حين تصبح القدس صوت انتخابي فقط!

بي دي ان |

23 ابريل 2021 الساعة 03:57ص

فيما يترقب الفلسطينيون بدء العملية الانتخابية الفلسطينية بعد أكثر من عشر سنوات انتظار، ليس من باب تعطش لعرس فلسطيني فحسب بل أيضاً لرغبة جامحة في خلع الواقع الفلسطيني الكارثي من جذوره، فسنوات عصيبة تحملها الفلسطينيون خلال خمسة عشر عام بكل عجز وقلة حيلة، وبلا رحمة من أحد شعروا خلالها أنهم بلا سند ولا قوة، كمن يجري بالصحراء متخبطا دون أي علامة أو مسار واضح للتوجه نحوه، لكل هذا وأكثر ينتظر شعبنا لحظة الخلاص والانعتاق من هذا الوضع المشين.

بدأ التحضير والحماس للانتخابات بعد إصدار الرئيس المراسيم بخصوص الانتخابات، وبدأت القوائم تجتهد وتتحضر في ظل أعلى نسبة تسجيل انتخابي من قبل المواطنين وربما على مستوى العالم، في إشارة لسبق غير عادي من قبلهم لتغيير ما يمكن تغيره، وبينما هم يسارعون الوقت ما بين رغبة التغيير، ورغبة التنصيب، بدأت القوائم باستخدام المدينة المقدسة لدغدغة مشاعر المواطنين وليس حبا أو فداء للمدينة.

ولعل حركة حماس من ضمن القوائم التي عنونت قائمتها "القدس موعدنا" وهذا شأنها لكن يتبادر للذهن هنا العديد من التساؤلات خاصة بعد تصريح الأخ صالح العاروري قبل أيام قليلة حول  'ماذا لو رفضت "إسرائيل" إجراء الانتخابات بالقدس ؟  فقد قال العاروري "إذا قبلنا ألا نجري الانتخابات في القدس بسبب رفض الاحتلال سيعد ذلك تنازلا عن القدس، واستطرد أنه إذا رفض الاحتلال إجراء الانتخابات بالقدس سيدفع ثمنا كبيرا، وستتحول إلى انتفاضة ومواجهة مع الاحتلال في القدس ومن ثم في كل مكان.
 
في الحقيقة ما تحدث به العاروري كلام جميل ولكن، هل أصبحت القدس صوت انتخابي فقط، وهل تكمن أهمية المدينة المقدسة في مواسم الانتخابات فقط؟ وهل كل ما حدث ويحدث فيها من قبل الاحتلال من تهويد وهدم وطرد لسكانها الأصليين وتهجيرهم من بيوتهم والاقتحامات اليومية بحق الأقصى من قبل المستوطنين، وتجهيزات دعاة الهيكل وحفرياتهم تحت الأقصى، كل هذا لم يستوجب انتفاضة أو أن يدفع ثمنه الاحتلال ؟ وما الذي فعلته باقي الفصائل للقدس التي تتشدق بحديثها عنها بشكل آني، ومتى سيكون الاشتباك لأجلها؟ مؤسف أن يتم استخدام القدس في إطار الدعاية الانتخابية، القدس أعظم وأقدس من ذلك ومن أراد أن يعظم القدس، فللقدس بواباتها فليدخل وينتفض ويشتبك من أجلها.

لقد أشبعتمونا كلاما وصراخا، فلتطربونا اليوم بفعل يرفع الفاعل للقمة، فعل يعيدنا لزمن الكرامة والشموخ والكبرياء، ولا نستثني أحدا، فالكل اليوم مطالب بفعل مشرف، وكفانا ندعي الثورة من تحت أسقف المكاتب ومن خلف المواكب، فشتان بين من يعشق الثورة ويعتنقها وبين من يطلب الثروة وينحني لها.

بكل الأحوال ما نتفهمه من كلام العاروري أنه في حال لا سمح الله رفضت "إسرائيل" إجراء الانتخابات بالقدس فإننا على موعد مع انتفاضة تبدأ من القدس لتعم الأراضي الفلسطينية كافة، بالتالي نحن على موعد إما انتخابات أو انتفاضة شاملة فلننتظر. 
• المشرف العام