الداخلية بغزة تقرر فتح تحقيق بحادثة الاعتداء على الصحفية رواء مرشد

بي دي ان |

29 ابريل 2021 الساعة 04:29ص

قررت وزارة الداخلية بغزة، مساء اليوم الأربعاء، فتح تحقيق في قضية تعرض الصحفية رواء مرشد لاعتداء من قبل عناصر الضبط الميداني.

وقال اياد البزم،  في تصريح  له،: "تلقّت وزارة الداخلية والأمن الوطني رسالة من الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، حول شكوى مقدمة من المواطنة (رواء مرشد)، تفيد بتعرضها لاعتداء أثناء تواجدها في أرض زراعية بالمنطقة الحدودية شرق "جحر الديك" وسط قطاع غزة برفقة شاب وفتاة آخريْن".

وأكد البزم، بناء عليه قررت وزارة الداخلية فتح تحقيق في الشكوى المقدمة من المواطنة.

وفي وقت سابق من اليوم، استنكرت نقابة الصحفيين الفلسطينيين الاعتداء الهمجي الذي نفذه أحد عناصر الضبط الميداني التابعين لحركة حماس بحق الزميلة رواء مرشد وما تعرضت له من إهانات غير مقبولة بسبب عدم "ارتداءها الحجاب".

وفي افادة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين قالت ابو مرشد أنها أثناء عملية تصوير يوم الاحد الماضي في منطقة جحر الديك شرق المحافظة الوسطى حضر عنصران من الضبط الميد.اني وقاما بمنعها وزميليتها من التصوير ومصادرة الجوال الخاص بزميلتها واحتجازهم لحين وصول الشرطة النسائية بالرغم من كشفها لهم عن طبيعة عملهم الصحفي.

وأشارت  مرشد في افادتها وإنها بعد تواصلها مع داخلية غزة تم السماح لهما بمغادرة المكان وأثناء تسليمها بطاقتها تلفظ عليها عنصر الضبط بكلمات جارحة بسبب مظهرها العام ، وعدم ارتداء الحجاب، والذي قابلته بالاستنكار والرفض، فما كان منه إلا استلال غصن شجرة والبدء في الاعتداء الهمجي عليها ما تسبب بجراح في كافة أنحاء جسمها، نقلت على إثرها إلى مستشفى الشفاء بغزة ، وحررت تقرير طبي بما تعرضت له من اعتداء، حيث تقدمت بشكوى بالحادثة إلى داخلية غزة.

اوثالت النقابة،  أنها ذ تستنكر هذا الاعتداء الهمجي وغير المقبول من عنصر امني تابع لحركة حماس بحق صحفية مشهود لها بعملها الصحفي وتغطيتها الدائمة لمسيرات العودة، فإنها تحمل حركة حماس المسؤولية الكاملة عن هذا الاعتداء المشين وغير الأخلاقي ، وتطالبها بالاعتذار علنا لها وإعادة الاعتبار للزميلة الصحفية .

وأكدت نقابة الصحفيين أنها ستتواصل مع كافة المنظمات الحقوقية من أجل محاسبة منفذ هذا الاعتداء قانونيا ونقابيا ، وستتابع الإجراءات التي ستتخذها حركة ح.ما.س بهذه الجريمة النكراء بحق الزميلة مرشد ، محذرة من إجراءات نقابية ستقوم بها في حالة عدم رد الاعتبار لها نتيجة هذا الاعتداء الآثم.

وروت الصحفية رواء مرشد عبر صفحتها "فيسبوك" تفاصيل ما حصل معها:-

مرحباً جميعاً، أشكركم بدايةً على هذا التضامن، الذي أعتبره تضامن لقضية مشتركة لم تمسّني وحدي بل تمس كل صحفي تعرض ويتعرض لمثل هذه الاعتداءات وإن اختلف السبب، والفاعل واحد.

