عن أي وطن تتحدثون يا أنتم؟

بي دي ان |

12 ابريل 2021 الساعة 04:44ص

تتصدر المدينة المقدسة في الآونة الأخيرة المشهد الفلسطيني بقوة، ولا عجب في ذلك فالقدس تلك المدينة المقدسة، مسرى الرسول عليه السلام، عاصمة دولة فلسطين، فكل صباح يشرق على هذه الأرض المقدسة تشهد اعتداءات وحشية من قبل عدو سافر، لا يُؤْمِن بالآخر ولا بقوانين ونظم دولية ولا يمتلك الحد الأدنى من الإنسانيّة، فلم تبقى أي جريمة إنسانية أو أخلاقية إلا وارتكبها هذا العدو بكل تبجح ولا مبالاة بحقوق الاخرين، وتتنقل جرائمه من هدم البيوت، إلى اجبار المواطنين والسكان الأصليين بهدم بيوتهم بايديهم، إلى اقتلاع الأشجار، ومن ثم تفريغ أحياء سكنية من سكانها لصالح المستوطنين، واعتداءات على المواطنين العزل أمام أطفالهم وعائلاتهم، ومؤخراً وليس اخر الاعتداءات أعلنت لجنة التخطيط والبناء التابعة لبلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة المصادقة على بناء 450 وحدة استيطانية جديدة في جبل أبو غنيم شرق القدس، والذي يعتبر تحد جديد لكل المواثيق الدولية.

انتهاكات متعددة يومية تتم بحق الفلسطينين واقتحامات دائمة لباحات المسجد الأقصى بحماية الجيش الاسرائيلي، ومن جانب اخر استيلائهم على عمارات وقطعة أرض في سلوان، الجرائم بحق المدينة المقدسة لا تعد ولا تحصى وجميعها تهدف لنزح سكانها الأصليين عن ديارهم لصالح المستوطنين الذين لايمتلكون أي حق في الوجود على هذه الارض، فماذا نحن فاعلون ؟ هل سنبقى كأصحاب أرض ندين ونشجب ؟ هل فقد الفلسطينيون أصحاب الارض والتاريخ الخطط والبرامج والمدافعين بشراسة عن مدينتهم وأرضهم؟ هل الانتخابات على أهميتها شغلتهم عن التصدي لكل المشاريع التصفوية التي يقوم بها الاحتلال مستغلا انشغالنا بأنفسنا ومشاحناتنا ويقوم يوميا بابتلاع ما تبقى من أرضنا ؟ هل سنظل نسمح بمرور الوقت المطلوب لتنفيذ مشاريع العدو التصفوية، كنّا نعيب على العرب بياناتهم واكتفائهم بالشجب والاستنكار فهل انتقلت إلينا نحن أصحاب الحق هذه العدوى؟ أين الجماهير الزاحفة وأين النفير العا؟ وأين الذين يشدون الرحال الى القدس؟ القدس تشعر بالخذلان من الجميع لا نستثني أحداً ولا أنفسنا، شبابنا خلف الكيبورد بلا اهتمام لما يجري ولا طاقة للدفاع ولا انتماء أو إيمان هل هزمنا شبابنا أيضا ؟ شبابنا وكأنهم لا علاقة لهم بأوطانهم، وكأن لسان حالهم يقول : عن أي وطن تتحدثون يا أنتم.. فهل بقي لدينا متسع من الوقت لنعلن النفير ونهب نحو الأقصى ومقداساتنا ؟ أم سنبقى كما نحن بلا نحن.