عن ما يجري في القدس وفلسطين

بي دي ان |

23 ابريل 2021 الساعة 08:16ص

من نكد الدهر أن نضطر إلى الاختيار بين أن ننتظر الرد الاسرائيلي على طلب السلطة الفلسطينية الموافقة على اجراء الانتخابات في القدس، وبين انتظار  الرد من القيادة والفصائل على جرائم العصابات اليهودية اليمينية الفاشية ضد المقدسيين اللذين يخوضون معركة الرد والدفاع عن أنفسهم ومدينتهم.
في وقت غابت القضية المركزية عن جدول اعمال وصدارة  الاولويات العربية والدولية، ولا تزال الفصائل تناقش وتبحث على  صيغة لاجراء الانتخابات أو تأجيلها وفشلت ان تجلس تحت  سقف القضية الوطنية.
القدس تتصدى كعادتها قطعان المستوطنين الفاشيين وحيدة، ولم نسمع من الفصائل حتى الان الا الشعارات والقول ان القدس خط أحمر، هي القدس دوما بوابة المقاومة والتصدي للاحتلال وعصابات المستوطنين.
ويحاول الاعلام الاسرائيلي وصف ما يجري في القدس من ارهاب منظم وهجمات ضد المقدسيين من قبل عصابة لهافا بـ"الطوشة بين يهود وعرب" وهي من تقوم بملاحقة العمال العرب في القدس وضربهم والتنكيل بهم، والادعاء ان ما يجري في القدس من احداث محلية، عصبية في شهر رمضان واستيقاظ نشطاء يمين يهود. بسبب تأثير  الشبكات الاجتماعية،  وأن رجال يمين متطرفين ساهموا في التطرف والمطالبة بالثأر ردا على عنف شباب فلسطينيون بتصوير انفسهم وهم يهاجمون يهود، على الاغلب اصوليين أو متدينين، في شوارع القدس.
ويصف الصحافي الاسرائيلي في صحيفة هآرتس عاموس هرئيل ما يجري في القدس بالقول: "ان ما ساعد في دائرة الهجمات وعمليات الثأر توتر معين متعلق بشهر رمضان. الاعصاب في شرقي المدينة متوترة حول قرار الشرطة في القدس في منع تجمعات في ساحة باب العامود،  لاسباب أمنية، وان اغلاق الدرج اعتبر في شرقي القدس رمز للاهانة من قبل إسرائيل من خلال المس بتقاليد شهر رمضان".
ويضيف كالعادة، ايضا صراعات الحرم تصب الزيت على النار. ففي الاسبوع الماضي قامت الشرطة بقطع كوابل مكبرات الصوت في المسجد الاقصى كي لا يزعج صوت الآذان الاحتفال بيوم الذكرى في حائط "المبكى".
ما يجري في القدس ليس بمعزل عن ما تقوم به دولة الاحتلال وموسساتها الامنية والمدنية وهي في قلب التحريض على الفلسطينيين في النقب ويافا وام الفحم واللد، والصفة الغربية ومصادرة الاراضي والضم الزاحف وحرق البشر واشجار الزيتونة، وما يجري في غزة وحصارها وتجويع شعبها.
ويظهر غطرسة وعنجهية وسطوة دولة الاستعمار الاستيطاني العنصري، وكل ما يجري هو في سياق بين عنصرية الدولة ومؤسسة للجيش والشرطة والقضاء، وعنصرية وفاشية المستوطنين وعصابات "تدفيع الثمن، وشبيبة التلال ولهافا" وغيرهم من العنصريين الفاشيين، لترهيب شعبنا في جميع اماكن تواجده على ارضه..
الفلسطينيون يضيعون الفرصة تلو الأخرى لتوحيد صفوفهم، وباستطاعتهم ان يستثمروا الفرص المهدرة والتحرك بسرعة لتوحيد صفوفهم وكلمتهم، ومواجهة ذاتهم، وكذلك مواجهة الفاشية الصهيونية والجنون اليميني المنفلت وبدعم من المؤسسات الرسمية. وتزييف الاعلام الاسرائيلي ما يجري من ارهاب يهودي في القدس ووصف دفاع المقدسيين عن انفسهم "بالارهاب". بامكانهم  مواجهة ذلك في القدس وتحويل الفرص المهدرة إلى فرصة كبيرة تعيد بريق  قضيتهم وتضعها بل تفرضها على الدول العربية والاقليم و على كل الساحات الدولية، وتسجل نقاط تضاف للحق الفلسطيني وللرواية والسردية الفلسطينية العادلة وتلحق الهزيمة بحكومة الاحتلال وروايته المشكوك فيها اصلا، وافشال المحاولات لفرض لرواية الاحتلال ودول التحالف التطبيعي.