أروي هنا تفاصيل ما حدث وقد تأخرت بسبب انتظاري للجهات الرسمية -وزارة الداخلية- التصرف بالطريقة القانونية من اللحظة الاولى لوقوع الاعتداء بعدما توجهت إليهم و ردّوا أن عناصر جهاز الضبط الميداني لا يتبعون لهم ومع ذلك سيقومون بالتحقيق في الأمر وطلبوا مني ألا أقوم بنشر التفاصيل إلى حين معرفة اسم المعتدِي الانتهاء من التحقيق. وأروي ليس تبريراً لشخصي إنما توضيح لحدث تمحور على أساس شكلي أو لباسي -غير اللائق- على حد قول المعتدِي، والذي هو سبب دعى أحد رجال الضبط لاستخدام جذع شجرة وضربي إلى أن ترك علامات واضحة ومؤلمة على جسدي.

الحدث يوم الأحد الموافق ٢٥ ابريل ٢٠٢١ الساعة الخامسة عصراً كنا أنا وزميلتي المصورة وشاب زميل آخر وطفلة بعمر ٦ سنوات في جلسة تصوير في أحد المزارع الحيوية في منطقة جحر الديك، وأثناء عملنا جاء اثنين من رجال الضبط الميداني بلباس عسكري وحاملاً لسلاحه بدأوا باستجوابنا عن من نكون، وقاموا بسؤالنا إن كنا نعلم أن هذه الأرض أمنية، فقمنا بالرد بكل احترام بأننا لا نعلم كون أن زميلتي جاءت الأسبوع الماضي وأتمّت جولة تصوير دون أي استجواب من قِبل أحد وكوننا حصلنا على موافقة التصوير من صاحب الأرض، وإن كانت هذه الأرض حدودية فسنغادر على الفور، قاموا بطلب بطاقاتنا التعريفية وأثناء تعريفي عن نفسي كصحفية بدأ النقاش يذهب باتجاه شكلي وعدم ارتدائي الحجاب، أي أن الشخص كان يحاول اسكاتي بأسلوب أبعد ما يكون عن الأدب كلما حاولت التعريف عن نفسي، وظل يوجه لي جمل من نوع أنني مرتدة ولا أنتمي لهم ولا يحق لي الكلام ولا يشرفه مناقشتي وعليّ أن أخرس.
ذهبوا في بعد ٥٠ متر تقريبًا ومعهم بطاقاتنا التعريفية وقاموا بطلب الشرطة النسائية وقمت انا بمهاتفة أحد الأشخاص في وزارة الداخلية، وقال بأنه سيحل الأمر ولن يكون هناك مشكلة، عادا الشخصان وأعادا بطاقاتنا الشخصية وقام أحدهم بإكمال توجيه الحديث بلغة غير محترمة، فقمت بالرد عليه بالحرف الواحد: انت بتحكي معي؟ فما كان منه إلا أن أمسك جذع شجرة وقام بضربي عدة ضربات على جسمي في أماكن حساسة أعتذر عن نشرها ولكنّي أملك تقريراً طبياً بهذا الاعتداء موقع من أحد الأطباء في مستشفى الشفاء الطبي.

تابعت الإجراءات مع وزارة الداخلية بعد ٤٨ ساعة من وقوع الحدث بدون نتيجة سوى تشكيل لجنة تحقيق  والتي لم تفيدني باي نتيجة لهذا التحقيق و الاجراءات القانونية التي اتخذت ضده، فما كان مني إلا أن توجهت للهيئة المستقلة لحقوق الانسان لأروي تفاصيل ما حدث، وعليْه تم التواصل من قبل الهيئة مع وزارة الداخلية والنيابة العامة ، فوجهت الهيئة رسالة لكل من وكيل وزارة الداخلية في غزة والنائب العام وفقا للبيان الصحفي الصادر عن الهيئة الذي انتشر وانتشرت التعليقات عليه.

أنا الآن حقاً في موقف لا أُحسد عليه، كل ما أريده هو أن يتم اتخاذ الاجراءات القانونية بحق هذا الشخص والافصاح عن اسمه، حتى لا تصبح القصة التالية خبراً معنوناً يمر مروراً عابراً مع فتيات أخريات.

واعتبر هذا المنشور بلاغا للنائب العام 

أشكر جميع من يحارب الظلم وينصر الحق، وأرجو من كل من يبرر إن كان يحمل أفكاراً غير مرتبطة بالإنسان وحرية وجوده وشكله أن يلتزم الصمت. وهذا أفضل ما قد تقدمونه لي ولعائلتي ولخطيبي الذي تتداول صوري معه الآن على أنه شاب غريب.