رسائل هامة للادارة

بي دي ان |

18 مارس 2021 الساعة 05:55ص

شهدت الأيام الماضية نشاطا ملحوظا لعدد من اعضاء مجلسي النواب والشيوخ تمثل بارسال عدد من الرسائل المتعاقبة بدءً من يوم السبت الماضي الموافق 13/3/2021 والاثنين الموافق 15/ 3 موجهة لإدارة الرئيس جو بادين، ووزير خارجيته، انتوني بلينكن حول ملفات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، تضمنت المطالبات الآتية: اولا الإلغاء الرسمي لصفقة القرن، التي اعلنها رسميا الرئيس السابق، دونالد ترامب  في 28/1/2020؛ ثانيا إدانة عمليات الهدم، التي تنفذها سلطات الإحتلال الإسرائيلية بشكل صريح ودون غموض او إلتباس؛ ثالثا دعم حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني، وصيانة كرامته؛ رابعا تأمين وتوزيع اللقاح على ابناء الشعب الفلسطيني.
وفي التفاصيل التي تضمنتها الرسائل، أكد الموقعون عليها، إلى ضرورة شطب وتصفية صفقة القرن كليا، وإزالتها عن الطاولة، وعدم التعامل مع اي من مكوناتها، والحؤول دون ربطها بركائز عملية السلام وخيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967، وإتخاذ خطوات ديبلوماسية من شانها وضع حد لسياسة الهدم. ليس هذا فحسب، بل طالبوا وزارة الخارجية بفتح تحقيق في إمكانية إستخدام دولة الإستعمار الإسرائيلية معدات أميركية في عمليات الهدم في القدس وعموم الضفة الفلسطينية، ونبهوا لحقيقة جلية، ان سياسة الهدم جزء لا يتجزأ من عملية الضم للإراضي الفلسطينية في القدس والضفة الغربية، وهو ما يجب ان يتم وقفه فورا. كما واعربوا عن قلقهم من تخلي سلطات الإحتلال عن التزاماتها بموجب إتفاقية جنيف الرابعة بشأن توفر إجراءات السلامة الصحية للمواطنين في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وهذا يلزمها بتوفير لقاح لكافة الفلسطينيين، الذين يعيشون تحت الإحتلال العسكري الإسرائيلي، بمن في ذلك المليوني فلسطيني في قطاع غزة.
ورغم ان هذة الرسائل لم يزد عدد الموقعين عليها عن 17 نائبا وعضو مجلس شيوخ، هم : رشيدة طليب، أندريه كارسون، مارك بوكان، بول غرولفا، هينري جونسون، بيتي ماكولن، جيمس ماكغوفرين، ماري نيومان، أليكساندرا أوكاسيو كورتيز، إلهان عمر، تشيلي بينغري إيانا بريسلي. اما اعضاء الشيوخ: بيرني ساندرز، إليزابيث وارن، توم كاربر، شيرود براون وجيف ميركلي. إلآ ان رسائلهم ذات دلالة هامة، وتعكس تعميقا للتوجه الجديد والنوعي المساند لحقوق الشعب الفلسطيني، والداعم لبناء جسور السلام الممكن والمقبول، وفي الوقت ذاته، ترفع الكرت الأحمر في وجه حكومة اليمين الصهيونية الفاشية برئاسة نتنياهو، وتذكرها بان النظام الأميركي يعيش تغيرا نسبيا، حتى ولو كان بطيئا، ولم يعد المشهد في بلاد العم سام لونا واحدا، لإن الغمامة السوداء أخذت تنزاح عن العيون ببطىء شديد، مع اتساع في الرؤية للوحة الصراع، وبات هناك عيون اميركية ترى الصورة بشكل اشمل واعمق، ولم تعد الرواية الصهيونية تقنع الكل الأميركي وخاصة في اوساط اتباع الديانة اليهودية عموما والشباب خصوصا.
وعلى قلة ومحدودية عدد الأصوات في المجلسين، إلآ ان حكومة اليمين المتطرف الصهيونية تخشى تنامي الصوت الاميركي المتناقض مع مشروعها وروايتها واكاذيبها. كما وتخشى من إدارة بايدن نفسها، لذا قام حزب الليكود بالتحريض عليها، ودعا انصاره وقطعان المستعمرين للإستعداد بالتصدي لخطواتها المتناقضة مع برنامجها، وخاصة دعواتها المتكررة بوقف سياسة الضم، والتهويد والمصادرة للاراضي الفلسطيني، ومناداتها بوقف الهدم، وتاكيدها رفض الإعتراف بالإستيطان الإستعماري بكل مسمياته.
إذا الصوت المحدود لاعضاء مجلسي النواب والشيوخ، مع تأكيد ادارة بادين على توجهاتها العامة بشأن السلام وخيار حل الدولتين، ورفض الانتهاكات الاسرائيلية احادية الجانب يؤشر إلى ان نتنياهو وزمرة قطعان المستعمرين وقوى اليمين والحريديم المتطرفين يسرع بفتح مواجهة بينهما. لكن بمعايير الحلفاء الإستراتيجيين، وليست مواجهة بالمعنى الحقيقي للكلمة. بيد انها أحد إشكاليات التباين بين القيادتين الأميركية والإسرائيلية. وهي بالضرورة تتسع وتتعمق، لإن نتنياهو وعصابته يصعدون خيارهم الإستيطاني الإستعماري، الامر الذي يزيد من إحراج بادين ونائبته هاريس ووزير خارجيته بلينكن وكل الصهاينة في الادارة الجديدة. والمستقبل المنظور سيجلي الكثير من طابع الازمة بين الادارتين الاميركية والاسرائيلية.