"شيماء أبو العوف" عروس كانت تحلم بلباس الأبيض وزفت شهيدة في الحرب على غزة

بي دي ان |

01 يونيو 2021 الساعة 06:11ص

قصة حب دمرها الاحتلال الإسرائيلي، شيماء أبو العوف عروس غزاوية تبلغ العشرون عاماً، طالبة طب أسنان في السنة الثالثة، كانت تنتظر الانتهاء من دراستها، و تحلم بارتداء بدلتها البيضاء ، التي من المفترض أن تلبسها، وتزف إلى بيت حبيبها "أنس اليازجي"مباشرة بعد عيد الأضحى المبارك.

لكن للقدر رأي آخر .. 

وبحدث أكبر من الحرب وأكثر من وصفها مجزرة، وبشارع الوحدة تحديداً وسط مدينة غزة، مبان سقطت على رؤوس ساكنيها بشكل كامل، وأخرى دمرت جزئيا، لم يعرف أحد من كان على قيد الحياة، ومن استشهد، فالحالة بوقتها كانت ضبابية، والنيران في كل مكان، وانقطاع للتيار الكهربائي، أصوات وصراخ وضجيج، الجميع هناك يهرع هربا من حمم متساقطة، وآخر يخرج من بين رماد الركام مصاب، أما شيماء وجدت تحت أنقاض منزلها، فقدرها أراد أن تزف لقبرها شهيدة .

"أنا خائفة"..
آخر رسالة أرسلتها شيماء لأنس.. 

بمقطع فيديو بثته مواقع التواصل الاجتماعي لخطيب شيماء "أنس" و بنبرة مختنقة قال: " كنت أتحدث مع خطيبتي عبر الواتساب، وسألتها عن نفسها وعائلتها ،وأجابتني بأنها خائفة، فقلت لها اختئبي، لكن رسالتي لها لم تصل" 

وأضاف "ماهي إلا لحظات وسمعت بخبر استهداف الاحتلال لشارع الوحدة الذي تسكنه خطيبتي، تجمدت بمكاني وشعرت حينها بثقل قدمي ولم أستطع الحركة، ولم أدرك أن الاستهداف طال بيت شيماء" 

هرع أنس إلى مكان القصف على أمل أن تخرج شيماء من تحت الركام على قيد الحياة، إذ لم يدرك بعد أنه “زف عروسته إلى الجنة، وفقد حبيبة روحه" 

وبمقطع فيديو آخر له ومن بين ركام منزلها ومن بين ركام منزل شيماء تحدث أنس: "إذا كانت على قيد الحياة فالحمد لله ،وإذا استشهدت فلندعو الله أن يتقبلها ويغفر لها" 

وأكمل حديثه وهو مفتخرا بخطيبته طبيبة الأسنان "كنا  نعمر بيتنا لنكونا معا، لكن قدر الله وما شاء فعل". 

فاحتفظ خطيب شيماء عنده بما تبقى من عدة الأسنان الخاصة بها لتكون ذكرى له. 

الدموع لم تفارق وجنتي أنس وهو يودعها فأكد قائلا "أنه عندما ذهبت لوداعها وجدتها مبتسمة فأخذت أردد بقلبي " والله إنك أنت أحسن مني" فالشهيد يشفع إلى سبعون من أهله وأنا أول واحد وستكون سيدة حور العين إن شاء الله". 

وهكذا ذهب الفرح من منزل انس وقلبه،  فالمحتل خطف سعادته وسعادة أهالي قطاع غزة بعدوانه الغاشم.