل من الاحتلال الإسرائيلي وإدارة مواقع التواصل الاجتماعي في محاربة الرواية والمحتوى الفلسطيني، ومحاولتهم لمنع صوت الفلسطينيين من الوصول للعالم إلا أن الشعب الفلسطيني سيواصل النشر عن قضيته كل منا بطريقته وإمكانياته.